صورة| أقدم صانع لـ”الألباستر” بجبال القرنة
الصورة للجد الكبير لأصحاب مصنع المرسي لـ”الألباستر”، بمدينة القرنة غربي الأقصر، وهو في بداية عمله قبل إنشاء المصنع، حيث يجلس في جبال القرنة وحوله الأشكال التي قام بنحتها من الألباستر، لبيعها للسياح الأجانب الذين يزورون القرنة بالأقصر.
وهذه الأشكال صنعت يدويًا من خلال أحجار المرمر الذي يجلبونه من الجبل، وبأدوات ورثها الأحفاد هناك عن أجدادهم من المصريين القدماء.
تبدو القطع المعروضة في الصورة قليلة مقارنة بما يتم عرضه اليوم داخل بازارات ومصانع الألباستر، فقديمًا كان يُعتمد على الشغل اليدوي للألباستر وهو يتميز بخفة حجمه ووزنه ويستغرق تصنيعه لمدة شهر لإنجاز من 10: 15 قطعة أو تحفة فنية، وبمجرد أن يجمع النحات هذا العدد أو مايقاربه، يقوم بجمعهم داخل مقطفه ويفترش أمام أحد المقابر بوادي الملوك، لعرضها أمام السياح الزائرين، بينما تشكيل التحف الفنية آليا قد يتم إنجازه في غضون ساعة زمن، لكنه أقل ثقلًا من وزن التحف المصنعة يدويًا.
وفي القرنة تتراص ورش صناعة الألباستر على جانب الطريق، وتسمع دق الأدوات وصليل الحديد المستخدم لتكسير الأحجار على بعد أمتار، بمجرد الوصول إلى أول ورشة تجد الصنايعية مصطفون على الأرض كلٍ مشغول بآداته وقطعة الحجر التي تجلب من الجبال، هي رحلة طويلة يعيشها الصنايعية بشكل يومي لينتجون قطعًا من التحف والإنتيكات غاية في الجمال، حتى إن أعمالهم هذه تترك أثرها في بلدان العالم من خلال الأجانب الذي زاروا الأقصر.
عندما تتجول بين معابد الأقصر، تستشعر تلقائيًا قوة عزم المصري القديم ودقته التي فاقت الحدود، في تشكيل التصماميم التي أبدعوا في تشييدها كتمثالي ممنون وأبو الهول وتماثيل الملوك التي تزين معابد مصر، وحين تشاهد التماثيل المصنعة متراصة على الأرفف بالبازارات السياحية المختلفة في أنحاء الجمهورية، تدرك أن تلك الدقة ورثها الأحفاد بالبر الغربي في محافظة الأقصر، ليُخرجوا من الكتل الحجرية الصماء، تماثيل تنطق بعظمة المصريين، ومشاهد تجسد الحياة المصرية القديمة، محافظين بماورثوه على تراث أجدادهم.
وفي مدينة القرنة الكائنة غرب محافظة الأقصر، وعلى امتداد قرية القرنة تحديدًا تتراص ورش النحت، أصوات الدق والتكسير تسيطر على المكان، حيث كتل ضخمة من أحجار “المرمر” أو الألباستر أمام تلك الورش، يقوم أصحابها بجلب المرمر من قلب الجبل المجاور هناك، فهم ورثوا أيضًا فن استخراج المرمر كما ورثوا فن تشكيله إلى إنتيكات وتماثيل مزخرفة يبيعونها لزائري المدينة.
تعرّف على تفاصيل وأصل الرحلة من هنا
2 تعليقات