فيديو| بالتراث والأصالة.. “أوتومبيل” عصام يتحدى السيارات الحديثة في شوارع المنصورة
أصبح العالم في حالة حركة متسارعة ومتغيرة بانتظام، تتبدل أحواله وأشيائه سريعا، لذلك أصبح تغيير الممتلكات عند البعض ليس للضرورة فقط، وإنما ليواكب العصر ويلحق بالتقدم التكنولوجي المتسارع ليصبح الفرد متماشيا مع أحدث الصيحات العالمية، فيما يفضل البعض، وهم قليلون في الحقيقة، الاحتفاظ بكل ماهو قديم، حبا وحرصا عليه من الإندثار.
عصام موسى صادق، من أبناء مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، كان يعمل قديما في تجارة السيارات منذ 40 عاما مضت، وكان يحرص على استيراد الحديثة لعرضها للزبائن، أما حاليا فهو صاحب محل كاوتش بمنطقة الدراسات بالمنصورة.
يمتلك عصام سيارة كلاسيكية يرجع تاريخ تصنيعها إلى القرن الماضي، فئة “فيات 1100” موديل عام 1964، حيث يمتلكها عصام منذ ثلاثة عشر عاما، وهي من السيارات الكلاسيكية القليلة في مدينة المنصورة.
“أنا بحب كل حاجة قديمة وكمان بحب أحتفظ بأي حاجة قديمة، عشان بتبقى ذكرى جميلة” هكذا يبدأ عصام حديثه لـ”ولاد البلد” عن سيارته الكلاسيكية التي يطلق عليها “أوتومبيل” كما كان يطلق عليها قديما.
شغف السيارات الكلاسيكية
يقول عصام، أنا لست المشتري الأول للسيارة، قمت بشرائها منذ 13 عاما من مالكها الثالث، “لأني بحب العربيات، وكنت غاوي وعندي شغف بالموديلات القديمة للعربيات بالذات، لأنها بتستحمل ولافتة للنظر وقيمة وتراثية”.
مميزات السيارة الكلاسيكية
يرى عصام، أن السيارات القديمة تتميز بمظهرها المميز والملفت للنظر، كما أنها تحتوي على هيكل ذو صاج متين على عكس السيارات الحديثة التي يعيبها ضعف هيكلها، وتحظى بموتور أعلى في الكفاءة وبتكنولوجيا حديثة ومتطورة.
كما يرى عصام أن من مميزات السيارات الكلاسيكية أنها تتمتع بنظام الجر الخلفي، بينما الحديثة تعمل بنظام الجر الأمامي، بالإضافة إلى أن قطع غيار السيارات الكلاسيكية رخيصة الثمن وبعضها متوفر عن الحديثة.
يضيف عصام، أن السيارة كما هي لم يتم تغيير شيء فيها، وتعمل بالموتور الأصلي لها، وأتحرك بها من مكان لآخر، وأسافر بها أحيانا لمسافات طويلة، ولكنها في المسافات الطويلة أقل كفاءة من السيارة الحديثة.
مشكلات تواجه السيارات الكلاسيكية
ويشير عصام إلى أن المشكلات التي تواجه السيارات الكلاسيكية عديدة، منها، بعض قطع الغيار التي بدأت في الإنقراض، على حسب قوله، كما أن البعض يستغلون قلة قطع الغيار ويقومون باحتكارها لبيعها بأسعار مرتفعة، مضيفا أن الصنايعي يفضل العمل في السيارات الحديثة، لأن المبلغ الذي يحصل عليه منها يفوق المبلغ الذي يحصل عليه من السيارات القديمة، بالإضافة إلى عدم وجود صنايعية لديهم القدرة على التعامل مع أعطال السيارات القديمة، “نادرا لما تلاقي صنايعي يفهم فيهم عشان موديل قديم معندوش فكرة عنه”.
“أنا مش بس بحب العربيات القديمة، أنا عندي كاوتشات قديمة في منها اللي مر عليه 30 و40 و50 سنة، صناعة مصرية أيام ما كانت مصر بتصنعه، وكانت كاوتشات تيل مش سلك، كمان عندي 5 عملات ورقية أقدم واحدة من سنة 1898.”
يأتي لعصام من وقت للآخر مشتري للسيارة، ولكنه يرفض باستمرار بيعها مهما عرض عليه من مبالغ مرتفعة، “حتى لو الأوتومبيل مبقاش يمشي هاحتفظ بيه زي تحفة عندي لكن مش هبيعه”.
يحاول عصام الحفاظ على سيارته بقدر المستطاع، والتقليل من استهلاكها خاصة في المسافات الطويلة، كي لا تحتاج إلى صيانة من وقت إلى آخر، أو إلى قطع غيار جديدة.
تعليق واحد