صور| فرقة الموسيقى العربية بالفيوم.. أصوات شابة تُحيي أغاني الفن الأصيل

تصوير: منال محمود

تقدم فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة الفيوم إحدى الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، أغاني الفن الأصيل وتضم العديد من الأصوات الرائعة منذ بدايتها في عام 1965 وإلى الآن، وقد أحيت العديد من الحفلات على مسرح قصر ثقافة الفيوم وقصور الثقافة في المحافظات الأخرى، وأصبح بعض مطربي ومطربات الفرقة نجوم لامعين في محافظة الفيوم يأتي لهم الجمهور لسماعهم وقضاء وقت ممتع مع الموسيقى والغناء.

“هدية” صولو فرقة الموسيقى العربية 

“هدية السواح” من أهم المطربات الصولو في فرقة الموسيقى العربية، إذ أن لها جمهورها الخاص المعجب بصوتها، فهي تمتلك صوتا قويا وخاصة في الأغاني الطربية الشهيرة، التحقت هدية بالفرقة منذ عام 2008، وهي خريجة كلية الزراعة جامعة الفيوم دفعة 2015 لكنها عشقت الفن والغناء منذ أن كانت صغيرة وقررت أن يكون الغناء هو هدفها وطريقها.

تقول هدية: أحببت الغناء منذ أن كنت صغيرة، ولكني لم أجد من يوجهنى إلى الطريق الصحيح، وعندما كنت في الصف الأول الإعدادي بدأت في التردد على قصر ثقافة الفيوم وحضور الحفلات الغنائية وأحسست بأن ميولي تجاه الفن والغناء تزداد بداخلي، واذكر أنني عندما كنت في المرحلة الإعدادية صعدت خلسة على خشبة مسرح قصر ثقافة الفيوم ولم يكن هناك أحد وتخيلت أني أغني وأن هناك جمهور وأنا أحييهم، منذ تلك اللحظة بدأ الحلم يزداد بداخلي، وبالفعل وقفت على خشبة المسرح وأتذكر أنى قبل الصعود انهارت دموعي وكنت خائفة للغاية ولكن بمجرد وقوفي على خشبة المسرح انزاحت كل مخاوفي، والآن كل حفلة أغني فيها يكون لها مذاق خاص وتزيدني ثقة.

تردف هدية، كانت بداية التحاقي بالفرقة عندما جئت إلى قصر الثقافة ضمن رحلة مع أصدقائي وكان هناك فعالية لتقديم المواهب وكان المسؤول عنها حسن القمبشاوي رئيس قسم المواهب، وتقدمت كي أشارك بالغناء ولكنه لم يتحمس لي “محبش يجازف” ولم يدعني أصعد على المسرح ولكنه دعاني لمكتبه كي يسمعني واعتقد أنه كان ينظر إلي على أنني فتاة مثل كثير من الفتيات الآئي يردن الغناء ولكن ليس لديهم الموهبة الكافية.

وبدأت بالفعل أغني أمامه وأتذكر أني غنيت أغنية للفنانة آمال ماهر “في إيه بينك وبينها”، وعندما غنيت بدأت ألفت انتباهه وإعجابه لدرجة أن قام واستدعى العديد من موظفي القصر حتى يسمعوا صوتي ثم الحقني بفرقة الإنشاد الديني في البداية ولكنى لم أمكث فيها كثيرًا واتجهت لفرقة الموسيقى العربية، والتحقت أيضًا بفريق الجامعة وشاركت في العديد من المسابقات على مستوى الجامعات.

وتكمل هدية: أحب أن أغني لمطربات الزمن الجميل مثل شادية، وردة، أم كلثوم، ماجدة الرومي، ولم أفكر أن أغني للمطربين الرجال، كما أغني لأنغام، آمال ماهر، شرين، ولا اسمع لمطربات من الجيل الحالي، والمؤسف أن القليل من الجمهور هو من يريد سماع أغاني الموسيقى العربية.

وتضيف هدية، أعاني من نظرة المجتمع للبنت التي تتجه إلى الفن أو الغناء، فهناك من ينظر لمن تذهب في هذا الاتجاه نظرة دونية، وفي بداية مشوارى في الغناء واجهت اعتراض من عائلتي ولكن سرعان ما أن اقتنعوا أن لدي موهبة، وأنا الآن كلي إصرار أن أكمل مشواري الفني وقد قبلت التحدي بأن أظهر للجميع أن من يعمل بالفن لا يعيبه شيء بل على العكس هو صاحب موهبة ولديه رسالة.

وأتمنى على المستوى الشخصي أن أغني في الأوبرا فأنا أعشق الأغاني الكلاسيكية الطربية القديمة والفن الأصيل، أما أمنياتي للفرقة فأنا أتمنى دعم الفرقة من كافة النواحي فنحن لنا بالفعل جمهور، ولكن نحتاج الدعم المادي اللازم للتوسع في الفرقة وإدخال أعضاء جدد.

