إيمان مرسال تترجم فيسوافا سيمبورسكا: «قراءة غير ملزمة»

تختار الشاعرة إيمان مرسال ما تترجمه بعناية، سبق أن ترجمت رواية «بيرة في نادي البلياردو» لوجيه غالي، ومذكرات تشارلز سيمك «ذبابة في حساء». الكتاب الثالث الذي اختارت أن تقدمه للقارئ العربي يحمل اسم الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا (1923-2012) بعنوان «قراءة غير ملزمة» ويصدر عن دار «الكتب خان». 

«قراءة غير ملزمة» كان عنوانا لعمود صحفي، واظبت شيمبورسكا على كتابته أسبوعياً لأربعة عقود تقريباً، تقدم فيه مراجعات لما تقرأ من كتب، وطبعت مقالاته في أجزاء عدّة بالبولندية، ثم قامت المترجمة كلير كافاناج، بترجمة مختارات منها إلى الإنجليزية.

حسب «مرسال»: لا يجب أن يتوقّع القارئ مراجعات تقليدية للكتب، بل طبقاً لما قالته شيمبورسكا في مقدمتها للطبعة الإنجليزية، اسكتشات أو رسوم تخطيطية؛ كما أن الكتب التي تحظى بالمراجعة عادة، هي الكتب الأدبية والسياسية، بينما لا تلفت القواميس والكتب العلمية، وتلك التي تتناول التجميل والطبخ والطيور والحيوانات واليوجا، انتباه الصحافة الثقافية، مع أنها في الواقع الكتب الأكثر مبيعاً وقراءة وحضوراً في حياة الناس.  وتختتم مرسال بالتأكيد على أن شيمبورسكا: «تظل مدهشة في أرض النثر كما هي دائمًا في أرض الشعر» بمناسبة افتتاح معرض القاهرة للكتاب ننشر هنا ترجمة لبعض مقاطع الكتاب.

بالأرقام

حدث لقائي الأول مع الإحصائيات عندما كنت في الثامنة أو التاسعة، حيث صاحبتُ تلاميذ فصلي في رحلة ميدانية إلى معرض عن الكحول. كان المعرض مليئًا بالرسوم البيانية والأرقام التي لم أعد أذكرها بالطبع، لكني أتذكر بوضوح مُجسَّمًا من الجص بألوان زاهية لكبد مدمن كحول. لقد تزاحمنا جميعًا حول هذا الكبد، مع ذلك، كنا أكثر انبهارًا بمصباح أحمر صغير يضيء رسمًا بيانيًّا كل دقيقتين. أوضحت الشروحات أن كل دقيقتين يموت شخص في مكان ما من العالم لأسباب تتعلق بالكحول. وقفنا مفتونين. البنت التي لديها ساعة معصم أصلية كانت تتحقق من دقة المصباح، لكن زوشا كان لديها رد فعل أفضل؛ رسمت إشارة الصليب وبدأت تتلو بسرعة ترتيلة “لترقد في سلام”. لم تُشعل فيَّ الإحصائيات مثل هذه المشاعر الفورية منذ ذلك الحين.

يجد صديق لي بانوراما كبرى للحياة في كل كتاب إحصائي سنوي يقرؤه. يرى الأرقام ويسمعها، إنه حتى يختبر حواسه الشَّمية معها. أنا أحسده. كل مرة حاولت فيها ترجمة الأرقام إلى صور ملموسة، يظهر أمام عينَي رجل واحد كامل، ثم تنبثق بجانبه امرأة بالإضافة إلى بضعة أعشار. يشرع هذان الزوجان المتميزان في إنجاب (حوالي؟!) طفليْن يبدآن على الفور بإدمان الخمور القوية، وبحلول نهاية العام يكونان قد احتسيا أربعة لترات ونصف لتر من الخمور.

