فانوس وحامل مصحف.. «تحية» صانعة مشغولات يدوية بالوراثة
في قرية خزام التابعة لمركز قوص في محافظة قنا، تصنع تحية بكر، 20 عاما، منتجات مختلفة من الأشغال اليدوية بداية من علب الإكسسورات والفوانيس بأحجامها، وصولا للتطريز على الفساتين والأقمشة. ورثت تحية موهبتها من والدتها التي ورثتها عن جدتها.
مشغولات يدوية
احترفت تحية صنع المنتجات من الأشغال اليدوية مثل استخدام النول والتطريز بالخرز والصوف والمكرمية والحياكة وتطريز فساتين السهرة والمفارش السورية. وأيضا الساري الهندي على الطراز الحديث. كما تقوم ببعض الأعمال الخاصة بالأطفال حديثي الولادة مثل السرير المصنوع من القماش ومبطن بالفيبر، ومناديل كتاب الكتاب.
تقول تحية: “ورثت الأشغال اليدوية عن أمي التي ورثتها عن جدتي. فلم أتطرق لوسائل التواصل الاجتماعي يوما ما للتعلم. ولكني طورت من ذاتي خاصة في أعمال الخرز التي أحبها كثيرا. كما أضفت بعض المهارات الأخرى للأشغال اليدوية التي أتقنها حتى أواكب العصر الحالي”.
مشغل قديم
وتابعت: بدأت أتعلم استخدام الخيوط على النول الصوف مثلما كنت أشاهد جدتي قديما التي كانت تمتلك مشغلا في القرية. ومنها وقعت في حب هذه الحرفة التي شغفني العمل فيها حتى فترة الدراسة. وبعدها بدأت في التعلم على خيوط الصوف والحرير حتى تمكنت من الحياكة به.
تذكر تحية أنها بدأت في تعلم فن الإكسسوارات إبان دراستها في المرحلة الإعدادية. وبدأت أعمال الخرز في مرحلة الثانوية، فالخرز كان يجذبها بسبب أشكاله الملونة. كما أنه عليه إقبال من الجمهور في القرية أو المحافظة بشكل عام.
من الخرز تصنع تحية علب الحلويات والمناديل والفوانيس الصغيرة والكبيرة أيضا. كما تصنع حامل المصحف الشريف والجراب الذي يوضع فيها خلال شهر رمضان الكريم. وتصنع أحذية الأطفال الصغيرة المزخرفة من الأعلى بالخرز، وتاج الرأس وعلب الشيكولاته. وكان أول منتج لها علبة الشيكولاته المصنوعة من الخرز أهدتها لابنة خالتها في مناسبة زواجها.
تحكي تحية أنها طورت نفسها كثيرًا عما علمتها والدتها. خاصة بعد انتشار الحرف المختلفة على الإنترنت وأصبحت تشاهد محتويات عن الأشغال اليدوية على اليوتيوب والفيس بوك. كما كانت تذهب إلى قصر ثقافة الأقصر لتستفيد وتتعلم مهارات أخرى.
المعارض المحلية
تقول تحية: “شاركت في أحد المعارض التابعة لجمعية في القرية، ولكني لم أسافر لأشارك في أي معرض بالقاهرة. وأكتفي بالمعارض المحلية القريبة من محيطي. اعتمدت على نفسي في تعلم الحرفة لذلك أسوق منتجاتي بنفسي بما يتناسب مع الجمهور الحالي. خاصة أن شغل الهاند ميد يلاقي إقبالا كبيرا الفترة الحالية”.
تستخدم تحية التسويق المباشر ومجموعات التواصل على الواتس آب لبيع منتجاتها. فتذكر أنها تسوق بعض منتجات النول، مثل مفارش الصينية ومفارش المناضد وتبيعها لأي مكان ويساعدها بعض الأقارب الموجودين في محافظة أسوان في التسويق لمنتجاتها. ولكن في قريتها يقبل الأهالي على صناعة الفوانيس الصغيرة والكبيرة والمتوسطة أيضا بأشكال مختلفة، وأيضا بعض الإكسسوارات وأغطية الرأس.
وتشير إلي أنها تريد أن تركز على التسويق خلال الفترة المقبلة حتى تتمكن من تكثيف جمهورها ومستهلكيها. وتكمل أنها تشتري الخامات من الأقصر، والقليل من القاهرة وبني سويف. ولكن أسعار الخامات في هذه الفترة تمثل عائقا بالنسبة لها. مما يضطرها أن تبيع بنفس الأسعار القديمة حتى لا تخسر الزبائن.
تطمح تحية في أن تؤسس مركز فني للمشغولات اليدوية في المدينة، حتى تعمل فيه عدد من الفتيات، وتنتج آلاف القطع المختلفة وتبيعها للمستهلكين، بدلًا من شراء المنتجات من خارج المحافظة.
اقرأ أيضا
التشكيلي أحمد محيي: أشجع أبناء الصعيد للمشاركة في المعارض الفنية داخل وخارج مصر