لأول مرة: تفاصيل الأفلام والرقصات الموقوفة لـ”فرقة رضا”
بدأ الفنان الراحل محمود رضا (1930-2020)، مؤسس “فرقة رضا” مشواره الفني مع السينما عام 1949، بعد تتلمذه على يد شقيقه علي رضا، الذي أصبح فيما بعد شريكا ومؤسسا معه، تنوعت الأدوار التي شارك فيها رضا بين ممثل ومصمم للاستعراضات، بلغ عدد هذه الأدوار نحو 27 دورا متنوعا. لكن ماذا عن الأفلام والرقصات الموقوفة لفرقة رضا؟
شارك رضا كممثل في 18 عملا ما بين أفلام ومسلسلات، أشهرهم “مسلسل قمر 14، فرام الطريق الزراعي، حرامي الورق، عفريت سماره، إجازة نصف السنة، باب أمين”، بينما قام بتصميم الرقصات والاستعراضات لعدد كبير من أهم أفلام السينما المصرية، ومسرحياتها الشهيرة من بينها: “فوازير أبيض وأسود، مسلسل ألف ليلة وليلة، مسرحية ريا وسكينة، أسياد وعبيد”، ومن الأعمال التي شارك فيها كمصمم للرقصات وراقص: “عودة الابن الضال، جنون الشباب، نساء الليل، أضواء المدينة، ليلة حب أخيرة، الرجل الثاني، سر طاقية الإخفاء”، ويعتبر فيلم “غرام في الكرنك” أحد علامات السينما البارزة لما يحتويه من فلكلور شعبي نابع من حكاوي المصريين، سواء في حقولهم ومنازل أو حتى في تراثهم الشعبي المتوارث.
بدايات “فرقة رضا”
في عام 1969، جمع عقد اتفاق الفنان محمود رضا ممثلا عن فرقته، والدكتور محمود محمد العشري، منتج الفيلم “طرف أول” على تأليف خمسة استعراضات غنائية موسيقية راقصة ستصور في الفيلم الذي ينوى الأول إنتاجه باسمه المؤقت “ملكة الليل”، من إخراج حسن رمزي، وبطولة الفنانة المطربة “صباح” وعليه ترشيح جميع الراقصين والراقصات الذين سيشاركون السيدة صباح في أداء هذه الاستعراضات وعمل جميع البروفات اللازمة لتدريبهم جميعا بخلاف الفنانين والمنولوجست والكومبارس الذين سيختارهم مخرج الفيلم.
يقول الباحث التاريخي الشاذلي عباس الجعفري، إن العقد الذي جمع الفنان محمود رضا والمنتج الفني محمود العشري يتكون من 12 بند، أهمها الاتفاق على اختبار الأماكن التي يتم فيها عمل البروفات الفنية ويتكلف الطرف الأول كافة المصاريف لتنفيذ ذلك مع مساعدة المنتج على اختيار الديكور والإكسسوارات والملابس، وعلى الفنان محمود رضا أن يشرف على الاستعراضات الخمسة المتفق عليها والاشتراك مع المخرج في عمل الميزانسين اللازم لعملية التنفيذ في جميع الأيام التي يستغرقها التصوير لهذا الغرض.
محمود رضا يتنازل لإتمام الاتفاق
ويضيف الجعفري، أن العقد حدد شهر مايو من نفس العام للبدء في تصوير الفيلم محل التعاقد، غير أن هذا التحديد بصفة مبدئية وعلى الطرف الثاني أن يتواصل بالطرف الأول أولا بأول لمعرفة موعد عمله على وجهه التحديد، لافتاً إلى أنه على الفنان محمود رضا تحمل تكاليف ذهابه إلى الأستوديو أو أي مكان متاح للتصوير، دون المطالبة بأي مبالغ مادية غير المتفق عليها في العقد.
مبلغ التعاقد لفرقة رضا
وشمل العقد مبلغ التعاقد أيضا، الذي بلغ 1000 جنيه مصري يتم تقسيمها إلى أقساط. الأول دفع مبلغ 100جنيه مقابل التوقيع على هذا العقد. أما القسط الثاني حتى الخامس بنفس المبلغ بعد تصوير الاستعراض بنفس التسلسل.
“القسط السادس يتم دفع 200 جنيه بعد تصوير الاستعراض الخامس والتأكد من سلامته. ويتبقى 300 جنيه تتم استحقاقها بعد 4 شهور من انتهاء العرض الأول للفيلم في القاهرة. ويتعهد الطرف الثاني بدفع كافة الضرائب الخاصة بهذا العقد لدي مصلحة الضرائب المصرية”.
يشير الجعفري إلى أن محكمة مصر الوطنية هي التي كانت مختصة بالفصل في كل خلاف قد ينشأ بين الطرفين بخصوص العقد المبرم. المفارقة أن الفيلم تم تنفيذه بأبطال آخرين عام 1971، حيث ذهبت البطولة إلى هند رستم بدلا من صباح. ويبدو أن التغير طال محمود رضا أيضا إذ خلا الفيلم تماما من اسمه، ومن استعراضاته.
فيلم «القاهرة حبي»
وفي عام 1971، أبرمت الوكالة العربية للسينما – التي كان مقرها 33 شارع عرابي بالقاهرة. ويمثلها أحمد المصري بوصه المدير العام- عقدا مع رضا لتصميم استعراضات ورقصات وتقديم الراقصين اللازمين للاستعراضات للفيلم الروائى الاستعراضي “القاهرة حبي” المأخوذ عن قصة ليوسف فرنسيس.
وتابع الجعفري: البنود في العقد أوضحت تصوير الاستعراضات في أماكن مختلفة، 3 أيام في المطار بموجب 30 راقصا وراقصة. استعراض القاهرة في الصباح (10 راقصات)، استعراض الحريم والسلطان، استعراض لوسي وابن الشيخ “دويتو”. استعراض مجاعة القاهرة ، وإسماعيل باشا وبنت البستاني، حفلة راقصة في عمر الخيام، استعراض الأزهر.
وذكر أنه من ضمن بنود الاتفاق:
تصوير الاستعراضات والرقصات المذكورة خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر عام 1971، وفقا لأحكام هذا العقد ولائحة الشروط والقواعد العامة للتعاقد مع الفنيين والفنانين المحفوظة بالمؤسسة، والذي يقر الطرف الثاني أنه أطلع عليها وألم بكامل شروطها وقبل الالتزام بكافة أحكامها، على أن يحصل رضا على 1000 جنيه مقابل تصميم الاستعراضات والرقصات والإشراف والتدريب على الأداء أثناء التصوير، ويبدو أن هذا الفيلم أيضا لم يتم تنفيذه.
اقرأ أيضا
محمود رضا: الحياة في محراب الرقص