ثم تكتمل الصورة بظواهر فظيعة من الناحيتين الوجودية واللغوية: مرض الجدة وموت الجد. كتبت إيرينا لانداو على الأرجح كتابها “البولندي النموذجي” لأناس يعانون من ضلال المخيِّلة بنفس القدر. تحاول في كتابها الصغير أن تقدِّم عائلة عادية في مواقف الحياة الواقعية المختلفة. لسوء الحظ، تبدو عائلة كوفاوسكي نموذجًا نمطيًّا، مما يحوِّل أفرادها إلى مجردات، حيث يستحيل أن يشعر الفرد بأنه نمط. الكتاب سهل الهضم، لكنه ليس مغذيًا بشكل خاص. إنه لا يستطيع ترويض الأرقام الكبيرة إلا بصعوبة، ونادرًا ما نجد مكانًا لها في محادثة طبيعية. في النهاية، تنصح مؤلفة الكتاب القراء بشكل فكاهي أن يحصلوا على كتاب سنوي إحصائي بدلًا من كتابها، لأنهم سيطلبون المزيد من القراءة.

السعادة القسرية

“طائر صغير يجلس على الشجرة/ ويتأمل الإنسانية/ حتى أكثر الرجال حكمة في الجوار/ لا يمكنه معرفة أين توجد السعادة”. ومع ذلك، يظل من الأفضل ألا تعرف كإنسان من أن تعرف كطائر. الطيور مجنونة وليس لديها أدنى فكرة عن جنونها. تبدو الغريزة التي تدفعها كل خريف للطيران وإعادة التوطُّن في مكان آخر قد يبعد عشرات الآلاف من الأميال، غريزة حنونًا وحريصة على ما فيه خير هذه الطيور. ما دام الهدف هو توفر إمدادات غذائية أفضل في مناخ أكثر اعتدالًا، فإن أكثر من نوع من الطيور سينهي رحلته الطويلة بسرعة أكبر. لكن هذه المخلوقات المجنونة تطير فوق الجبال، حيث قد تحطمها عواصف غير متوقعة في المنحدرات، كما تطير فوق بحار قد تغرق فيها. إن هدف الطبيعة ليس مجرد الإبقاء على الأصلح: هناك ظروف تدمر القوي والضعيف على حدٍّ سواء.

يصيب مصير بائس إوزة برية بالقرب من بحيرة زانا. إنها تتحمس للإقلاع ولكنها لا تزال تسقط ولا يمكنها مغادرة الأرض. لذلك تنطلق جنوبًا سيرًا على الأقدام. ينتظر العديد من الطيور الجارحة بفارغ الصبر هذا النزوح الجماعي، إلى جانب حيوان ثديي بعصا، أي الإنسان، يا إلهي. تبدأ المجزرة – وعلى الرغم من أن هذا يتكرر بانتظام، سنة بعد سنة، قرنًا بعد قرن، لا يوجد أثر لتلك الخبرة في ذاكرة هذه الطيور.

تلعب الطبيعة حيلة شيطانية مع قوارض اللاموس، وهي مخلوقات لطيفة تسكن الجحور. في كثير من الأحيان تزدحم الجحور بها، فتتخلى هذه القوارض بشكل جماعي عن منازلها. هل تبدأ بإنشاء مستعمرة أخرى قريبة؟ لا، على الإطلاق – تبدأ في المشي، مجرد المشي، لأن هذا هو قدرها الهرموني. تواصل المشي حتى تصل إلى البحر الذي ستغرق فيه. لا ينقرض هذا النوع من المخلوقات بفضل الأعداد القليلة التي تبقى في منازلها، في جحورها القديمة.

ينطوي التاريخ البشري على حلقات مماثلة، إلا أننا لسنا مضطرين للاحتفال بكل هذا، فأنا أظن أن الحيوانات، رغم كل شيء، كائنات منذورة للسعادة القسرية. كتب جورج بلو كتابه للقراء الصغار. إنه يتكون من خمس قصص: قوارض اللاموس والإوز البري والفقمات والفيلة وثور البيسون الأمريكي. وفي إخلاصه للقراء من صغار السن، قام بلو بإضفاء مسحة سردية خفيفة، ولكن باعتدال وبدون تقمص وضْع من يكلم أطفالًا. وبالتالي يمكن للبالغين أيضًا قراءة هذا الكتاب بحماس ورعب.

