الإيد الشقيانة.. «وصلة» معرض فني عن العمال لـ«عمرو زناتي»
تتواصل بقاعة «آرت ملك» فعاليات المعرض الفني «وصلة» للفنان السكندري عمرو ياسر زناتي، والتي تستمر حتى الثامن من فبراير الجاري. في أول المعرض يوجد عمل مشترك بين زناتي وبين الفنان الراحل يوسف منتصر، رسم زناتي بورتريها ليوسف، ورسم يوسف بورتريها لعمرو في نفس اللوحة، وهي بالحبر الأسود على الورق.. «باب مصر» يستعرض التفاصيل.
معرض وصلة
عمرو ياسر زناتي فنان سكندري، مواليد 1994، وهو من عائلة فنية، حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم تصوير زيتي. وشارك في العديد من المعارض الفنية مثل (فرسان ضي) 2023، و(صالون الشباب) 2022 و2023، ومعرض (أول مرة) في مكتبة الإسكندرية 2021. حصل على جائزة نوار للتصوير في متحف الفنون الجميلة 2021، والجائزة التشجيعية في صالون الشباب 2021.
يقول الفنان: “المعرض يأتي نتاج عامين من العمل، بدأت العمل في لوحات المعرض قبل التخرج. كنت أعمل في إحدى المدن الجديدة، وتابعت العمال في مواقع الإنشاء ومن هنا بدأت في رسمهم. عدد كبير من لوحات المعرض عبارة عن اسكتشات رسمتها في هذه الفترة، والجزء الثاني من المعرض جزءا من مشروع تخرجي الذي كان عن الفلاحين”.
يواصل: عندما كنت ارسم العمال، كنت أرى لمعان عيونهم وإعجابهم بالبورتريهات التي رسمتها لهم. وهو ما جعلني أهتم برسمهم وإعادة تقديمهم في أعمالي. وأنا في هذه الأعمال لا انتمى لمدرسة فنية معينة، حيث أرى أن فكرة المدارس الفنية فكرة قديمة، وأنا لا انتمى إلى مدرسة الواقعية الاشتراكية، رغم أن كل أعمالي عن العمال والفلاحين.
قبضات كبيرة
تظهر في أعمال زناتي الفنية رسومات العمال بحجم كبير، أيضا الأيدي والقبضات التي تشرع في وحه المتلقي، يقول عن ذلك: “أنا ارسم قبضة اليد لأهميتها وضرورتها في العمل، وارسم العمال وهم ليسوا في حالة سكون أو راحة، لكن وهم يعملون، وهناك لوحات ستراهم يطيرون وفي حالة حركة”. ويضيف أن قبضة اليد المتكررة في اللوحات التي يرسمها تأتي تعبيرا عن قوة العمل وزهوته، وليس إيحاءا للعنف تجاه المجتمع.
أما عن الألوان التي يستخدمها، فيقول: “أنا استخدم كمية كبيرة من الألوان، وأحب أن تتشبع اللوحة والقماش باللون. والقماش الذي استخدمه هو قماش قلع مراكب. وهو خامة غليظة مناسبة لعملي، سواء كخامة أو من ناحية الموضوع الذي ارسمه”.
واستطرد حديثه عن التكرار في رسم الشخصيات: “التكرار متعمد لأن هذا طبيعة العمل اليدوي. وأنا ارسم بطريقة تتناسب مع الموضوع الذي أعالجه، خاصة العمل. حين تتابع العمل ستجد اليد مهمة والألوان التي يرتديها العمال مهمة وألوان البراميل الزرقاء مع ألوان أفرولاتهم والفوضى التي تعم المكان. حين ارسم ارتدي الأفرول أيضا وتلطخ الألوان ملابسي مثلهم تماما”.
قماش وباستيل
تتوزع الخامات التي يستخدمها الفنان عمرو زناتي بين زيت على قماش وباستيل على ورق وحبر على ورق. أحجام اللوحات المرسومة بالزيت على القماش كبيرة، بينما اللوحات من الباستيل على الورق أو الحبر على الورق أصغر. وإن كان يستخدم لوحات صغيرة من الباستيل على الورق بشكل متكرر ليحصل على لوحة كبيرة للعمال بأفرولاتهم الزرقاء. وبطل اللوحة هو العامل. وإن كان يتحول إلى “كاراكتر” ربما لعدم وضوح شخصيته وسط جماعة العمال، لكن هناك تأكيد أيضا على وجوده بتكرار اللوحات.
اللوحات من الزيت على القماش من الحجم الكبير. هناك مثلا لوحتان كبيرتان: واحدة للعمل في موقع الإنشاء، ويلون زناتي فيها الأخشاب باللون الوردي على خلاف الواقع. والألوان فيها ليست متشبعة بشكل كبير. لكن لوحة حصاد القطن أو البلح، وهي من اللوحات الجميلة الزاهية وألوانها براقة ومتشبعة لدرجة كبيرة. لا تحتوي على اللون الأخضر المعتاد للحصاد، ولكن بها ألوانا قوية لثمار البلح الأحمر أو القطن الأبيض يحيطه الأزرق، أو ألوان الحمير البيضاء.
اهتم زناتي على نحو أكبر بالفلاحين في اللوحات المرسومة بالحبر على الورق. وربما هي اسكتشات مهمة، وكل اسكتش هو لوحة أيضا كما يقول الفنان علي عاشور. وفي لوحة صغيرة من لوحاته عن الفلاحين بالحبر على الورق كانت هناك محاولة مهمة لتكوين وشكل فني أكثر من الانشغال بموضوع حصاد المانجو وألوانه الذي تعالجه اللوحة للتداخل والتعانق بين عناصر ومكونات اللوحة.