«مش واخد حقه في الغربة».. مصرية وإيطالي يروجان للمطبخ المصري
ثقافة الطعام بما تتضمنه من معلومات ثقافية وتاريخية عن تاريخ كل أكلة، كان وسيلة الطاهية المصرية سارة عفيفي للترويج لمصر خلال إقامتها في إنجلترا، عبر سلسلة من مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية مع وترجمة باللغتين العربية والإيطالية، بالتعاون مع صديقها الشيف الإيطالي ستيفانو، لعرض طعام من المطبخ المصري وما يقابله في المطبخ الإيطالي، في فريق عمل مكون من شخصين فقط هما سارة وستيفانو، يقومان بالبحث والإعداد وجمع المعلومات والتصوير والترجمة.
الحياة في الغربة
تعيش سارة عفيفي في العاصمة البريطانية لندن منذ 14 عاما، سافرت مع زوجها المهندس المعماري لاستكمال دراساته العليا، بعد العثور على عمل مناسب قررا الاستقرار هناك وأنجبت طفليها، وتقول لـ«باب مصر»: “الحياة في الغربة ليست سهلة كما يظن البعض، أنا هنا برفقة أبنائي وزوجي نواجه الحياة بمفردنا، بدون مساعدة او دعم من أحد”.
اضطرت سارة، خريجة كلية التجارة باللغة الإنجليزية، للبحث عن عمل قبل عدة سنوات، يتناسب مع ظروفها، ولكن لم يتوافر بسهولة، “معظم الوظائف التي تقدمت إليها تطلب مني الحضور مثل العمل في بنك أو غيرها، حتى فكرت في استغلال مهاراتي في الطهي”.
المقادير الدقيقة التي تتقنها سارة والوصفات الشرقية الشهية دفعتها لبدء مشروع الطهي من المنزل لتوريد الأكلات للمطعم، ولكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعتها، “العمل مرهق جدا ويستغرق مني ساعات طويلة للإعداد”، لتقرر بعدها التخصص في إعداد الكعك، فالتحقت بدورة تدريبية استمرت ثلاثة أيام، كانت بداية معرفتها بشريكها في الطهي الإيطالي “ستيفانو”.
الشريك الإيطالي
بعد انتهاء الدورة التدريبية المتخصصة في إعداد وطهى الحلوى والكعك، توطدت علاقة ستيفانو الشيف الإيطالي، بزوجها والأبناء حتى أصبح جزءا من العائلة يجمعهم الغربة، فاقترحت عليه قبل عام تدشين قناة يشتركان فيها للترويج للمطبخ المصري الإيطالي، ولكن بسبب انشغال كل منهما بالعمل لم تتوافر فرصة التفرغ.
جائحة كورونا كانت الفرصة المناسبة، وتقول سارة: “أغلقت المطاعم وقتها وفقدت أنا وستيفانو عملنا في المطعم مما دفعنا للبدء في المشروع عبر موقع يوتيوب بعد شراء المعدات اللازمة، وكان الهدف الأساسي من القناة هو ثقافة الطعام، عبر العرض الثقافي والتاريخي للأكلات المصرية باللغة الإنجليزية”.
سارة عفيفي وستيفانو
دشن الثنائي مشروعهما على يوتيوب قبل ثلاثة أشهر ويحمل اسم “Culture Whisk”، والمقصود به خلط الثقافات، من خلال إعداد أكلات مصرية من المطبخ القديم، ويقوم ستيفانو بتجهيز الطعام المشابه له من المطبخ الإيطالي والعكس، وتقول: “تشجعت لتنفيذ الفكرة لأن لندن المدينة متعددة الثقافات تفتقر إلى الطعام المصري رغم أنه ذو مذاق مميز وفريد وتاريخ عريق وأعتقد أنه يجب أن يعرف العالم بأكمله عن المطبخ المصري”.
“أشعر أنني سفيرة لبلدي هنا”، هذا ما قالته سارة عن مشروعها لنشر ثقافة الطعام المصري، والذي بدوره قد يؤثر على السياحة، مثل بعض البلاد التي تفتقر إلى كل شئ عدا الطعام، وترى في تقديم وجبة واحدة من المطبخ المصري والإيطالي محاولة لإثبات التشابه بين البشر برغم اختلاف الثقافات والأديان والحضارات، “الطعام هو الامر الوحيد الذي لا خلاف عليه”.
المطبخ المصري
تقدم سارة نوع من الطعام المصري مع معلومات عن أصوله وتاريخه، وكيفية تطوره حتى وصلت بشكلها الحالي، مثل أم علي، الفول، الطعمية، الفتة وغيرها، وتقول: “خلال البحث نتفاجئ بأصول الأكلات مثل أكلة مصرية أصيلة ذات اصل عراقي أو أكلة إيطالية ذات أصل مصري وهكذا.. وأظن أن الأمر ممتعا لمحبي الحضارة والتاريخ والثقافة”.
لاقت القناة والوجبات المقدمة صدى وتداول على نطاق واسع، ومنهم إيطالي قرر تناول الفول مرتين أسبوعيا بعد إعجابه بهذه الأكلة المصرية، وتقول: “ردود الفعل رائعة، المصريين بالخارج راقت لهم الفكرة خاصة أن الأكل المصري “مش واخد حقه” في الخارج”، وتأمل سارة في الفترة المقبلة نشر الفكرة من خلال أكلة وعرضها في أكثر من بلد أخرى مثل المسقعة في مصر، توجد في إيطاليا باسم “بارمجيانا”، وفي اليونان باسم “موساكا” المستوحاة من المسقعة المصرية.
أكبر عقبة تواجهها سارة هي توافر المعلومات عن تاريخ المطبخ المصري، بسبب عدم توافر مراجع عن تاريخ الطعام المصري في لندن او لشرائه عبر الإنترنت، متمنية التعاون مع وزارة السياحة المصرية لتزويدها بالمطلوب من معلومات وصور، وتتمنى سارة أيضا تواجد المطبخ المصري في لندن بجودة عالية بمساعدة صديقها الإيطالي، “بالطبع نفكر في تأسيس مطعم للطعام المصري، ولكن هذه الخطوة تحتاج تفرغ كامل لست مستعدة له حاليا بسبب رعاية أبنائي”.
اقرأ أيضا