صور وحكايات: مقابر اليهود المفقودة
عندما قرر أحمد بن طولون الاستقلال بحكم مصر، قرر بناء عاصمة جديدة أسماها القطائع. القطائع تعني الأقسام. حيث خُصص قسم من المدينة لسكن كل طائفة من الناس.
اختير لبناء المدينة منطقة تعرف بجبل يشكر، وهي تقع ضمن منطقة السيدة زينب حاليا. وقد كانت هذه المنطقة تستخدم كمقابر لليهود. يحكي لنا المقريزي أنه في سنة 870 م، ركب ابن طولون إلى سفح الجبل وأمر بحرث قبور اليهود والنصارى، واختط موضعها. فبنى القصر والميدان، وتقدم إلى أصحابه وغلمانه وأتباعه أن يخطوا لأنفسهم حوله، فاختطوا وبنوا حتى اتصل البناء بعمارة الفسطاط.
هذه الحادثة هي واحدة من حوادث عديدة في التاريخ المصري تتكرر فيها عملية إزالة المقابر التاريخية والبناء عليها. وعوضا عن هذه المدافن المفقودة، أعطى ابن طولون لليهود مساحة من الأرض في منطقة البساتين ليدفنوا فيها موتاهم. وهي تعتبر اليوم ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم.
الصورة لمسجد ابن طولون، وهو المبنى الوحيد المتبقي من القطائع. بعد أن أرسل العباسيون جيوشهم وأضرموا النار بالقطائع حتى سووها بالأرض لتعود مصر مرة أخرى إلى حظيرة الخلافة العباسية.
المكان: السيدة زينب.