“النقارة” وسيلة أطفال الصعيد للاحتفال بقدوم شهر رمضان
في مركز فرشوط شمالي محافظة قنا، تعتبر”النقارة” وسيلة الأطفال للتعبير عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان المبارك، فما إن تعلن دار الإفتاء رؤية الهلال، يخرج عشرات الأطفال حاملين “النقارة” وهي عبارة عن علب سمن فارغة يقرعوها بعصا خشبية صغيرة، ليجوبوا شوارع قراهم معبرين عن استقبال الشهر.
ويخرج الأطفال في مجموعات كبيرة مرددين “يا رمضان بكره صيام”، ويطوفون الشوارع في صوت واحد ببهجة شديدة فرحين بالشهر، ومازال أطفال الصعيد برغم حداثة العصر والتطور التكنولوجي، يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم التي تربو عليها بطابعهم الخاص ولو بأقل الإمكانيات.
ولا يكتفي فقط الأطفال في الصعيد بالاحتفال بإعلان قدوم شهر رمضان، ولكن يشاركون في السحور وإيقاظ الناس كل يوم، فيتجمع الأطفال يوميًا وهم يحملون أدواتهم وهي العصا والعلبة البلاستكية الفارغة، وفي صوت واحدد مرددين “أصحى يانايم وحد الدايم”.
عادة لا تنقطع
يقول بخيت أبوالمجد، 66 عاما، إن خروج الأطفال بالطبل وحمل الفوانيس عادة لا تنقطع، وأنه عندما كان طفلا يخرج يوم الرؤية مثلهم مع أصدقائه في الشارع حاملين الرايات وهم يهتفون “يارمضان بكره صيام”، ويضيف أن رمضان اليوم لم يصبح مثلما تعود عليه، فقد افتقد رمضان لكل مظاهر البهجة التي كانت تميزه.
رمضان زمان
تتذكر أم عرفات، 70 عاما، فرحة أحفادها بقدوم شهر رمضان الكريم، وتقول: “رمضان دلوقتي مبقاش ليه طعم زي زمان” وعن ذكرياتها في رمضان تقول: كان الجميع يستعدون لاستقبال رمضان بتعليق الزينة المصنوعة من الورق والبلاستيك، والفوانيس ومجسمات المساجد من جريد النخيل المغطى بالورق الشفاف الملون، ويتم تعليقه في منتصف الشارع وسط الزينة.
ومازالت المسنة تتحدث بشغف وكأنها تشم رائحة الكنافة البلدي قديما فلم تكن انتشرت أفران الكنافة الآلية، وعن زينة رمضان التي كانت تصنعها من الورق وتقوم بقصه مع جيرانها وتعليقها في المنزل والشارع، كل هذه المظاهر تخبرنا بها أم عرفات وتأسف لأنها اختفت تدريجيا ولم تعد موجودة، وأصبح شهر رمضان ليس ببهجة زمان وروح اللمة، التي كانت تتجمع في الشارع ولمة الأهل والاقارب في وقت الأفطار، ومجالس الذكر، فكانت دواوين العائلات تُفتح قبل قدوم شهر رمضان، وكنا ندعو أحد المشايخ لقراءة القرآن وإنشاد التواشيح الدينية والأدعية والابتهالات طوال شهر رمضان.
تعليق واحد