رؤية النور

لا جدوى من محاولة وصف لوحات يوهانس فِيرمير بالكلمات. قد يكون من الأسهل دعوة فرقة مكونة من أربعة عازفين: اثنين على الكمان، عازف باصون، وعازف قيثارة. لكن على مؤرخي الفن أن يكتفوا بالكلمات، ففيها تكمن موهبتهم ومهنتهم. لقد وجد كونو ميتلشتات بشكل ما حلًّا بسيطًا لهذه المشكلة: فهو يضع فن فيرمير في سياق عصره، ويرى أنه أهم ممثل لذلك العصر. لكن للأسف، الفنانون لم يكونوا يومًا متحدثين مثاليين باسم عصرهم – ومن هذه الزاوية، يتبيَّن أن فيرمير شاعر شريحة صغيرة وخاصة في الواقع. هل هذه الحقيقة تقلل من عظمة عمله؟ بالطبع لا، فالعبقرية تنبع أحيانًا من شيء مختلف.

لقد وعى ميتلشتات بذلك، ولهذا يبحث في عمل الفنان الهولندي عن عناصر النقد الاجتماعي وعلامات الثورة ضد الطبقة الوسطى الصاعدة. وإذا لم تكن أي من هذه العلامات واضحة في كل لوحة، فإنه يبحث في عدم وجودها. هكذا يجد في لوحة “الفنان في مرسمه” مفارقة ساخرة في التجاور بين مطبخ الفنان والموديل التي ترتدي زي الإلهام؛ فوقفة العارضة “المصطنعة” مقصود بها “كشف القناع” في مواجهة الميول البرجوازية المتيَّمة بالرموز والرؤى المثالية للحياة.

يبدو ذلك الطرح معقولًا ما دمنا لا ننظر إلى اللوحة؛ فالموديل التي يُفترض أنها تقوم بكشف القناع، مجرد فتاة صغيرة ملفوفة في رداء أزرق سماوي ساحر، مسبلة عينيها في تواضع. لقد جرى تنسيق وقفتها، بالطبع، ولكن بطريقة بسيطة وغير مصطنعة. فلو كانت هناك مفارقة، فهي ليست مبنية على هذا التضاد التركيبي. لكنها تتخلل اللوحة بأكملها؛ إنها حاضرة في بريق آلة البوق، وفي ثنيات الستائر، والإضاءة المتسللة من النافذة على رخام الأرضية الأبيض والأسود. الأكثر من ذلك، يمكننا أن نجد هذه المفارقة بنفس الدرجة في جميع لوحات هذا الفنان العظيم.

أدهشتني أيضًا آراء ميتلشتات حول إحدى لوحات فيرمير الأخيرة (مات الفنان شابًّا، وهو في الثالثة والأربعين)، أقصد لوحة “امرأة شابة واقفة أمام آلة الفيرجينال”(1)، فوفقًا لهذا الناقد، يشي العمل بتراجع العصر وتبخر إلهام الفنان: يقول ميتلشتات: هذه اللوحة باردة، سطحية، ومفتعلة. المرأة الواقفة بجانب آلتها الموسيقية، “معزولة” نفسيًّا في “تعبيرها التذكاري الجامد”. أنظرُ إلى اللوحة ولا أشاركه الرأي على الإطلاق؛ إنني أرى معجزة ضوء النهار واقعة على مواد متعددة: الجلد البشري، الثوب الحرير، نسيج الكرسي، وبياض الحائط. يكرر فيرمير هذه المعجزة باستمرار، ولكن بطرق مبتكرة، واختلافات مبهرة. أين يوجد الجمود والعزلة في هذه اللوحة بحق الجحيم؟

تضع المرأة يدها على آلة الفيرجينال كأنها ستعزف لنا مقطوعة فكاهية، لتذكرنا بشيء ما. إنها تدير رأسها نحونا بنصف ابتسامة حلوة على وجهها الذي ليس لافتًا في جماله. الابتسامة وقورة، وتحمل لمسة تسامح أمومية. ولثلاثمائة سنة وهي تنظر بهذه الطريقة إلينا جميعًا، بمن في ذلك النقاد.

