في ذكرى ميلاد الخال.. “القط” يروي ذكرياته مع “الأبنودي”
“حبي للفن الشعبي وتشجيع الخال عبدالرحمن الأبنودي لي ساعداني على الظهور للجمهور بشكل جيد كفنان شعبي وراو لمواويل السيرة الهلالية” بهذه الكلمات بدأ الفنان الشعبي الشاب القط عبدالله، ابن قرية المراشدة بقنا، حديثه لـ”ولاد البلد”، في ذكرى ميلاد الشاعر الجنوبي الكبير عبدالرحمن الأبنودي، الذي يوافق 11 أبريل، وهو الشهر نفسه الذي رحل فيه عن عالمنا العام الماضي.
يشير القط إلى أنه بدأ مشواره في سرد مواويل الفن الشعبي والسيرة الهلالية قبل أن يكمل العاشرة من عمره، معتقدا أن التراث الشعبي والسيرة الهلالية هما الموروث الشعبي الخالد لأبناء الصعيد ودشنا على وجه الخصوص.
ويلفت عبدالله إلى أن الصعيد ظل محتضنا للتراث الشعبي ومتمسكا به رغم ظهور أنواع عديدة ومتغيرة للفنون الغنائية على مر الأجيال مضيفا “كله يرحل ويبقى الفن الشعبي صامدا غير قابل للنسيان أو الاندثار”.
لقاؤه بالخال
وعن لقائه بالشاعر الجنوبي الراحل الخال عبدالرحمن الأبنودي، يقول الفنان الشاب إنه تقابل مع الخال أثناء تأديته فقره شعبية في حفل بمرسى علم، دعي إليها من قبل رئيس مباحث البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الشاعر الكبير قام بتأليف مقطوعة شعبية خاصة له ليلقيها على الجمهور بعنوان “بنيه حلوة جميلة”، مضيفا “بعد أدائي للفقرة التي لاقت استحسان الحضور، احتضنني الشاعر الكبير وسألني إن كنت ورثت المهنة من أحد أقاربي، ولكنه فوجئ بأني أمارس فن الموال كهاو، فقال لي حرفيا “الهواية تغلب الوراثة”.
ويضيف “طالبني بالحفاظ على صوتي والعمل على تنمية قدراتي في فن ارتجال الموال الصعيدي”، لافتا إلى أنه فضل الفنون الشعبية عن سرد السيرة الهلالية لأنها قد تتسبب في كثير من الأحيان في تجديد الخلافات والخصومات بين العائلات الذين يتأثرون بأحداث السيرة ويطبقونها على أرض الواقع.
عبد الوهاب
ويشير عبدالله إلى أنه يدين بالفضل للفنان الشعبي القاهري الحاج أحمد عبدالوهاب الذي تعرف عليه من خلال أحد الأفراح في قريتهم، وذلك عندما ألقى إليه بـ”المايك” وكان لم يكمل العاشرة من عمره، مضيفا أن “الفنان الشعبي المخضرم توقع لي مستقبلا باهرا” وقال لي “أنت هاتكون فنان شعبي كبير في يوم من الأيام”.
وتابع “منذ هذا اليوم وأنا أواصل تقديم فن الموال في الموالد والأفراح والمناسبات في محافظة قنا وخارجها”، مشيرا إلى أنه مارس المهنة كهاو ولم يورثه أحد من عائلته المهنة لأنهم يعملون بالزراعة.
ويتمني أن يصل للشهرة التي وصل إليها الفنان الشعبي محمد كمال، وأن يصل لإمكانيات أستاذه الذي دله على طريق الفن الشعبي الحاج أحمد عبدالوهاب، قائلا “طموحاتي ليس لها حدود وحب الناس أحسن من كنوز الدنيا”، مشيرا إلى أنه يهوى الفن الشعبي الذي يعتمد على الارتجال أكثر من السيرة التي تفرض عليه قصة بعينها، وأن مستمعي السيرة يسمعون الفن الشعبي أيضا.
بوابة القرى
ويعتبر الفنان الشعبي أن قرى خط العزب الطبايخة والغرابوة والعجمي ونجع سعيد والمراشدة والسمطا، بوابته الملكية للدخول ضمن كبار فناني الموال الصعيدي، لافتا إلى أن هذه القرى تعشق الفن الشعبي وتفضله في مناسباتها عن الـ”دي جي” الذي يسيطر على المراكز والمدن، مشيرا إلى أن الفنون الشعبية لم تصبح قاصرة على الأعمار الكبيرة عمريا وإنما أصبح العديد من الشباب يستمعون إليها، ويفضلونها على الأغاني الشبابية الحديثة.
ويشير القط إلى أنه يستعد لطرح أول ألبوماته الرسمية بالسوق، الذي سيكون أول بطاقة تعارف بينه وبين جمهور الفن الشعبي الذي يتمنى أن ينتشر، والذي سيتضمن مواويل مثل: “الصاحب الزين” و”عيني رأت بنت” و”موال الصاحب”.
2 تعليقات