«ليكن نور».. 25 قطعة نادرة تسرد تاريخ الفن القبطي احتفالا بميلاد السيد المسيح
تتواصل بقاعة النسيج المصري بالمتحف القومي للحضارة، فعاليات معرض «ليكن نور – لمحات من الفنون المسيحية في مصر»، والذي يضم 25 قطعة أثرية تسرد الفن القبطي المبكر يتم عرضها لأول مرة، كأنها أروقة كنيسة قديمة تضم تمثال القديس يوسف النجار.. كرسي الكاتدرائية المرقسية.. أيقونات عن ميلاد السيد المسيح وتعميده.. مشغولات معدنية وخشبية.. مخطوطات قديمة وغيرها من القطع.
ليكن نور.. فنون عن ميلاد المسيح
يستمر المعرض المؤقت لمدة عشرة أيام فقط حتى العاشر من يناير الجاري. وأقيم بالتزامن مع أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية. ويضم مجموعة فريدة من مقتنيات المتحف النادرة التي يراها الجمهور لأول مرة.
وعن تسمية المعرض «ليكن نور» كشف د. ميسرة عبدالله، نائب رئيس هيئة الشؤون الأثرية بالمتحف، أنه مُستمد من سفر التكوين الإصحاح الأول، وعلى حد وصفه فإن السيد المسيح جاء نورا للعالم. يصف عبدالله المعرض أنه فرصة للتعرف عن قرب من التاريخ القبطي ذو التأثير الواضح في تاريخ وفنون المصريين، عبر عرض 25 قطعة نادرة لأول مرة.
يقول عبدالله لـ«باب مصر»: “استغرق الإعداد للمعرض شهر، وتتنوع القطع المعروضة لتمثل كل قطعة فنا مسيحيا. من بينها أيقونات مختارة مرتبطة بميلاد السيد المسيح وظهوره طفل، وتعميده في نهر الأردن، ترجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. أما عن أساليب الأيقونات بالمعرض المؤقت، بعضها يحمل كتابات يونانية، وأخرى مصرية. بالإضافة إلى أيقونة بطرس المُعلم”.
وتابع: واحدة من القطع بالمعرض المؤقت، هي كرسي خشبي للكاتدرائية المرقسية يقدر عمره بأكثر من مائتي عام. كما أن المخطوطات القديمة كان لها النصيب الأكبر بين مقتنيات المعرض. إذ تضم المعروضات مخطوطات نادرة وكتب قديمة باللغتين العربية والقبطية. موضحا أنه يعرض كتاب السنكسار وكتاب المعلم والتلميذ بخط اليد وكتاب قديم كُتب بخط يد أحد الرهبان.
القبطية والمسيحية في مصر
يتحدث د.لؤي محمود سعيد، مدير عام مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، عن تاريخ وفنون المسيحية، ويقول إنه في مصر، تمتاز الحضارة القبطية بثقافتها التي تطورت منذ العصور القديمة قبل دخول المسيحية. ومصطلح “قبطي” ببساطة يعنى “مصري”.
ويتابع: بدأت الثقافة القبطية قبل ظهور المسيحية، حيث كانت اللغة القبطية موجودة قبل ذلك. في متحف هايدنبرج بألمانيا، يوجد مخطوط قبطي معروف باسم “هايدنبرج 414” يعود للقرن الثالث قبل الميلاد. وعندما دخلت المسيحية مصر في القرن الأول الميلادي، بدأ المصريون بتبنيها تدريجيًا وبدأوا يكتبون النصوص الدينية والطقوس الخاصة بهم باللغة القبطية التي كانت مستخدمة بالفعل. وبالتالي، تعتبر القبطية ثقافة قديمة تمتد قبل وبعد المسيحية. وقد تطورت وانتشرت في مصر واكتسبت الطابع المسيحي واستمرت بالوجود بعد الإسلام.
ويستطرد سعيد: حدث امتزاج بين الثقافة القبطية التراثية والثقافة الإسلامية العربية التي جاءت من الجزيرة العربية. مما أدى إلى ظهور المزيج الحضاري الذي استمر حتى اليوم منذ دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي.
أيقونات طقسية
يقول سعيد: “أما الأيقونة، في اللغة اليونانية معناها صورة في الأساس. واستخدمت للدلالة على لوحات ذات طابع ديني، فالمسيحية حين دخلت مصر، كان أغلبية المسيحية لا يعرفون القراءة والكتابة. وبالتالي لجأ الأوائل منهم لرسم موضوعات الكتابات المقدس بدلا من أن تكون نص مكتوب، لتسهيل فهم الناس لها والتفاعل معها وتبنيها”.
ويضيف، تعكس الأيقونات تحوّل النصوص الدينية إلى قصص مصورة. مع مرور الوقت، تعدّدت مواضيع هذه القصص ولم تقتصر على المواضيع الدينية المقدسة فحسب، بل تضمّنت أيضًا مواضيع متعلقة بالقديسين ومواضيع دينية متنوعة. اكتسبت هذه الأيقونات أهمية طقسية ووضعت في الكنائس ليتمكن المؤمنون من رؤيتها وفهم عقيدتهم ودينهم بشكل أكبر.
لتكون الأيقونة قابلة للتعليق داخل الكنيسة وتسمى أيقونة طقسية، يتم إتباع بعض الخطوات مثل الرشم بزيت الميرون المقدس – وهو مصطلح كنسي – والصلاة عليها. لتختلف الأيقونة الطقسية عن الأيقونات المعلقة في المنازل.
كذلك يضم المعرض مخطوطات نادرة من كتابي “السنكسار” و”المعلم والتلميذ”، والأول يعد من أحد أهم الكتب المسيحية، ولا يوجد بيت مسيحي يخلو من هذا الكتاب.
ويقول د.لؤي: “يعتبر كتاب السنكسار مجموعة شاملة تضم سيرة القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويوجد نوعان مختلفان منه. يتضمن سيرة كل قديس وعذاباته ونياحته، ويتم تجميع هذه القصص في كتاب السنكسار”.
أما كتاب المعلم والتلميذ، فهو مجموعة من النصائح التي يقدمها المعلم للتلميذ. وبالرغم من أنه غير منتشر مثل كتاب السنكسار، إلا أنه يعرفه فقط الدارسون للقبطية والرهبانية. يعتبر هذا الكتاب نصًا يأتي من معلم ديني أو راهب قديم لتلميذ من تلامذة الرهبنة.
اقرأ أيضا:
أولى جلسات محاكمة غادة والي.. دفاع الفنان الروسي يكشف كواليس القضية والمطالب| خاص