بدء أعمال ترميم مرسى “الوالدة باشا” بالمنصورة بعد سنوات انتظار
بعد سنوات طويلة من الانتظار، بدأت أعمال تطوير وترميم مرسى “الوالدة باشا” المعروف بمبنى الحزب الوطني، لتحويله إلى متحف لمشاهير وأعلام الدقهلية، تنفيذا لقرار الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، في أكتوبر من العام الماضي.
يقع مرسى الوالدة باشا “استراحة الملك فاروق” في شارع الجمهورية بمنطقة المختلط على بعد خطوات من ديوان عام محافظة الدقهلية، وهو مبني على طراز “نيو كلاسيك”، ويطل على كورنيش النيل مباشرة، ترجع فكرة تحويله من مقر الحزب الوطني لمتحف أعلام الدقهلية، إلى قرار رقم 221 لسنة 2011 الذي أصدره اللواء محسن حفظي، المحافظ الأسبق للدقهلية، بعد ثورة 25 يناير، ولكن لم يتم تنفيذ هذا القرار طوال هذه السنوات.
مرسى الوالدة باشا
ويأتي تطوير وترميم المبنى لإقامة متحف لمشاهير وأعلام محافظة الدقهلية، بغرض عرض تاريخ الشخصيات التي أثرت الحياة في مصر وكذلك عرض مقتنياتهم التي تمثل حقبة تاريخية هامة ليست في تاريخ الدقهلية وحدها ولكن في تاريخ مصر كله.
يشيد سامح الزهار، الخبير الأثري بوزارة الآثار، بفكرة إنشاء متحف لأعلام الدقهلية، إذ يقول لـ”ولاد البلد”: هي فكرة جيدة ويجب العمل على قدم وساق في إتمامها خاصة وأن المتحف سيقام في مبني تاريخي وهو المرساة الملكية لقصر الخديوي إسماعيل علي نيل المنصورة.
ويشير الزهار، إلى أن المتاحف ذاكرة الشعوب وأداة فاعلة للمحافظة على الهوية، بل هي الفضاء الذي يستوعب مخلفات الزمن وكنوز الأولين، وحتى لا تتعرض تلك الذاكرة للتلف والنسيان ينبغي المواظبة على إنعاشها عن طريق ابتكار طرق فعالة لجذب المزيد من الزوار لالتفافهم حول ما تركه أجدادهم من مآثر تروي بطولاتهم أو تعكس نمط معيشتهم.
الزهار يسرد تاريخ استراحة الملك فاروق
هذا البناء من طراز القصور ذو مرساة حجرية للسفن والقوارب الملكية يرجع إلى عهد الخديوي إسماعيل، شُيد عام ١٨٦٦ ليكون مرساة للسفن الخديوية التي تزور المنصورة، تبلغ مساحته 1031مترا، وتقع واجهته البحرية على النيل، حيث كان يجلس الخديوي توفيق والملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق عند زيارتهم للمنصورة.
ويتكون المبنى من طابق واحد ويضم جناحين شرقي وغربي وتتوسطه صالة استقبال، وكان بالبهو الفخم حينها صالونات الاستقبال الملكية، وقد كان هذا البناء ملحقا بالقصر الكبير الذي شيده إسماعيل باشا المفتش عام 1870م – محكمة استئناف المنصورة حاليا المحاكم المختلطة سابقا- ليكون نزلا يليق بالخديوي إسماعيل عندما يزور المنصورة.
وقد استقبلت هذه الاستراحة الملكية الخديوي توفيق عام 1880 ليقيم في هذا القصر الكبير والذي كانت له حديقة ممتدة على شاطئ النيل لم يتبقى منها سوى حديقة الهابي لاند، وقد تم تحويل هذه المرساة التاريخية قبل ثورة 1952 إلى إستراحة ملكية على نيل المنصورة تحيطها حديقة غناء، وكان آخر من نزل فيها من الملوك هو الملك فاروق مع أسرته مكتفيا بها كمقر إقامة له خلال زيارته القصيرة للمدينة حيث كان يجلس في شُرفتها الخلفية التي تطل على النيل، لذا أطلق على هذا البناء التاريخي استراحة الملك فاروق.
وبعد ثورة 1952 تم تحويل نصف المبنى إلى مكتبة عامة، أما النصف الآخر فقد تم تحويله إلى مقر لحزب مصر العربي الاشتراكي ثم إلى مقر للحزب الوطني الديمقراطي، ثم تم إحراقه في خضم أعمال التخريب التي حدثت بعد ثورة 25 يناير 2011.
أهمية العرض المتحفي في تفعيل ثقافة المتحف
يقول الخبير الأثري، إنه يجب أن تعي محافظة الدقهلية أن عملية الترميم تحتاج إلى متخصصين من الآثاريين لمراعاة الطرق العلمية في التصميم والإنشاء، وكذلك سيناريو العرض المتحفي والعوامل المؤثرة على تصميم قاعات العرض في المتحف، ومنها فلسفة التصميم حيث ترجع الفلسفة لفراغات المتحف وقاعات العرض إلى حل المشكلة بين عناصر المتحف، وعلاقتها بالعناصر المحيطة بها من باقي المشروع.
ويتابع: بالإضافة إلى توفير الراحة الملائمة للزوار بالتلازم مع الإبداع المعماري في التكوين، في تكوين نسق معماري منسجم يتفاعل مع الروح والمادة بما يليق بأهداف المشروع، كما أنه يلعب الفراغ الداخلي للمتحف دورا هاما في سهولة إدراك الزائرين للتكوين العام للمتحف مما يسهل الحركة الداخلية فيه، لذلك يجب مراعاة عدة اعتبارات من أهمها تحقيق علاقات تحقق الوظيفة المطلوبة، ووضوح معالم الفراغات الداخلية، انسيابية الفراغ الداخلي وعدم تقاطعه مع خطوط الحركة وملاءمته لنوع وحجم المعروضات.
اقرأ أيضا
16 تعليقات