ماذا تعرف عن “التصييف” مهنة جمع الحبوب المتناثرة؟
كتب- مراد محمد حسن
بعد حصاد المحاصيل الزراعية، يتبقى علي الأرض ما تساقط من حبوب أثناء الحصاد، فيستأجر صاحب الأرض عمالا لجمع هذه الحبوب، أو قد يتركها للمحتاجين إليها ليجمعونها ويأخذونها طعاما لهم أو لطيورهم وحيواناتهم أو لأغراض بيوتهم إذا كانت عيدانا وحطبا، وهو ما يسمى بـ”التصييف”.
القائم بهذا العمل يُطلق عليه أنه “يصيف”، لأنه يؤدي العمل في الصيف أو لأن كلمة “يصيف” تعني بشكل آخر “التشطيب” والانتهاء من الشيء.
يمر المصيف علي الأرض، ليلتقط الحبوب والثمار المتناثرة عليها بعد الحصاد، يقول محمد كامل، الرجل الستيني، كنا زمان نصيف القطن، أي نجمع زهرات القطن الساقطة علي الأرض في “العب” وهو فتحة الجلابية العلوية، وكانت مهنة مهمة لتشغيل الصبيان في فصل الصيف ومفيدة لتعويدهم علي العمل، والآن توقفت زراعة القطن في قوص وما حولها لأن زراعة القصب التهمت مساحة الارض.
التصييف كان في الفول والعدس والذرة ، وأهم تصييف ما زال مستمرا هو “تضييف القمح”، ما جعل الناس تطلق كلمة “يسنبل”، حتى وإن لم يكن في القمح.
يتابع كامل إن التصييف مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي والتعاون والمحبة، ومازال باقيا حتى الآن، إضافة إلى ما يهديه بعض المزارعين من خير الأرض إلى الجيران والأهل والأصدقاء والمحتاجين، ويختم كامل حديثه “تصييف عن تصييف يفرق وتصييف يصرف ويغرم، وتصييف يوفر ويطعم”.
تعليق واحد