“أميرة الطرب”.. نادرة أمين أول ملحنة مصرية للأدوار القديمة
“لما بدا يتثنى.. أمان أمان أمان أمان.. حبي جماله فتنا”، قطعة فنية نادرة، غنتها المطربة نادرة أمين والتي لقبت بأميرة الطرب ويصادف اليوم ذكرى مولدها.
وبحسب ما أورد المؤرخ والباحث في التراث الفني “وجيه ندى” في مقال منشور على موقع دنيا الوطن، فقد صنفت نادرة كأول مطربة ملحنة في الشرق وبطلة أول فيلم غنائي عربي.
بداية نادرة
ولدت نادرة في 17 من يوليو عام 1906، بحي عابدين بالقاهرة، والدها هو أمين شتا وتعود أصوله إلى عائلة شتا المعروفة في رشيد، وسافر أمين شتا إلى الشام وتزوج والدة نادرة اللبنانية الأصل وتموت والدة نادرة وهى لم تجازو عمر السنتين ويهاجر والدها إلى أمريكا ويتزوج هناك لتتولى عمتها رعايتها وتربيتها.
وتلتحق “نادرة” بالمدرسة الابتدائية، ولكنها تتعثر في دراستها بسبب حبها للغناء، فكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقة مجاورة للمدرسة لتغني مع زميلاتها، وزوجها عمها وهي في سن الثالثة عشر، لم تستطع نادرة التخلص من عشق فن الغناء لتحفظ عن ظهر قلب أغاني الصفتي، وسيد درويش، لتصدم بعقلية زوجها التي تعتبر الغناء نوع من السفور لتصبح مطلقة وهى لم تكمل الرابعة عشر بعد.
طريق
لحظات قاسية عاشتها “نادرة” بعد الطلاق ما بين نظرة الأسرة والمجتمع، كان عليها أن تسير بمفردها في طريق طويل تبحث عن ضالتها المنشودة وعشقها الوحيد الغناء، فتبدأ في الغناء في حفلات الأصدقاء والأهل دون مقابل وفي نفس الوقت كانت تتابع كل جديد من موشحات سيد درويش، وسلامة حجازي، وغيرهم لتحفظ أغانيهم عن ظهر قلب، وأثناء ذلك تلتقي بعازف الكمان المعروف سامي الشوا والذي يعجب بصوتها ويشجعها على احتراف الغناء.
ودرست “نادرة” العزف على العود على يد عازف العود يوسف عمران، وكانت تتقن المقامات الموسيقية القديمة وتتميز في غناء موشحات لفنان قديم يسمى البطش، وبعد جهد كبير تغني نادرة لأول مرة على مسرح رمسيس والذي يعرف حاليا بمسرح الريحاني وتصادف أن كان كل من أمير الشعراء أحمد شوقي، والموسيقار محمد عبدالوهاب حاضرين في تلك الليلة، وتغني نادرة موشح “ما احتيالي يا رفاقي” للفنان الدمشقي وهى تعزف العود مع التخت لتنال استحسان وقبول شوقي وعبدالوهاب.
وتلفت “نادرة” أنظار بديعة مصابني لتعمل في “كازينو بديعة” لفترة قبل أن تنفصل عنها وتعمل منفردة في غناء الموشحات والأدوار وتعرف بأميرة الطرب ويصل أجرها في الإذاعة المصرية إلى 17 جنيها عن الحفلة الواحدة.
أنشودة الفؤاد 1932
يعتبر أنشودة الفؤاد ثاني فيلم عربي ناطق وأول فيلم مصري غنائي، قامت ببطولته نادرة أمين أمام العملاق جورج أبيض، مع الملحن الكبير الشيخ زكريا أحمد والذي لحن جميع أغاني الفيلم كما قام بدور الشرير، واشترك معهم كل من عبدالرحمن رشدي، ومرسي عبداللطيف، ومحمد عبد الله، وتسافر نادرة بعد الفيلم إلى العراق والمغرب وبعد عودتها تشارك في عام 1934 في بطولة فيلم شبح الماضي أمام أمين لاما، وفي عام 1936 تمثل فيلم أنشودة الراديو مع أحمد علام وماري منيب.
أول ملحنة
تميزت “نادرة” كمطربة وملحنة للموشحات والأدوار القديمة وغنت لكبار الشعراء مثل العقاد وأحمد رامي ومطران خليل، وتعاونت مع كبار الملحنين مثل محمود الشريف والقصبجي ومحمد عبدالوهاب وصبري النجريدي، كما تميزت في الأغاني الدينية مثل أغنية “يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا” والتي كانت من تلحينها، وفي عام 1948 تغني نادرة أول أغنية وظنية مهداة للجيش المصري بعنوان “يا مصري قوم احمي الوادي”، وغنت لثورة يوليو “آه يا بحر النيل الغالي”.
رحيل هادئ
بعد زواجها من عازف الكمان كامل عبدالله، تعتزل “نادرة” الغناء تماما في الستينات وتعيش على إيراد منزل تملكه بجانب المعاش الذي قررته لها الدولة وفي عام 1990، وفي يوم 24 يوليو ترحل نادرة عن عالمنا بعد احتفالها بعيد ميلادها الرابع والثمانين بسبعة أيام، وشيع جثمانها في جنازة بسيطة.
هوامش
- أميرة الطرب نادرة أمين – بقلم وجيه ندى ( مقال)- دنيا الوطن 24 /11/2013- لينك المقال https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/11/24/312676.html
9 تعليقات