«المصطبة»: أول فرقة حرة للإنشاد الديني بقنا
من نجع حمادي خرجت فرقة «المصطبة» للإنشاد الديني، وهي أول فرقة شبابية تخوض مجال الإنشاد بعيدا عن الطريقة المتعارف عليها من قبل المنشدين والمداحين. الفرقة تابعة لجمعية «المصطبة لنشر الوعي المسرحي» المشهرة عام 2004 من التضامن الاجتماعي. تحديات كثيرة وعقبات تواجه استمرار الفرقة وسط مطالب بالدعم من أجل الاستمرار.. «باب مصر» يلقى الضوء على الفرقة.
بداية فرقة المصطبة
يقول عبدالهادي النجمي، 58عاما، مؤسس الفرقة لـ«باب مصر»: “الفرقة تتبع جمعية المصطبة لنشر الوعي المسرحي، والجمعية مشهرة عام 2004 من وزارة التضامن الاجتماعي، وقبل إشهارها تم تأسيسها عام 1999، أما عن فرقة المصطبة للإنشاد الديني فهي كانت فكرة قديمة في الجمعية وقررنا مؤخرا إطلاقها بالتزامن مع شهر رمضان”.
وتابع: اسم “المصطبة” له خصوصية ويعني مكان مرتفع، ومأخوذ من التراث الشعبي، إذ كان الأهالي يتجمعون في الشوارع على “المصاطب” إذا انقطعت الكهرباء للتسامر واللعب والغناء وأيضا الحكي، كانت أشبه بالبرلمان الصغير، ومن هنا يعبر اسم الفرقة عن جنوبيتنا.
ويضيف النجمي، أنه بدأ يهتم بتكوين الفرقة، حيث كتب مسرحية “قمراية” التي فازت بالمركز الثاني في مسابقة نوادي المسرح على مستوى الجمهورية، ولكن بسبب الروتين ظلت المسرحية حبيسة الأدراج، لذلك قرر تقديم الفرقة وتمثيل المسرحية في نادي الشبان المسلمين. وبعدها تم تكوين الفرقة من الموهوبين الهواة وأصحاب المهن والأعمال المختلفة، واعتمادها من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبالفعل تم الاعتماد وإقامة العروض على خشبة مسرح قصر ثقافة نجع حمادي.
وينوه بأن فرقة “المصطبة” تتعاون مع قصر ثقافة نجع حمادي في إقامة العروض بدلا من إقامتها في الشوارع والمقاهي قبل جائحة كورونا التي قننت ذلك.
عروض الفرقة
قدمت الفرقة عروضا في قرى نجع حمادي، فيقول النجمي: لم اهتم بالانتقادات التي واجهتها ومازلت حتى الآن ولكن بشكل أقل، كما أنني واجهت صعوبة في الوصول لعناصر نسائية تشارك في هذه العروض ولكني مضطر لإقناع الأهالي، فالمسرح الذي عشقته وأنا طفل صغير بسبب الفنان الراحل إسماعيل ياسين ومدبولي وفؤاد المهندس، وأيضا المحفظتية في الأفراح القروية، كنت أعود لمنزلي وأحلم بهم، فالمسرح يمثل لي متعة وحياة، أطرح القضايا المجتمعية المحلية من خلال الدراما وأيضا توظيف التراث والفلكلور الشعبي في دراما مسرحية.
«مسرح من الشعب إلى الشعب» شعار تؤمن به فرقة “المصطبة”، هكذا يوضح مؤسس الفرقة، ويقول: نحن لا نستعير أفكار خارجة عن مجتمعنا، بل نعبر عن قضايانا ومجتمعنا النجعاوي ونعرضها على المسرح بشكل حديث، ومسرح الفرقة يعادل المسرح الفقير في أمريكا اللاتينية واستخدام الفلكلور الشعبي في العروض المسرحية.
ويقول: وظفنا العدودة في مسرحية “القمراية” وكذلك المربعات الشعرية في عرض “أبوزيد الهلالي” وأيضا عرض “ما بين الحياة والموت” من خلال الربط بين العادات الشعبية والفرعونية مثل شواهد القبور في “هو” بنجع حمادي ودلالتها وارتباطها بالرسوم الفرعونية، وأيضا نص “أم العدالة الطبالة” والأغاني الشعبية في القرى.
زى موحد
يضيف النجمي: “تضم فرقة المصطبة نحو 15 عضوا فئات عمرية من 15 لـ30 عاما بشكل تطوعي، جمعتهم الموهبة وحب الإنشاد، إذ كانوا متحمسين للعمل وتحقيق الهدف من تكوين الفرقة، لنكون بذلك أول فرقة جماعية للإنشاد الديني، كما تحدثت مع شعراء لتلحين قصائد جديدة، حتى أننا نرتدي زيا موحدا خاص بنا بعيدا عن الزى الصعيدي المعتاد لأغلب المنشدين، وذلك لإضفاء شكل ومضمون جديد يعبر عن جيل الشباب، نظمنا حفلتين حتى الآن ولكن بسبب كورونا نقدم عروض أقل”.
عقبات ومطالب
أما عن العقبات التي تقابل الفرقة، فيقول النجمي: “يواجهنا للأسف العبء المادي، فنحن نحتاج لآلات موسيقية وأحيانا موسيقيين، ونحتاج لتوفير أجورهم ومصاريف التنقل للقرى، نحن لا نريد الربح ونذهب للحفلات بشكل تطوعي، فالناس تستقبلنا باحتفاء شديد، ولكن التفاف الجمهور والطبقة المتوسطة حول الفرقة يشعرني بأننا على الطريق الصحيح من حيث رفع الوعي والترفيه”.
ومن جانبه يقول أحمد عبدالله الجمل، عضو مؤسس بالفرقة: أمارس الإنشاد منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وأخي الأكبر منشد أيضا، وقدمت أول عروضي في المدرسة الإعدادية الأزهرية، وقد تعرفت على مؤسس الفرقة من خلال قصر ثقافة نجع حمادي، تواصل معي وانضممت لهم، فرحت بالفكرة وتحمست لها كثيرا، فالإنشاد هوايتي وأحبه، أيضا زملائي بالفرقة يعملون في مهن مختلفة ولكن يجمعنا حب الإنشاد، فهو بمثابة غذاء للروح، وما يسعدنا هو تقبل الناس والترحاب عندما ننتشر أكثر.
ويتمنى الجمل توفير مكان للفرقة من أجل إقامة البروفات، وكذلك توفير الآلات الموسيقية كي يتمكنوا من الاستمرار، فضلا عن الدعم والتمويل للفرقة.
ويختتم النجمي حديثه: أتمنى عمل مهرجان للمسرح الحر في الصعيد من أجل تشجيع المواهب واحتضانها، على أن يكون مقرها نجع حمادي، كما يتمنى أن تأخذ فرقة الإنشاد الديني وضعها في الجنوب وتقديم الدعم المناسب لها لكي تصل لكل الناس.
4 تعليقات