لماذا يتحفظ جهاز التنسيق الحضاري على تطوير حديقة الحيوان؟
لا يزال الجدل قائما حول وضع حديقة حيوان الجيزة، وذلك بعد إعلان وزارة الزراعة تطوير الحديقة الأثرية رسميا، دون الكشف عن آليات التطوير. هذا الغموض فتح المجال للتكهنات والتصورات التي ستؤول إليها الحديقة فيما بعد. إذ كان من ضمن مشروع التطوير إقامة تلفريك يربط بين حديقة الحيوان والأورمان.
أسس ومعايير
يقول مصدر داخل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري – رفض ذكر اسمه – لـ«باب مصر»: “الجهاز لم يعرض عليه حتى الآن أية تفاصيل حول المشروع المزمع تنفيذه داخل حديقة حيوان الجيزة لتطويرها خلال الفترة المقبلة”.
وأشار المصدر إلى أنه تم وضع أسس ومعايير التنسيق الحضاري للتعامل وإدارة الحدائق التراثية. والذي تم اعتماده من جانب المجلس الأعلى للتخطيط عام 2022.
خطوات لم تتم
وأضاف المصدر، حديقة الحيوان مسجلة بالكامل ضمن عداد المواقع التراثية التي أدرجها التنسيق الحضاري. وبالتالي لا يمكن عمل أي مشروع داخلها إلا من خلال خطوتين؛ أولهما العرض على الجهاز للموافقة. ومن ثم عرض المشروع على المجلس الأعلى للتخطيط لاعتماده وهذا لم يحدث حتى هذه اللحظة.
تكهنات
وأوضح أن المشروع مجرد «فكرة» لم تقدم للجهاز؛ وبالتالي لم يتم الموافقة أو رفض المشروع. ويقول: “ما نسمعه مجرد كلام لا يمكن التكهن به والتحقق من صحته، مادمنا لا نملك رسومًا هندسية للمشروع. فنحن نرفض كلمة تطوير لأنها تخرج المكان من أصوله. لكننا نتقبل فكرة إعادة الإحياء من خلال الحفاظ على الطابع التراثي للحديقة”.
وحول مقترح تنفيذ التلفريك ضمن المشروع للربط بين حديقتي الأورمان والحيوان، أشار المصدر إلى أن الفكرة لم تعرض عليهم أيضا.
يقول المصدر: “نتحفظ بالتأكيد على الاقتراحات من حيث المبدأ، لكننا لم نر أيضًا خط سير التلفريك. لأنه على حد علمنا فالتلفريك يتم تحديد مساره للربط بين مكان مرتفع أشبه بالتل ومن ثم يهبط للأسفل أو العكس. وهذا أمر غير متوفر ولا يناسب المنطقة لأنها متساوية. وبالتالي لا نعرف كيف سيتم تنفيذ المشروع بهذا الشكل. إذا صدقت الروايات التي يتم تداولها، فنحن لم يقدم إلينا أيًا من هذه الرسومات.
وتابع: لكن إذا كانت صحيحة فسنتحفظ على الأمر بشكل كامل، لأنه لا يلاءم طبيعة المكان. خاصة أن المشروع يتقاطع مع قبة جامعة القاهرة، والتي تحمل أيضًا قيمة تراثية. لذلك التدخلات في هذه المنطقة يجب أن تهدف إلى المحافظة على طابعها التراثي بشكل كامل. وبالتالي ففكرة تنفيذ تلفريك في هذا المكان تبدو غريبة، وغير منطقية من الناحية الهندسية، فنحن ننتظر عرض المشروع علينا بشكل كامل لإبداء الرأي فيه”.
اتفاق سري
وحول ما يتم تداوله عن وجود اتفاق سري بين وزارة الزراعة والمستثمر لتنفيذ المشروع أوضح المصدر أن مثل هذه الأخبار التي يتم تداولها “غريبة”. لأنه بالتأكيد هناك اتفاقًا بين وزارة الزراعة والمستثمر.
يقول: “قبل توقيع أي اتفاقية هناك خطاب نوايا، ويتم بعده تجهيز المشروع وعرض تفاصيله وتعديله بين الجهتين. وهذا أمر منطقي لا يدعو لأية تخوفات، لأن أي جهة من الطبيعي أن يربطها مشروع ابتدائي مع الجهة الأخرى، فليس منطقيًا تنفيذ اتفاقية دون مشاورات ابتدائية؛ لذلك أرى أنه لم يتم تجاوز أي جهة، فما حدث منطقيًا وفقًا لعرف الاتفاقيات”.
تمرير المشروع
وأنهي المصدر حديثه وقال: “ننتظر عرض المشروع علينا، لأنه وفقًا للقانون يجب تمرير المشروع على الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وكذلك المجلس الأعلى للتخطيط والذي يضم متخصصين من جميع الجهات، وهم وحدهم من يقررون مدى ملائمة المشروع مع طبيعة المكان أم لا؛ لذلك ما دامت الرسومات الهندسية لم تعرض علينا حتى هذه اللحظة، لا يمكن أن نرفض أو نقبل، ونحن في نهاية الأمر نتمنى أن يتم تقديم مشروع يتفق مع معايير وأسس التنسيق الحضاري، كي يتم اعتماده قبل التنفيذ”.