ملف| «جليلة القاضي».. 75 عاما في مواجهة القبح

لا يمكن اختزال د. جليلة القاضي – احتفلت أمس بعيد ميلادها الخامس والسبعون – في كونها فقط أستاذة للتخطيط العمراني بجامعات باريس. لكنها -أيضا- أديبة، وسياسية، ومفكرة، وصاحبة «نكتة»، والأهم من هذا كله أنها صديقة حقيقية لكل من اقتربوا منها.
لا تكرر جليلة أبدًا حكاياتها مرتين، فهي تحمل معها الكثير من القصص والحكايات التي تتعرض لها عادة صدفة في حياتها الممتدة بين باريس والقاهرة، والتي عادة ما تنقلها بأسلوبها عبر صفحتها الشخصية على «الفيسبوك». وفي المقابل تعرضت جليلة خلال رحلتها الممتدة في الدفاع عن القاهرة للكثير من الذكريات المزعجة لكنها لم تعرف اليأس أبدًا خلال هذه الرحلة فقد اعتبرت دائمًا أن الدفاع عن القاهرة «واجب مقدس» لذلك نجحت محاولتها في الحفاظ على جزء كبير من هوية المدينة التي ترى أنها تتبدل يوميًا.
***
تقول دائما إن إيمانها بمبادئ ثورة يوليو أيضًا دفعها لرفض كافة أشكال الظلم، وقد تولد هذا الإحساس لديها نتيجة إحساسها بالظلم الذي تعرضت له والدتها بعد انفصالها عن والدها. تقول: «تنامى هذا الإحساس داخلي، ودفعني لأكون إنسانة ثائرة ومتمردة بشكل دائم؛ متمردة على عدم المساواة، وعلى كافة أشكال الظلم الاجتماعي؛ لذلك تبنيت الأفكار الاشتراكية في نهاية الأمر».
ترى جليلة دائمًا أن المخطط العمراني لا بد أن يكون على دراية تامة بالسياسة والاقتصاد وأن يشتبك بشكل كامل مع واقعه، فهي تدرك تمامًا أن العمران ليس ماديًا فقط بل أسلوب حكم، لذلك فقد مارست التخطيط من منطلق كونه «قضية»، واعتبرت الأمر جزء من نضالها. فهي تعتبر أن فساد العمران جزء من فساد الحكم. لذلك فقد فتح التخطيط العمراني لها آفاقًا جديدة. «شعرت أنني وجدت ما كنت أبحث عنه، وقد أشبع التخطيط رغبتي الأساسية في ممارسة السياسة، فالمخطط العمراني لا بد أن يكون على دراية تامة بالسياسة والاقتصاد وأن يشتبك معهم، ومن الضروري أن يكون له توجه سياسي كامل، نظرًا لنوعية المشروعات التي يقدمها لمجتمعه. فهو إما ينفذ مخططًا لخدمة مصالح رؤوس الأموال العقارية والمستثمرين، وإما ينفذ مخططًا لتحقيق عدالة مكانية للصالح العام».
هنا نحتفل في هذا الملف مع أصدقاء جليلة بعيد ميلادها الخامس والسبعون. حول رحلتها ومشوارها مع الفن والأدب والعمارة والتخطيط. يتحدثون معنا عن صداقتها وأسرارها وحكايتها الممتدة.
اقرأ أيضا:
جليلة القاضي: المتمردة الساخرة
أمنية عبدالبر تكتب: جليلة، أستاذتي وصديقتي
د.داليا الشرقاوي تكتب: علمتني الجرأة في التجوال
طارق المري يكتب: الجليلة بنت القاضي