عام على رحيل “الخال”

في الحادي و العشرين من أبريل العام الماضي رحل “الخال” عن عالمنا، بعد رحلة طويلة مع السيرة الهلالية وحكايات “الأحزان العادية” و”جوابات حراجي القط” و”الموت على الأسفلت” و”وجوه على الشط” وقصائد و دواوين كثيرة، استطاع الأبنودي أن يختصر فيها الوجوه المصرية.

بين نقادة وأبنود وقوص وقنا

ولد عبدالرحمن محمود في 11 أبريل عام 1938، في قرية أبنود التابعة لمركز قنا بصعيد مصر، لأب يعمل مدرسًا للغة العربية بمدينة نقادة غربي قوص، تلك المدينة التي رفض أبويه أن يولد فيها “الخال”، لتنتقل والدته “فاطمة قنديل” ساعات المخاض من نقادة إلى أبنود، وهناك جاء “عبدالرحمن” إلى الدنيا، كما كل أخوته، لينتقل بعد قليل للدراسة بمدينة قنا، ويسكن في منزل بالإيجار هو و عائلته بشارع “السهاريج”.

بداية الرحلة

بعد حصوله على الثانوية العامة، عمل الأبنودي كاتبًا بمحكمة قوص، لكن الرحيل إلى القاهرة كان حلمه هو و صديق الثانوية الشاعر أمل دنقل، ابن قرية القلعة بمركز قفط، ليرحلا إلى القاهرة في بداية الستينيات، و تبدأ رحلة الشهرة و الصيت لشعر الأبنودي.

أعماله

قدَّم الأبنودي العديد من الأعمال، أشهرها جمع السيرة الهلالية مع جابر أبو حسين وسيد الضوي، التي جمعها من شعراء الصعيد، وكتاب”أيامي الحلوة”، الذي نشر في حلقات منفصلة بملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام، ثم جمعها في كتاب واحد  يحكي قصصًا مختلفة من حياته في صعيد مصر، و دواوين كثيرة من أهمها “الأرض و العيال” و”جوابات حراجي القط”، و”وجوه على الشط”، و”الأحزان العادية”، و”الموت على الأسفلت”.

كما قدم الأبنودي أغاني كثيرة ساهمت في تغيير شكل الأغنية المصرية، لمغنين مشهورين من بينهم محمد رشدي، وعبدالحليم حافظ، وفايزة أحمد، وشادية، وصباح، وماجدة الرومي.

العودة إلى أبنود

لم يعد الأبنودي بعد انتقاله للقاهرة و إقامته في الإسماعلية، لكنه ترك جزءًا كبيرًا من تاريخه الطويل مع السيرة الهلالية بإنشاء متحف و مركز السيرة الهلالية، الذي افتتح العام الماضي في ذكرى الأربعين على وفاته، بحضور زوجته نهال كمال وابنتيه آية ونور، ووزير الثقافة السابق عبدالواحد النبوي، وعدد من الشخصيات الثقافية المصرية.

يجمع المتحف تسجيلات صوتية للسيرة الهلالية، جمعها الأبنودي مع جابر أبوحسين و سيد الضوي و غيرهما من شعراء السيرة، بالإضافة لبعض مقتنيات الأبنودي، و مكتبة للطفل وقاعة للمحاضرات واستراحة للدارسين.

احتفل المتحف أمس الأربعاء بالذكرى الأولى لرحيل عبدالرحمن الأبنودي بحضور عدد من شعراء ومثقفي قنا، من بينهم محمد أبوالفضل بدران، رئيس المجلس الأعلى للثقافة السابق، والشاعر خالد الطاهر، والشاعر مختار عبدالفتاح من محافظة المنيا.

قصيدة عدى النهار لعبد الرحمن الأبنودي، غناها عبدالحليم حافظ ولحنها بليغ حمدي:

عدّى النهار والمغربية جاية
تتخفى ورا ظهر الشجر
وعشان نتوه فى السكة   شالت من ليالينا القمر
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
ياهل ترى الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين
ابو الغناوي المجروحيين
يقدر ينسيها الصباح أبو شمس بترش الحنين
أبدا… بلدنا للنهار… بتحب موال النهار
لما يعدي في الدروب
ويغني قدّام  كل دار
والليل يلّف ورا السواقي زي ما يلف الزمان
وعلى النغم… تحلم بلدنا بالسنابل والكيزان
تحلم ببكرة واللى حيجيبه معاه
تنده عليه في الظلمة وبتسمع نداه
تصحى له من قبل الأدان
تروح  تقابله في الغيطان
في المتاجر فى المصانع
فى المدارس والساحات
طالعة صحبة صفوف جنود
طالعة له رجال أطفال بنات
كل الدروب واخدة بلدنا للنهار
واحنا بلدنا للنهار بتحب موال النهار
لما يعدي في الدروب
ويغني قدام كل دار

 

مشاركة

تعليق واحد

  1. تنبيه: พรมรถ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر