فيديو| بعثة أثرية تكشف أسرار معبد الوادي الجنائزي للملكة حتشبسوت
بعد ثلاث سنوات من البحث المتواصل، أعلنت بعثة أثرية في الأقصر عن اكتشافات هامة في معبد الوادي الجنائزي للملكة حتشبسوت. شملت الاكتشافات أساسات المعبد، مقابر صخرية، تماثيل، ونقوشا فريدة، مما يسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة في مصر القديمة ويعزز فهم حياة الملكة وتاريخ المنطقة.
معبد الوادي الجنائزي
البعثة الأثرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، كشفت جزءا من أساسات معبد الوادي الجنائزي للملكة حتشبسوت، في البر الغربي لمدينة الأقصر، بالقرب من مشارف الوادي. يُعد المبنى، الذي يسمى “جسر حسرو”، من أجمل المعابد الفرعونية، وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت. ويعتبر هذا الاكتشاف من أهم الاكتشافات الأثرية في الأعوام الأخيرة، وأول اكتشاف أثري للعام 2025.
أما مجموعة ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت، فهي من أبرز مكتشفات البعثة، التي تأتي بعد نحو قرن من اكتشاف العالم الأمريكي “هيربرت ويتلوك” لأحدث مجموعة من ودائع الأساسات في الفترة من 1923 إلى 1931. ويضم معبد الوادي العديد من النقوش التي تعد من أندر وأجمل النقوش في عهد الملكة حتشبسوت، والتي لا مثيل لها إلا في متاحف الأقصر والمتروبوليتان. وتعد المجموعة المكتشفة حديثا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم في عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة (1479 – 1458 قبل الميلاد).
موائد القرابين
كما تمكنت البعثة من اكتشاف عدد من موائد القرابين المصنوعة من الفخار، وعليها مجسمات للقرابين مثل الخبز والتبيد ورأس وفخذ الثور. وهي آثار مميزة من عصر الدولة الوسطى. وكشفت أيضا عن أجزاء من الماكينات العشبية التي تعود لعصر الأسرة الثانية عشرة. فضلا عن قاعدة تمثال خشبية تمثل أحد الموظفين واقفا، تحمل اسم صاحب التمثال “سن أوسر”.
وعثرت البعثة على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد) في موقع معبد الوادي، التي تحدد التسلسل التاريخي للموقع. بدأ إشغال المنطقة في عصر الدولة الوسطى واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة. عندما أمر المهندس الملكي “سنموت” بوقف عمليات الدفن في المنطقة لاختيار الموقع لتشييد معبد الوادي. وخلال العصر اليوناني الروماني، أعيد استخدام هذه المقابر للدفن.
كما عثرت البعثة خلال البحث على عدد من التوابيت العشبية “التوابيت الريشية” التي تعود لعصر الأسرة السابعة عشرة، ومنها تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، لا يزال على حالته منذ عملية الدفن قبل 3600 عام.
100 لوحة حجرية
تم نقل أحد الاكتشافات المهمة إلى متحف الحضارة، وهو سرير من الخشب والحصير يعود إلى نفس الفترة. وكان يخص أحد حراس الجبانة. بالإضافة إلى ذلك، عثرت البعثة على أكثر من مئة لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي تحمل أسماء وخراطيش للملكة حتشبسوت. وتعد جزءا من ودائع الأساسات المعروفة باسم “Stone Names”. وكشفت البعثة أيضا عن لوحة حجرية فريدة تحمل اسم المهندس المعماري للملكة حتشبسوت “المشرف سلمون”.
ومن أبرز هذه الاكتشافات، مقبرة “حجوتى مس”، المشرف على قصر الملكة “تيتي شيرى” جدة الملك أحمس، والتي تسلط الضوء على فترة هامة من تاريخ مصر. حيث تؤرخ للعام التاسع من حكم الملك “أحمس الأول” (1525 قبل الميلاد). وقد كشفت الحفائر عن تخطيط بسيط للمقبرة يتضمن حجرة مربعة منحوتة في الصخر ومقصورة من الطوب اللبن. كما عثر على بقايا رسوم ملونة وأدوات جنائزية مثل مائدة قرابين ولوحة جنائزية تخص صاحب المقبرة.
كشفت البعثة أيضا عن جزء من جبانة بطلمية امتدت على موقع الطريق الصاعد للوادي. حيث عثر على مقابر من الطوب اللبن وآثار أخرى مثل عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر، وألعاب أطفال من التراكونا (الطير المحروق)، وقطع كارتوناج وأقنعة جنائزية.
اقرأ أيضا:
فيديو| زاهي حواس: التشكيك في اكتشاف المدينة الذهبية المفقودة.. تخريف