مبنى المختلط التراثي بالمنصورة يترقب الهدم.. فمن ينتصر السكان أم الملاك أم التاريخ
منذ أكثر من أربعة أشهر شهدت مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، واقعة انهيار جزء من عقار بشارع المختلط الشهير، الذي يعرف بـ”مبنى المختلط التراثي” مما أحدث جدلا حول هدم المبنى من عدمه. فمن ينتصر السكان أم الملاك، وهل هناك من ينقذ المبني من الهدم.
مبنى المختلط التراثي
يضم شارع المختلط بالمنصورة، عدد من المبان المتميزة.. منها المبنى الذي يقع به الأن محكمة استئناف المنصورة، والمحكمة الابتدائية، ومبنى مدرسة المنصورة الثانوية بنات.. فضلا عن عدد من المنازل ذات الطراز المعماري المتميز.
عقار ذو طابع متميز
عقب ذلك تبين أن واقعة الانهيار الجزئي حدث بمنزل ذو طابع متميز تبعا للبيان الصادر في 13 أبريل الماضي، بجزء من بلكونة الدور الأول علوي.. والثاني علوي بالعقار رقم 39 شارع فريدة حسان بالمختلط.
وأوضحت الإدارة الهندسية بالمنصورة، حينها أن العقار مدرج بكشوف الحصر للعقارات ذات الطابع المعماري المتميز.. وتم إخلاء العقار من السكان.. ثم فصل المرافق وعمل كردون أمني للحفاظ على المارة، والممتلكات لحين عرضه على اللجنة المختصة.. كما تمت إزالة مواطن الخطورة لتحقيق معدلات السلامة والأمان والاستقرار.
اتهامات متبادلة: مبنى المختلط التراثي
عقب الحادث تبادل السكان وملاك العقار الاتهامات.. فالطرف الأول اتهم الملاك بالتسبب في الحادث حتى يتمكنوا من إخراجه من حصر العقارات ذات الطابع المعماري المتميز.. فيما برر الملاك ما حدث بأن العقار آيل للسقوط وأنه غير مأهول بالسكان الذين يدفعون جنيهات معدودة بموجب قانون الإيجار القديم.. ودافع العديد من الأهالي عن أصحاب العقار بدعوى عدم انتفاعهم به على مدار عشرات السنين.. رغم القيمة المادية العالية بشارع المختلط أحد أهم شوارع مدينة المنصورة.
انقذوا المنصورة
وعلق دكتور مهند فودة مدرس بكلية الهندسة ومؤسس مباردة انقذوا المنصورة، على الحادث حينها قائلا “هذه البناية في مدينتي لم تُستهدف بقصف بالطائرات، فقط تقرر تخريبها طمعا في هدمها، لا يهم أي من حجارتها التي تزيد عن مائة عام ستصيب وتقتل، هم فقط يروها ملايين من الأموال مُجمدة في عقار صُنف تاريخيا، ما حدث جريمة، لكن بلا شك أن عوار قوانين التراث في دولتنا شريك في ذلك”.
نصب السقالات
عقب الحادث تم نصب السقالات في المبنى التراثي الذي انهارت شرفته بشارع المختلط بالمنصورة، وتقدم السكان بشكاوى رسمية إلى النيابة بتعمد المالك تخريب المبنى.
مي طارق من سكان المدينة علقت على الواقعة قائلة “المفروض مبنى تاريخي مثل ذلك المبنى الدولة تشتريه من مالكه وتستغله بأي شكل، ومن غير المعقول أن حماية المبان التراثية تكون على حساب أصحاب تلك العقارات”.
استعدادات للهدم
ومنذ ساعات نشرت مبادرة انقذوا المنصورة، أن هناك استعدادات وأنباء عن صدور قرار إزالة للمبنى التراثي، وسط إعلان السكان نيتهم الطعن على القرار واستمرار وجود نزاع قضائي بين الطرفين.