ترشيح «مجمع الخالدين» حجازي لنوبل.. «كأن لم يكن»!
أثار إعلان الدكتور صلاح فضل، القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية، ترشيح الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي لجائزة نوبل للآداب عاصفة من الجدل في الوسط الثقافي، إذ طرح هذا الترشيح العديد من الأسئلة المتعلقة بأحقية ترشيح صاحب «مدينة بلا قلب» رغم توقفه عن كتابة الشعر لما يقرب من 40 عاما، ومحدودية تجربته الإبداعية مقارنة بأسماء أخرى في جيله والأجيال التالية له.. فضلا عن عدم التزام مجمع اللغة العربية بالحافظ على سرية الترشيح، وهو ما ينص عليه الخطاب المرسل لجهات الترشيح في العالم كله.
جائزة نوبل
الدكتور صلاح فضل قال لـ«باب مصر»: «أكاديمية نوبل ملتزمة بسرية الأسماء التي تصل إلى القوائم النهائية والمرشحين ومناقشات أعضاء اللجان، لكن الجهات التي لها حق الترشيح، من الممكن أن تعلن عن ترشيحاتها». الموقع الرسمي للجائزة يؤكد على سرية الترشيحات، وفي حال إعلان الجهة التي قامت بالترشيح عن أسماء مرشحيها يتم إلغاء الترشيح. وبالتالي يعتبر ترشيح المجمع لحجازي كأن لم يكن، بل ربما يفقد المجمع حق الترشيح في السنوات المقبلة، كما جرى مع اتحاد الكتاب، الذي منح حق الترشيح للجائزة منذ عام 2010 أثناء رئاسة الكاتب المسرحي محمد سلماوي له، ولكن مؤسسة نوبل لم تعد ترسل خطابا للاتحاد للترشيح منذ عامين. حاولنا الاتصال بالدكتور علاء عبدالهادي للتحقق من المعلومة التي أكدها لنا عضو من مجلس إدارة الاتحاد -اشترط عدم ذكر اسمه- ولكنه لم يرد على مكالماتنا.
سألنا الدكتور صلاح فضل: منذ متى يحق للمجمع الترشيح لنوبل؟
أجاب: «دخلت كعضو في المجمع عام 2003، وبعد عامين تلقينا خطابا من مؤسسة نوبل لترشيح أحد الأدباء للجائزة، وقتها اختارت هيئة المجلس الدكتور شوقي ضيف رئيس المجمع، وقد اعترضت على الاختيار، لا لشخص الدكتور ضيف الناقد ومؤرخ الأدب المهم، ولكن لأن الجائزة تعطى للمبدعين، وعندما أبديت رأيي وقتها للدكتور ضيف غضب منى ولم يقتنع بذلك، وأصر أعضاء المجمع على إرسال اسمه كمرشح لنوبل، ومن يومها لم ترسل مؤسسة نوبل أي خطابات للترشيح، كما أن الإدارة السابقة للمجمع لم تهتم بالأمر، وعندما وصلنا هذا العام خطاب يطلب ترشيح أحد الأدباء للجائزة، اخترنا الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي».
لماذا غاب بهاء طاهر؟
وحول اعتراضات داخل الوسط الثقافي بعدم ترشيح بهاء طاهر للجائزة.. أوضح فضل: «لم أتواصل مع بهاء طاهر، لكنه اختار الانسحاب منذ سنوات، بهاء كاتب كبير يستحق الترشح لنوبل مثله مثل حجازي، لكن حجازى أسبق منه وكان حاضرا وأكثر فاعلية خلال السنوات الأخيرة».
