في ذكرى مولده.. ننشر وثيقة نادرة عن “السنجق” مروّض التماسيح
وسط حضور كبير من أهالي دشنا، اختتم، أمس الجمعة، الاحتفال بمولد السنجق، وتنوعت مظاهر الاحتفال بين تلاوة القرآن، ولعبة التحطيب والمزمار، واختتمت بوصلتي إنشاد للفنان ياسين التهامي.
السنجق هو عبد الرحيم أحمد، الذي لقب بـ”السنجق”، وضريحه في صعايدة دشنا، حفيد العارف بالله أحمد السنجق، الذي يرجع نسبه إلى قبيلة بني قحطان، التي هاجرت من بلاده الحجاز قبل نحو 700 عاما، واستوطنت في المنطقة التي سميت فيما بعد بالعمرانية نسبة إلى جدهم الأكبر عمران الدراوي.
مكثت تلك العائلة في العمرانية قرابة السبع سنوات، بعدها انتشروا في محافظات الوجهين البحري والقبلي، خاصة محافظتي قنا وأسوان، واستقر بعضهم في صعايدة دشنا، وهناك ولد الإمام الأكبر أحمد السنجق، جد الشيخ عبد الرحيم، المدفون بدشنا.
بحسب بعض روايات أحفاد السنجق فإن “السنجق” كانت تطلق على تعني حاكم الإقليم، وقد منحها له الحاكم التركي، بعد أن صد عدوان بعض عساكر السلطان الذين أغاروا على البلدة في محاولة لجبي مزيد من الضرائب، إلا أن السنجق قاتلهم بعصى خشبية، تحولت في يده إلى بندقية تطلق البارود، بحسب ما يُروى.
وهو ما يلخصه حفيده القاضي الضمراني في بيت شعر، يقول:
يقوم نار الحرب دون ذخيرة .. من البندق الخربان في عسكر الجبرِ
مروّض التماسيح
يقول حاتم السنجق، أحد أحفاد الشيخ، من أشهر كرامات جده قصته مع التمساح، الذي كان يثير الرعب في قلوب الأهالي.
يحكي حاتم: كان النيل يجري قرب شارع يسكن فيه السنجق، وكان هناك ما يعرف بموردة النيل، التي كان الناس يسقون منها، فكانوا يرون تمساحًا فيخيفهم ويهربون منه.
يتابع: وفي مرة رأى الناس “السنجق” وقد صعد على ظهر التمساح، وأمره أن يمشي في الماء علي ظهره، وظل التمساح على ذلك الحال حتى نفق، وهي القصة التي لخصها حفيد الشيخ، القاضي محمد الضمراني في قصيدته:
لتمساح بحرٍ راكبًا وكذا الضبع .. يربطه في البيت يرضى ولا يجري
وثيقة نادرة
وفي بحثنا عن سيرة العارف بالله السنجق عثرنا على وثيقة نادرة تعود إلى عام 1882 (1299 هجرية) وهي عبارة عن عقد بيع لحجرين من ورثة العارف بالله أحمد الصنجق نظير 13 جنيها.
العقد مذيل بتوقيع أبناء وأحفاد احمد السنجق، ومما جاء بالوثيقة “إنه في يوم الجمعة المباركة من شهر صفر الخير سنة 1299، وبحضور الشهود في ذيل هذه الحجة صدرت المصادقة الشرعية ممن سيأتي ذكرهم على بيع الثلاثة أرباع في هذين الحجرين، حجر المعصرة الفوقاني، الطبخ المدور الأخضر الملون المشرشر في طول نحو ستة أشبار وعرض نحو شبر وثلث وقاعدته التحتانية الطبخ، كالوصف المذكور المتوسطة اللايقة بهذا الفوقاني المعلومين العلم الكلي “.
وتسترسل الوثيقة في عرض أسماء المشترين والبائعين والمبلغ المالي “من محمد وأحمد ابني علي جبران وابن أخيهما حسن علي جبران، إلى هذا الحاضر بالمجلس محروس حسين علي بكر الصعيدي العمراني بألف قرش وثلاث مائة قرش فضة تعريفة دارجة مقبوضة المشترين لهما بمثل ذلك نقدا وقبضا.
وتذكر الوثيقة أن ورثة العارف بالله الأستاذ الشيخ أحمد السنجق بن عبد الله شاهين بن الشيخ عبد الله العريان الدراوي العمراني زوجته الست شريفة بنت القاضي إسماعيل الفرشوطي وأولاده منها: الشيخ محمد النخيلي والشيخ محمد الصعيدي والست قطر الندى.
أما النخيلي الذي توفى ينحصر إرثه الشرعي في أولاده أحمد وعبد الحميد وعبد التواب وفاطمة المتوفية، ومنحصر إرثها الشرعي في زوجها عبدالرحيم محمد أحمد السنجق وأولادها منه محمد ومحمود وحليمة… وفي ذيل المصادقة تظهر توقيعات البائعين والمشترين وأختامهم.
ويقول أحد أحفاد السنجق، فضل عدم ذكر اسمه، إن الحجرين المذكورين هما عبارة عن درجات سلم مكونة من حجارة جرانيت أخضر مطعمة بأحجار لونها بني، ويظهر فيها زخارف متعرجة.
ويذكر أن جده حكى له أنه في القرن الماضي حين جدد مقام السنجق وجدت حجارة مشابهة للحجرين المذكورين، لافتا إلى أن بعض الروايات تشير إلى أن المقام الحالي مبني على أنقاض مبنى أثري قديم.
تعليق واحد