سكان الزمالك يرفضون إنشاء «الجراج».. وبحوث الأشجار: لم يحصلوا على تصريح
شارك 3 وزراء سابقين في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها سكان حي الزمالك، أمس، بشارع سراي الجزيرة بجوار باخرة إمبريال، وذلك لرفض إنشاء جراج على ضفاف النيل في الشارع نفسه وأيضا قطع الأشجار وإزالة الحديقة القائمة.
رفض 3 وزراء سابقين
الوقفة الاحتجاجية شارك فيها عدد من الشخصيات العامة والمشاهير، أبرزهم الدبلوماسي عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية. وكذلك السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، ومنير فخري عبدالنور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، والسفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق.
طالب السكان بمناقشة الوضع الحالي للحي، وأيضا المطالبة بالحفاظ على البيئة وعدم قطع الأشجار من أجل بناء ساحات انتظار “جراج”.
وأكد د. منير فخري عبدالنور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، رفضه لما يحدث في حي الزمالك وفكرة بناء جراج متعدد الطوابق على ضفاف النيل. وتابع أن هذا المشروع مخالفا من الناحية القانونية وقانون البيئة وقانون التنسيق الحضاري. وأن اقتلاع الأشجار والنخيل يعد تشويها للمكان.
إنقذوا حي الزمالك
وكشف حامد محمود، أحد سكان حي الزمالك ومشارك في الوقفة الاحتجاجية، أنهم احتجوا للمطالبة بإيضاح الصورة ومحاولة خلق حوار بين سكان حي الزمالك.
وتابع لـ”باب مصر”: “الرفض يعد مؤشرا على اهتمام السكان لما يحدث في حي سكني ومثلما شرحت من قبل فإن الشارع يعاني من تكدس مروري وفكرة إقامة جراج على ضفاف النيل سيساهم في زيادة التكدس المروري”.
أضاف: نود الإطلاع على الدراسة المرورية والبيئية التي وضعها الحي. كذلك لماذا يتم اقتلاع أشجار يزيد عمرها عن 40 عاما وبالتالي تدمير البيئة وزيادة التلوث في الزمالك”.
ويقول حامد: “اقتصرت الوقفة الاحتجاجية على سكان حي الزمالك. ولم يحضر أحد من الشركة المنفذة. نود الإطلاع أيضا على الرسم الهندسي لممشى أهل مصر في الزمالك وتوقف الأعمال الإنشائية واقتلاع الأشجار لحين الإطلاع عليه”.
اقرأ أيضا| «جراج» على النيل واقتلاع الأشجار.. ماذا يحدث في حي الزمالك؟
قتل أشجار الزمالك
الأشجار في حي الزمالك لها تاريخ طويل، فضلا عن دورها البيئي. إذ يضم الحي بين شوارعه أشجارا قديمة وأخرى نادرة وحديقة تراثية.
ولكن يظل السؤال “هل تم الحصول على موافقة باقتلاع الأشجار أو اقتلاعها ونقلها بطريقة تحافظ عليها؟”.
تواصل “باب مصر” مع د. مها فاروق، رئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين. وقالت إن قطع الأشجار سواء كانت منتشرة أو نادرة ذو تأثير على البيئة. لأن قطعها بطريقة خاطئة يمنع نموها مجددا في حالة التقليم.
وصرحت أنه لم تحصل الشركة المنفذة للمشروع على موافقة باقتلاع الأشجار وقطعها من قسم الأشجار بمعهد بحوث البساتين. وهي خطوة يتم اتخاذها بحضور لجنة مختصة قبل اقتلاع الأشجار.
مقترح قانون للتشجير
نوهت رئيس قسم بحوث الأشجار بأهمية التشجير في مصر، باعتبارها “متحف حي”. حيث نفذ القسم برئاستها مقترح لقانون التشجير والغابات المصري. وتم تقديمه رسميا من خلال المعهد لإيصاله إلى وزير الزراعة منذ يناير 2020.
لم يجد هذا القانون فرصة، وتقول: “عاد الاهتمام بهذا القانون بالتزامن مع أحداث مؤتمر المناخ وأتمنى أن يصل إلى مجلس الشعب. ويتم إصدار القانون لأن قانون التشجير السابق لا يتضمن كل ما تحتاجه ثروة الأشجار في مصر”.
وتابعت: “هذا القانون يرشدنا إلى من يصدر القرار بقطع الأشجار وضرورة قطعها وإمكانية نقل الأشجار النادرة، وتحديد عمر الأشجار لأن بعضها كبير جدا. وهناك طرق حديثة وآلات لنقل الأشجار من جذورها ذات العمر المتوسط أو الأعمار الأولى. لكن الأشجار الكبيرة التي يتخطى عمرها 50 عاما تتعرض لضرر بالنقل”.
اشجار الزمالك.. تراث وتاريخ
وتقول فاروق: “يوجد حدائق تاريخية في حي الزمالك، مثل حديقة “الزهرية” المسجلة حديقة تراثية، والتي تتميز بوجود أشجار نادرة وذات أعمار كبيرة، من غير الممكن نقلها من مكانها”.
وتابعت: أبرز ما يميز الحديقة التي تقلصت مساحتها من 600 فدان إلى 8 أفدنة فقط، “الصوبة الملكية” وهي صوبة نادرة منذ عهد الخديوي إسماعيل. تم تنفيذها بتصميم وزجاج نادرة لم يكن لها مثيل في العالم خلال وقت تنفيذها.
وطالبت فاروق بالحفاظ على النباتات والأشجار النادرة في الحي العريق، مقترحة دعوة السياح والمصريين للحديقة مع مبادرة تخليد أسمائهم بزرع كل سائح شجرة تحمل اسمه.
ومن بين الأشجار النادرة في حي الزمالك، شجرة عملاقة تتوسط شارع في الحي، من أنواع “الفيكس” أو ما يُعرف بـ”التين البنغالي”.
وتتسم هذه الشجرة أن لها جذور هوائية تغطي مساحة كبيرة وتعطي شكل جمالي للمكان يوحي بالعراقة. كما أنه للأشجار فوائد كبيرة على ضفاف النيل حتى لو لم تكن نادرة. إذ تعطي ظلال للشارع، وتمتص العوالق الملوثة ثاني أكسيد الكربون، تحافظ على البيئة، تلطف الجو، وتعطيه شكل جمالي، كما أوضحت.
أهمية التشجير
وعن أهمية الأشجار البيئية، تقول فاروق: ” لها دورا هاما خاصة في المدن المزدحمة مثل القاهرة لأن الأشجار لها كتلة حيوية كبيرة ولها تاج كبيرة خاصة الأشجار الخشبية ذات التاج المرتفع لأعلى”.
وتابعت: تاج الأشجار المرتفع هو ما تحتاجه مدن التلوث العالي لرفع الملوثات فوق مستوى البشر، فضلا عن قدرتها على احتجاز الجسيمات الدقيقة. وتتمثل خطورة الجسيمات الدقيقة الملوثة في أنها إذا دخلت الجهاز التنفسي تصيبه بأمراض تنفسية، وإذا كانت أكثر دقة بحجم 2.5 ميكرو من الممكن أن تصل للأوعية الدموية.
وتذكر أن وصول الجسيمات للأوعية الدموية ثم الشرايين والقلب يتسبب في أمراض خطيرة على القلب والدماغ وسكتات دماغية مفاجئة مجهولة السبب.