في ذكري رحيله.. كل ماتود أن تعرفه عن الفنان أحمد ذكي
مشوار طويل سار فيه الفتى الأسمر، بداية من مسقط رأسه في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مرورا بالعديد من المحطات الصعبة، حتى أصبح الإمبراطور في تشخيص الأدوار باحتراف وتميز.
هو النمر الأسود، والرجل المهم، إنه الفنان الراحل أحمد زكي، الذي تحل علينا ذكرى رحيله الـ15 هذا الشهر.
نشأته
ولد أحمد زكي في مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية في 18 نوفمبر 1949م، وكان الابن الوحيد لأبيه الذي توفي بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده، درس في المدرسة الصناعية ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1973.
عمل زكي في المسرح بعد تخرجه، وكان أول ظهور له في مسرحية “حمادة ومها” عام 1967 أثناء دراسته في المعهد، وكان يقلد الفنان محمود المليجي، وشارك في مسرحيات (مدرسة المشاغبين، العيال كبرت، هاللو شلبي، اللص الشريف)، واتجه للسينما منذ منتصف السبعينات.
إبداعه السينمائي
ظهر أحمد زكي علي شاشة السينما أول مرة في فيلم “ولدي” عام 1972 أمام الفنان فريد شوقي، وكان أول دور بطولة مُطلقة له أمام السندريلا سعاد حسني في فيلم “شفيقة ومتولي”.
ومثّل العديد من الأفلام منها: إسكندرية ليه، الباطنية، طائر على الطريق، العوامة 70، عيون لاتنام، النمر الأسود، موعد على العشاء، البريء، زوجة رجل مهم، والعديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء.
نال الإمبراطور جائزته الأولى عن فيلم “طائر على الطريق”، وتعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال عاطف الطيب في البريء والهروب، ومحمد خان في موعد على العشاء.
كما جسد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر في فيلم “ناصر 56″، وشخصية الرئيس محمد أنور السادات في فيلم “أيام السادات”، وشخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل “الأيام”، وشخصية “العندليب الأسمر” عبدالحليم حافظ في فيلم “حليم”.
مدرسة فنية
كان للفنان أحمد زكي مدرسة فنية مميزة تقوم على فكرة “التقمص” في تجسيد الشخصية، فبرع في تجسيد الشخصية بكل أبعادها السيكولوجية والاجتماعية والفسيولوجية، ليصنع منها روحا من لحم ودم تتحرك أمامنا على شاشة السينما بتلقائية وطبيعية فيصف الكثير من النقاد أسلوبه في الأداء بالسهل الممتنع.
التقليد والتشخيص
في أحد البرامج الأرشيفية لقناة ماسبيرو زمان بعنوان “حق الجماهير”، وكان ضيف أحد حلقاته الفنان أحمد زكي، وجه له أحد الحضور سؤال كيف أبدع في أداء شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في فيلم “ناصر 56″؟
فجاء رد الفنان: “الواحد الأول بيقتنع بالشخصية اللي بيعملها، وبيبذل جهد كبير لكي يجسدها، وأحب أوضح مدى معاناة الفنان في تجسيد الشخصية، أنا وقعت في حيرة كبيرة عندما جاءت لي شخصية ناصر 56 وسبب الحيرة أني سأجسد شخصية أحبها وأعرفها، والفيلم لا يعطيني فرصة للتحضير سوى ثلاثة أشهر فقط وتجسيد فترة محددة هي تأميم قناة السويس”.
وأشار زكي إلى أنه ظل يدرس تاريخ الشخصية بداية من تولي حكم مصر وليس فقط الفترة التي سيجسدها، وأفصح عن أمر أحزنه من بعض الآراء حول الفيلم، قائلا “أحزن جدا لما يتقال أحمد زكي استطاع تقليد عبد الناصر، لأني بتجنن لما حد يقولها”.
وبعد هذه الجملة أوضح النمر الأسود الفرق بين التجسيد والتقليد، فقال: “في حاجة اسمها الشكل الخارجي للشخصية ولكن ما يعنيني أكثر توصيل قضية الشخصية التي أجسدها، فإذا كانت معروفة مثل ناصر أهتم بالشكل الخارجي لتقريبها للمشاهد، ثم أعمل على التجسيد الداخلي للشخصية”.
وهنا وضع زكي تعريفا محددا للفن التقليد والتشخيص، ويعرف التقليد بأنه إظهار لقطة ما في إنسان معين للتعبير عنها، مثل فن الكاريكاتير، التقليد يثير الضحك والسخرية، أما التشخيص فهو فن وعلم آخر تقوم فيها بدراسة الشخصية من جميع جوانبها في الحياة.
وفاته
توفي الفنان أحمد زكي يوم 27 مارس 2005، إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة.
2 تعليقات