شئ لا يصدقه عكل!
من الايفيهات التي لا تنسى للفنانة الراحلة شويكار جملة “شئ لا يصدقه عكل” من فيلم “شنبو في المصيدة”، وهو ايفيه تردد على ذهني كثيرا خلال الأيام الماضية، في مناسبات عدة، هذه بعضها.
- في استجابة سريعة لتعليقات الجمهور على فيلم “إشارة حمراء” Red Notice، الذي بدأ بثه على منصة “نتفليكس” الأسبوع الماضي، والذين لاحظوا أن الفيلم الأمريكي يشبه الفيلم المصري “لص بغداد”، نشر محمد إمام بعض تعليقات هذا الجمهور مثل “أول مرة فيلم مصري يتسرق”، و”الفيلم منحوت بالكامل من لص بغداد” وعلق إمام عليها بتوجيه كلمة لأصحاب الفيلم الأمريكي: “وبتزعلوا لما ناخد منكم حاجة”!
أعتقد أن محمد إمام يمزح، رغم علمي بأن كثيرا من صناع الأفلام المصريين يعتقدون أن السينما الأمريكية تسرق أفكارهم ( أرجوك لا تضحك!)، بل هناك جمهور ومتعلمين يعتقدون ذلك أيضا، وبعض المواقع التي نشرت خبر “تويتة” محمد إمام عنونته بالعبارة التالية: “بعد سرقة فيلمه..محمد إمام يعلق..”..يعني مبدئيا ردد بعض المشاهدين أن الفيلم الأمريكي مسروق من الفيلم المصري فاعتبر الباقي أن هذه حقيقة مسلم بها دون تمحيص أو مراجعة لمدى صحة الاتهام.
الفيلمان متشابهان بالفعل، ليس لإن الأحدث مسروق من الأقدم، ولكن لإن كليهما مقتبس من أفلام أمريكية قديمة معروفة، والفارق أن صناع الفيلم الأمريكي لم ينفوا الاقتباس، بل اعترفوا به. وهناك مشهد في “إشارة حمراء” مقتبس من أحد أفلام سلسلة انديانا جونز، يقوم فيه بطل الفيلم رايان رينولدز بصفير اللحن الموسيقي المميز لأفلام انديانا جونز، وكأنه ينبه الجمهور للاقتباس، ولولا هذا الصفير لما تذكرت شخصيا أن المشهد مقتبس.
الشبه بين الفيلمين المصري والأمريكي راجع لإن كلاهما إعادة تدوير سطحية لفكرة وحبكة وشخصيات أكلت عليها السينما العالمية وشربت، أما تصور أن صناع السينما في هوليوود يتابعون السينما المصرية ويقومون بالسرقة منها، فهذا بالفعل “شئ لا يصدقه عكل”!
كارنيه خاص
- بعد الحذف والالغاء والتعديلات التي ألمت بأفلام “بانوراما السينما الأوربية” في اللحظات الأخيرة لأسباب غير مفهومة، ولا يصدقها عقل، صدر قرار آخر مفاجئ بضرورة حصول أي شخص ينوي مشاهدة فيلم من أفلام “البانوراما ” على “كارنيه” معتمد يستطيع بمقتضاه شراء التذكرة، وفي محاولة لتفسير سر هذا الكارنيه قال المسئولون عن البانوراما أن الغرض هو توضيح “الفئة العمرية للمشاهد”!
المسئولون في البانوراما لا يصدقون هذا بالطبع، ولا الذين يسمعونه، وكما يقول المثل “لو كان المتكلم مجنون، فالمستمع عاقل”، ولكن كل من المتكلم والمستمع يصطنع أنه يصدق، لإنه، ببساطة مضحكة، فإن الفئة العمرية (وتاريخ الميلاد والحالة الاجتماعية والصفحة الجنائية والديانة ومكان الميلاد ومقر الإقامة) تحدد بالبطاقة الشخصية أو الرقم القومي، ولا تحتاج إلى “كارنيه خاص”.
كنت أنتظر أن يقال أن الدخول لن يسمح بدون بطاقة “الحصول على الفاكسين” من الكورونا، ولكن يبدو أن المرء يحتاج إلى أكثر من “كارنيه خاص” لدخول السينما أو لمشاهدة مباراة كرة قدم، أو للجلوس على المقهى قريبا!
النقيب والرقيب
- بعد أن أصدر، بفخر وافتخار يحسد عليهما، قرارا بايقاف تسعة عشر مغنيا شعبيا عن العمل، أعلن النقيب سابقا، والرقيب حاليا، هاني شاكر أنه لم يمنع أحدا، ولا يمكن أن يمنع أحدا، ( أنا فنان يا جماعة..لا يمكن أعمل كده) وأن كل ما هناك أنه لن يعطي الأسماء المذكورة (ولا غيرهم من المغضوب عليهم) تصاريح للعمل، نظرا لسقوطهم في اختبارات النقابة، وبالتالي لن يتمكنوا، وفقا لقانون النقابات القديم وتعديلاته الجارية حاليا، من احياء أي حفلات في أماكن عامة!
المدهش ( لم يعد مدهشا) أن يستعين البعض بكلمات هاني لتأكيد أن النقابة ليست جهة منع، وأنها فقط جهة منح، من حقها أن تعطي، أو لا تعطي، تصاريح العمل وفقا لكراسة الشروط والمواصفات الفنية المطلوبة في العملية، والعملية في النملية، والفيل في المنديل، والسلم نايلو في نايلو وشنبو في المصيدة وشئ لا يصدقه عكل!
اقرأ ايضا:
«الأبديون» وأنجلينا والامبراطور العاري!