«طشت غسيل» و«الهون».. نوادر قائمة المنقولات في الأربعينات
برغم اختلاف الزمان والمفارقات بين المتطلبات اللازمة الزواج في القرن الماضي والآن، إلا أن قائمة منقولات العروس كانت ولا زالت محل جدل لكل شاب مقبل على الزواج، سواء كُتبت إجمالي محتوياتها بالقروش أو الآلاف.
وثائق قديمة
تضمنت قائمة المنقولات قديما العديد من القطع التي لم تعد محل استخدام الآن، مثل “طشت الغسيل” و”طاسة التقلية” و”اللحوقي”، وغيرها من المقتنيات التي كانت أساسية في شقة كل عروس قديما، والتي تم توثيقها في عدد من قوائم المنقولات المدونة ورقيا بعضها أصبح محل دراسة الباحثين حاليا.
البحث وجمع الأوراق والمستندات القديمة، جعل الباحث التاريخي إبراهيم المصري يمتلك كما كبيرا من الأرشيف المدون عن الزواج في مصر خلال القرن الماضي، ويقول لـ«باب مصر»: “مستندات القائمة النادرة وغيرها من الوثائق تعد من مقتنياتي الشخصية”.
بدأت رحلة الجمع والتوثيق، هواية وحب للتاريخ المصري بتفاصيله المختلفة، منذ كان في محافظة سوهاج حتى الاستقرار بالقاهرة، واختص الباحث التاريخي «باب مصر» بعدد من وثائق قائمة المنقولات التي ترجع إلى أربعينات القرن الماضي.
قائمة المنقولات
وتتضمن القائمة الأولى التي يرجع تاريخها إلى عام 1940، محتويات بسيطة، وهذا ما كُتب بها:
الزوج اسمه محمد (ر) والزوجة اسمها مسعدة (ع)، والشاهد علي القائمة والد الزوج ووالد الزوجة، وهذه محتوياتها:
1 سرير نحاس أصفر بوصة واحدة بملته.
2 مرتبة قطن.
2 لحاف ألوان.
4 مخدات.
1 كنبة منجدة.
3 كرسي خيزران.
3 ترابيزة خشب واحدة وسط واتنين طقاطيق.
1 كرسي عشا.
1 صندوق خشب.
1 دولاب للملابس بـ اتنين مرايات.
1 طشت غسيل نحاس.
1 صينية عشا نحاس.
5 حلة نحاس من داخل بعض.
3 صينية فطير من داخل بعض.
1 طاسة للتقلية نحاس.
1 لحوقي نحاس.
1 مصفة نحاس.
1 هون.
ثلاثة وثلاثون قطعة لاغير في ذمتي أنا الموقع على هذا بخطي فيه أدناه “محمد.ر” وأمانة لزوجتي “مسعدة.ع” وتعد هذه القائمة بمثابة إيصال والله خير الشاهدين، تحرير في يوم السبت 23 نوفمبر 1940م، وشهد بذلك والد الزوجة ووالد الزوج.
لم تختلف المحتويات عن قائمة زواج أخرى ترجع إلى أغسطس 1949، وكُتب بها:
عن بيان الأشياء جهاز الست سكينه بنت (ع)، زوجة عبدالموجود (ح)، والبيانات كالآتي:
1 زيتونة ذهب 8 درهم الثمن 1200 مليم.
1خلخال فضه 40 ريال 400 مليم.
1قنطار نحاس (ثمن الرطل 5قروش صاغ).
1سرير حديد اسمر 1بوصة ونص.
7مرتبة ولحافين (4مخدات 2 روس 2 مساند).
1صندوق خشب ثمنه 50قرش.
جملة الأشياء 2850مليم.
عدد الأشياء الموضحة بعاليه(12).
يقول الزوج:
«طرفي وفي زمتي أنا الموقع علي هذا بثمن فيه أدناه 28 ونصف، أقول بأني استلمت هذه الأشياء الموضحة، القابض هذه القائمة وهي تعلق زوجتي الست سكينه، وهي عندي بصفة أمانة لها وملزم بالمحافظة عليها من السرقة والتبديد بحيث لو سرق منها شئ أو بدد منها شئ أنا ملزم بدفع ثمن ما سرق أو بدد من هذه الأشياء وقد تحرر هذه قائمة جهاز لها عليا بذالك بموجبها عند اللزوم».
بين المهر والقائمة
الأجهزة الكهربائية وغيرها من المقتنيات التي يعتبرها البعض مغالاة في إعداد شقة كل عروس في القرن الحادي والعشرين، تختلف عن نظيرتها في القرن الماضي حيث الاكتفاء بالقطع الأساسية فقط.
وتوضح الباحثة التاريخية أسماء محمود سر الاختلاف، والذي يكمن في تغيير اهتمامات الأهل في الماضي مقارنة بالحاضر، حيث كان الاهتمام الأكبر قديما للكيف وليس الكم، وكان البعض قديما يلجأ إلى دفع “مهر” إلى أهل العروس مقابل شرائها لكل المقتنيات اللازمة، وبالتالي لا يلجأ الشاب لتوثيقها بقائمة منقولات نظرا لأنه دفع ثمنها مُسبقا ويتم تدوين المؤخر والذهب فقط، كما أوضحت.
وضربت مثالا على منقولات العروس قديما بأن أدوات المطبخ كانت من النحاس الخالص، مع وجود ذهب وفضة خاصة بالعروس، وهو ما يختلف عن الوضع الحالي بتعدد المقتنيات ولكن بعضها ليس بنفس القيمة لكل قطعة قديما، وتقول لـ«باب مصر»: “نتحدث عن الفئة الفقيرة والمتوسطة أما الفئة الغنية قديما كانت تتبع طرق مختلفة”.