غلاف الكتاب غلاف الكتاب

بدم بارد

لماذا أقرأ هذا الكتاب؟ أنا لا أنوي أن أضع في بيتي صوبة للنباتات ناهيك عن حوض للأسماك. لا أنوي أن أحتفظ بالبرمائيات ولا الزواحف مهما كانت جاذبيتها، ناهيك عن السلاحف القزوينية أو البيلوبونيسية، وأي ضفادع سواء كانت مخططة أو ضاحكة أو ذات مخالب.  ولا أن أحتفظ بحرباء من تلك التي تحرِّك عينًا دون أخرى، مثلًا، تنظر بعين إلى أعلى بينما الأخرى تنظر يمينًا أو يسارًا، مما يمنحها بلا شك الكثير من الرضا، ولا السنجاب أصفر البطن على الرغم من أنه يستحق الاهتمام بسبب اسمه الساحر وسلوكه اللطيف. لا تغريني فصيلة السمندل ذات الرئة ولا تلك التي توصف بـ“عديمة الرئة”، والسمندل فعلًا كائن يقضي حياته بدونها وبدون حتى خياشيم ومع ذلك يعيش.

أنفر من مجتمع السحالي الأسترالية مهما كانت فائدة أن أعرف أين يبدأ جسمها وأين ينتهي، حيث إن رأسها يشبه ذيلها تمامًا. أتجنب فصيلة الثعبان الأبيض، مع أن حلقه

يحتوي على زوائد عظمية بارعة تسحق قشر البيض وتبلعه كاملًا. ليس لديَّ الوقت ولا المكان لهذه التشكيلة من الكائنات، وأظن أنني أفتقر إلى قوة الأعصاب المطلوبة لأوفر لها الرعاية كما ينبغي.

سيكون عليَّ شراء الذباب الطازج، وديدان الأرض، والجنادب، والطيور الصغيرة، والطيور الأكبر حجمًا، والقواقع، واليرقات، والصراصير، وأم أربعة وأربعين، من أجل إطعامها. بالفعل أعرف وأحب الكثير من هذه الأطعمة. لا مانع عندي أن أطعمهم أم أربعة وأربعين بدون ندم. أو أظن أنني أستطيع، حيث لا أعرف أصلًا ما هي أم أربعة وأربعين. ما أريد قوله هو أنني لست القارئة المثالية لهذا الكتاب. أنا أقرأه فقط لأنني منذ الصغر أستمتع بمراكمة المعرفة عديمة الفائدة.

وفي نهاية المطاف، مَن يستطيع أن يقرر ما هو مفيد أو عديم الفائدة؟ خذ مثلًا الإرشادات الخاصة بكيفية إرسال الضفادع عبر البريد حتى تصل بعيون مرحة ومشرقة إلى وجهتها المقصودة: من يدري متى يصبح هذا النوع من المعلومات مفيدًا في الحياة الشخصية أو العامة؟ ينقل آدم تابروسكي معرفته الواسعة بالزواحف والبرمائيات بعاطفة صادقة. الصور التي التقطها لَخ وِيلتشك تحافظ على هذا المستوى العاطفي الحميم. أما خارطة العالم الحديث المنشورة في هذا الكتاب فقد فشلت في الحفاظ على هذا المستوى؛ حيث لا يوجد بها إنجلترا أو أيرلندا. يبدو أن الرسام نسيهما! لعله تبنى دون قصد وجهة نظر الزواحف والبرمائيات التي ترى سقوط جزيرتين صغيرتين في البحر أمرًا طبيعيًّا مقارنة بكوارث العصر الوسيط.

حالة الموضة

يدرس طلاب فنون الحياكة (في الواقع) تاريخ الملابس الأوروبية. لفت نظري هذا الكتاب المدرسي لطلاب السنة الرابعة عندما رأيته معروضًا في مكتبة. نظرت إلى فهرس المحتويات؛ تم تقسيم تاريخ الموضة إلى خمسة فصول ضخمة: المجتمع البدائي، والعبودية، والإقطاع، والرأسمالية، والاشتراكية. قررت أن أقرأه لأنني لم أفهم على الفور كيف أخذت الملابس شكلها من أشكال النظم السياسية. لسوء الحظ، فشل المؤلفون أيضًا في إثبات هذا الارتباط، على الرغم من أنهم حاولوا بقوة. تكمن المشكلة في أنه لا يمكنك فتح أدراج خزانة الملابس بمفاتيح البوابات الرئيسية للمدينة. إنها مفاتيح غير مناسبة.