الفن في الأقاليم مدفون

أما ولاء شعبان فهي إحدى أهم الفنانات بقصر ثقافة الفيوم، تعتبر كتلة من النشاط والفن ويطلق عليها البعض الفنانة الشاملة فهي تمثل وترقص وتغني، تغني ولاء اللون الخفيف الممزوج بالشقاوة والخفة والمرح مثل أغاني سعاد حسني، وشادية، وصفاء أبو السعود، عفاف راضي.

تقول ولاء: أنا عضوة في كل من فرقة صلاح حامد المسرحية وفرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة الفيوم، أعشق الفن بكل أنواعه الاستعراضات، المسرح، الغناء، التمثيل، وأرى نفسي في هذا اللون، وكانت بدايتي وأنا في الثامنة من عمري عندما التحقت وأنا صغيرة بفريق كورال الأطفال لمدة ثلاث سنوات، ثم التحقت بالمسرح وأحببت التمثيل كثيرا وحصلت على العديد من شهادات التقدير والجوائز في المسرح، حيث حصلت على أفضل ممثلة مسرحية على نوادي المسرح على مستوى الجمهورية، مضيفة شجعني المايسترو حسن شاهين أن أعود للغناء واهتم بصوتي، ومن ثم لفت انتباهي لغناء اللون الخفيف المرح المحبب لدي الذي به حركة وهو ما يليق على صوتي.

تكمل ولاء: أجد أن العمل في الفن شيء صعب وخاصة في الأقاليم وللبنات على وجه الخصوص، ولكن ما يشد من أزرى هو الدعم الذي تقدمه لي عائلتي و زوجي الذي يعمل بالفن أيضًا فنحن زملاء في فرقة صلاح حامد المسرحية فهو ممثل في الفرقة، بالإضافة لأخي وأختي كونهما يعملان في مجال الفن أيضًا، وبدوري ادعم وأشجع ابنتى ذات الخمس سنوات للاتجاه للفن، حيث إنها تمتلك بالفعل الموهبة وبدأت في الوقوف على خشبة المسرح، وأناشد الآباء ممن لديهم أبناء يرون فيهم الموهبة أن ينمو لديهم تلك الموهبة ولا يترددوا.

وتضيف ولاء، أمارس هوايتي ورغبتي الفنية من خلال قصر ثقافة الفيوم، ولا اعتقد أنه يمكننى الذهاب للقاهرة للبحث عن فرص للتمثيل فأنا هنا محاطة بأمان وزوجي بجواري، والتواجد في القاهرة صعب للغاية، ولكن المؤلم أن جميع فرق الأقاليم يقع عليها ظلم كبير عكس فرق القاهرة وذلك لكونها المركز، وما يصيبنا بالحزن الشديد أنه عندما يبحث فنان عن وجوه جديدة يذهب إلى مسرح الجامعة وخاصة القاهرة مثل ما فعل الفنان أشرف عبدالباقي، ولا ينظر الفنانين الكبار إلى مسرح الأقاليم وقصور الثقافة وما به من مواهب تدربت ولديها خبرة كبيرة، وهو ما يجعل “الفن في الأقاليم مدفون”.

فرقة عريقة

يقول الفنان حسن شاهين، مايسترو الفرقة والذي تولى إدارتها منذ أكثر من عشر سنوات ويقوم بالعديد من الأدوار، إن فرقة الموسيقى العربية من فرق الثقافة العريقة فقد تأسست منذ ما يزيد عن النصف قرن، و تولى مسؤوليتها العديد من الأساتذة الأكفاء، وتضم العديد من الأصوات من كافة أرجاء المحافظة، وتتكون الفرقة من 35 عضوا أساسيا، وهناك أعضاء تحت الاختبار، وهدف الفرقة الأساسي هو إحياء التراث الغنائي والموسيقي لجمهور محافظة الفيوم، وقد اشتركت الفرقة في العديد من المهرجانات وحصلت على العديد من الجوائز فمنذ أن توليت قيادتها وصل ما حصلت عليه من جوائز إلى ما يزيد عن 24 جائزة.

وتتكون الفرقة من عشرة من المغنين وعشرة من المغنيات، وخمسة عشر من العازفين، يتنوعون ما بين آلات إيقاع ووتريات ونفخ وصولو، مضيفا أنه يبدأ الالتحاق للراغبين ومن لديهم الموهبة للفرقة منذ سن 18 عام نظرًا لأن هناك فريق كورال الطفل يستقبل من هم أقل من ذلك في العمر، ويتم عمل اختبار للمتقدم سواء الذي صعد من كورال الطفل أو من خارج القصر لاختيار الأصوات المتميزة.

ويطالب شاهين، بأن يكون هناك مهرجانات كي تزيد الفرصة للمشاركة فلا يوجد على مستوى الجمهورية منذ فترة كبيرة مهرجانات خاصة بفرق الموسيقى العربية ويتمنى أن تحقق فرقة الموسيقى العربية بالفيوم السعادة والمتعة للجمهور وخاصة جمهور وعشاق الموسيقى العربية.

اقرأ أيضا

• الغنيوة” و”شتيوة” و”المجرونة”.. فرقة عرب الفيوم تُحيي التراث البدوي
• عرب الفيوم| حوار مع “نصر الرمحي” عازف المقرونة الأول