وعن أسباب اختياره لحجازي؟، أوضح فضل: «لم يكن قراري فرديا، ولكن اتخذت القرار بعد موافقة لجنة الآداب وهيئة المجلس بالمجمع، ولم يعترض عليه أحد، وقد رأيت أن الرواية أخذت نصيبها من الجائزة بحصول نجيب محفوظ عليها من قبل، وآن أوان الشعر لكي يحصل على نصيبه». ويوضح فضل أن الخطاب الذي أرسله المجمع إلى مؤسسة نوبل أوضح تفصيلا أسباب ترشيح حجازي.. ومن بينها كما جاء في الخطاب: «تزعم حجازي- بعد عودته إلى القاهرة من باريس منذ ثلاثة عقود حركة التنوير المصرية والعربية في مقالاته في كبريات الصحف، حيث دعا إلى التمسك بالدولة المدنية والفكر العلمي والتلاقح الثقافي بين الشرق والغرب، إلى جانب إبداعاته الشعرية التي اكتسبت قواما فكريا وفلسفيا ونضوجا بلاغيا عاليا، إلى جانب خصوصية معجمه الشعري، والارتقاء باللغة الشعرية بتوظيفه مستويات لغوية متعددة في فضاء القصيدة الواحدة، فضلا عن أنه أسهم في ترسيخ تجربة شعر التفعصلية وسيادته على بقية الأشكال، وتبنى إقامة بيت الشعر لاحتضان الأصوات الجديدة من الشعراء الشباب وتقديمهم، كما أنه ترأس تحرير المجلات الأدبية الكبرى مثل إبداع وأصدر عشرات الكتب عن الأجيال الجديدة من الشعراء، وأصبح من الرموز الكبرى في الأدب العربي».
آليات الترشيح
يحدد موقع جائزة نوبل آليات الترشيح والاختيار، حيث ترسل أكاديمية نوبل في سبتمبر من كل عام نحو 600 خطاب إلى عدد من المؤسسات الثقافية المستقلة، أو كليات الآداب وأقسام اللغات، أو الحاصلين السابقين على الجائزة لترشيح من يرونه يستحق الجائزة، في فبراير يغلق باب تقديم الترشيحات وتبدأ اللجان في استعراضها ووضع لائحة بالمقبولين منهم، وفي إبريل يتم وضع قائمة قصيرة تضم ما بين 15 و20 مرشحًا، يعتبرون كمرشحين أوليين، وبعدها تتوصل اللجنة لخمسة مرشحين نهائيين. وخلال الفترة ما بين يونيو وأغسطس، تبدأ اللجنة في قراءة أعمال المرشحين الخمسة خلال الصيف ويقوم كل عضو من أعضاء اللجنة بكتابة تقرير منفصل، بينما يناقش الأعضاء خلال سبتمبر الأعمال والتقارير المقدمة ومميزات المرشحين، بينما يتم اختيار المرشح الفائز في أكتوبر، ويتم تسليم الجوائز في ديسمبر.
وخلال تلك العملية، تفرض الأكاديمية قواعد صارمة علي أعضائها بعدم إفشاء أي معلومات حول المرشحين، ولا يقتصر الحظر على إعلان النتيجة ولكن يمتد الحظر لمدة 50 عاما على قائمة المرشحين كلهم، وكذلك التقارير المكتوبة وآراء أعضاء الأكاديمية حول منح الجائزة.
وكان الروائى محمد سلماوي قد استطاع أن يحصل لاتحاد كتاب مصر عام 2010 على ميزة الترشيح لجائزة نوبل.. وقد أوضح في تصريحات لـ«باب مصر» آلية اختيار المرشحين للجائزة أثناء رئاسته لاتحاد الكتاب: «حتى أستطيع الحفاظ على سرية الترشيح التي تتطلبها الجائزة، كنت أطلب من مجلس إدارة الاتحاد ومن لجنة الجوائز تحديد عشرة أسماء من مصر، ومثلها من الوطن العربي، حيث كان قرار أكاديمية نوبل منح اتحاد كتاب مصر حق تقديم ترشيح كتابا عربا، وكنت أختار من بين من يختارهم الاتحاد اسمين وأرسلهما للأكاديمية السويدية، ومن هنا استطعنا الحفاظ على سرية ترشيحاتنا».
اقرأ أيضا
انفراد| المصور الرسمي السابق للجائزة الأشهر: هكذا تخرج صور نوبل للعالم
3 تعليقات