حوار| «حسن القناوي»: نستخدم اللهجة القنائية في المسلسلات لأنها الأسهل نطقا
جدل كبير شهدته وسائل التواصل الاجتماعي بعد عرض العديد من المسلسلات في الموسم الرمضاني، وقد أنصب الجدل حول الدقة التاريحية أحيانا، أو عدم العناية بالتفاصيل في أوقات أخرى، لكن أهالي الصعيد انتقدوا المسلسلات التي تقدم صورة مغلوطة للصعيد، سواء اللهجة أو العادات والتقاليد. بدا الأمر وكأن كتاب هذه الأعمال الدرامية يتحدثون عن “صعيد آخر” متخيل لا وجود له.. «باب مصر» يبدأ نقاشا حول صورة الصعيد في الدراما. واخترنا أن تكون البداية مع حسن القناوي، مصحح اللهجة الصعيدية في الأعمال الدرامية، ابن قرية النجاحية بنجع حمادي.. الذي يتحدث عن اللهجة الصعيدية.. كيف ظهرت في دراما رمضان. سألناه في البداية:
متى بدأت العمل كمصحح لهجة صعيدية؟
أعمل في هذا المجال منذ 20عاما، لأنني أهواه، وأدرس اللغة الصعيدية وأبعادها، فضلا عن أنني عشقت الصعيد وأتحدث لغته الآن، لأنها لغة تاريخية تتميز عن غيرها، واتجهت بعد حصولي على الثانوية العامة للالتحاق بكليات التجارة والحقوق والإعلام ومعهد السينما أيضا كل هذا جعلني أتقن مجال عملي.
وما هي أهم الأعمال التي شاركت فيها؟
كنت مصححا للهجة الصعيدية في العديد من الأعمال الدرامية، منها “حدائق الشيطان، الكبير قوي، أفراح إبليس، جبل الحلال، خطوط حمراء، سيدنا السيد، دهشة، وأخيرا موسى” الذي يعرض الآن خلال شهر رمضان.
في رأيك لماذا تواجه اللهجة الصعيدية في الدراما عامة والمسلسلات خاصة انتقادات كثيرة؟
اللهجة الصعيدية، لها أبعاد كثيرة، فكل قرية في الصعيد تتحدث لهجة تختلف عن غيرها سواء في النطق أو في الكلمات، وهو ما جعل البعض ينتقد اللغة التي يتحدث بها الممثلين في المسلسلات، فاللهجة الصعيدية تضم العديد من الكلمات والعبارات، وأصبحت موروثا لمعظم اللغات، فمثلا كلمة “خش” بمعنى ادخل، هي كلمة تركية في الأساس، وكلمة “أستاذ” يعني معلم هي كلمة فارسية تستخدم في قرى الصعيد.
أما بالنسبة للهجة الصعيدية فهناك على سبيل المثال المسافات الخمسة، مثل “اهني وهناك وهنكيتي وهنكة وابيهنكيتي”، تختلف من مكان لآخر، فضلا عن بعض الكلمات الأخرى التي تختلف من مكان لآخر، مثل “دلوق ودروق ودلقيت”.
وما هي اللهجة التي تستخدم في المسلسلات؟
نستخدم اللهجة القنائية، وذلك بالاتفاق مع محمد صفاء عامر، فاللهجة التي يتحدث بها أهالي قنا، هي الأقرب، كما أن الصعيد به محافظات ومراكز ومدن وقرى، ولكل منطقة لهجتها الخاصة بها، ولكن في المسلسلات نستخدم اللهجة القنائية، لأن نطقها سهلا ومميزا.
حدثنا عن أهم الصعوبات التي تواجهك في عملك؟
لكل مهنة صعوبات، ولكن تعليم اللهجة الصعيدية للممثلين صعب للغاية، بالرغم من حبهم لها، فهناك ممثلين يحاولون التحدث بطلاقة بهذه اللهجة، وهناك آخرون يفشلون في ذلك، فعلى سبيل المثال محمد رمضان، هو ممثل من أصل صعيدي قنائي يتحدث اللهجة ببراعة، وهذا ما ظهر في مسلسل “موسى”.
ولكن هناك صعوبات تواجهنا في تقبل المواطنين للهجة، فمثلا مسلسل موسى، تدور أحداثه في الأربعينات، فنقول “خابر” أي “عارف”، فخابر أقدم من عارف، وكل فترة لها لهجتها ومفرداتها الخاصة التي تتميز بها. فضلا عن أن هناك صعوبات تواجهنا، وهي القدرة على التفريق بين اللهجة الصعيدية واللهجة الفلاحي.
أمنية أخيرة لـ”حسن القناوي” يتمنى تحقيقها؟
حلمي الوحيد هو أن أصبح مثل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، اجتهد في عملي وأطوره بإتقان، وأيضا أشارك في الأعمال الفنية كممثل إلى جانب دوري كمصحح لغة ولهجة، التصحيح هو رمانة الميزان في الأعمال الدرامية.
2 تعليقات