قرأتُ: “كان مجتمع الجماعات البدائية بلا طبقات، ومِن ثمَّ كان الجميع يرتدي نفس النوع من الملابس”. يبدو أن تعبير“مِن ثمَّ” منطقي بما فيه الكفاية هنا – ولكنه إشكالي بالفعل في الفصل التالي؛ لأنه عندما يتطرق الكتاب إلى ملابس العبودية، وإلى البنية الطبقية في اليونان القديمة، يكتشف الطالب أن الجميع كانوا يرتدون نفس الملابس وقتها أيضًا. قد تكون ملابس السيد جديدة، في حين لا يحصل العبد إلا على ملابس مستعملة وحسب، لكنهم جميعًا كانوا يرتدون نفس رداء البيبلوس ونفس العباءات الملفوفة حول الجسم. في روما، بالطبع، تميَّز أبناء الطبقات العليا بارتداء ثوب التوجا الفضفاض، ولكن في زمن الإمبراطورية، اقتصر ارتداؤه على المناسبات الخاصة فقط. لم يكن من السهل التمييز بين العبد والسيد في الشارع؛ فقد يتبختر العبد مُغطى بالذهب، بينما يرتدي السادة أية ملابس قديمة.

يخبرنا المؤرخ إدوارد جيبون أن طلبًا قُدِّم مرة إلى مجلس الشيوخ يقترح إلغاء هذه المشاهد الفاضحة من خلال فرض زي مُوحَّد على العبيد. لقد رفضه مجلس الشيوخ – ليس لأن أعضاءه يحبون الديمقراطية، بل على العكس؛ ارتداء العبيد لزي موحد سيجعلهم على الفور يدركون كم أن أعدادهم هائلة، وهذا أمر خطير. ليس واضحًا تأثير العوامل الأخرى على الموضة، مثل المناخ، والأحداث التاريخية، والمعايير الأخلاقية، والتكنولوجيا. لم يتمكن أي من المؤلفين من كشف القواعد التي تحكم هذه العوامل – لماذا يهيمن عامل ما ثم آخر بدرجات متفاوتة من القوة؟ يجب الإشارة إلى هذا الجهل بشكل واضح. في الوقت الحالي، أكثر ما يؤثر في تطور الموضة هو اعتمادها على أساليب التصميم الفنية وأنماط صناعة النسيج. يقوم الكتاب المدرسي بواجبه في الوقوف على ذلك. لكني أخشى مع هذا أن يكون الغرض الرئيسي من الاجتهاد في وضع المفاهيم هو تضمينها في أسئلة الامتحانات.

أهمل الكتاب مواضيع ممتعة مثل “الملابس في عصر الباروك” أو “استمرار عناصر من الموضة القديمة في الأزياء المحلية” لصالح إفساح المجال لمواضيع أكثر تكلفًا مثل: “الديمقراطية وتطوُّر تنانير النساء” أو “شرح الفرق بين الموضة الرأسمالية والاشتراكية…”. سيجد الطلاب الأذكياء الذين يدرسون هذا الكتاب أنفسهم في ورطة.

هوامش

(1): الفيرجينال هو آلة موسيقية تُعتبر حلقة من حلقات تطوُّر البيانو الحديث، وقد ازدهرت هذه الآلة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. ظهر الفيرجينال ضمن أكثر من لوحة لفيرمير؛ فبالإضافة إلى لوحة “امرأة شابة واقفة أمام الفيرجينال” والتي توجد في معرض لندن الوطني، هناك لوحتان أخريان باسم “امرأة شابة جالسة أمام آلة الفيرجينال”، إحداهما في معرض لندن الوطني، والثانية في مجموعة ليدن الخاصة في نيويورك. [المترجمة]

(2): يصدر الكتاب عن دار «الكتب خان».

اقرأ أيضا:

رفاييل كورماك في «منتصف ليل القاهرة»: تقارير البوليس السري عن شفيقة القبطية (3-3)

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر