صور| في معبد إسنا.. أسطورة الخلق وأسرار السماء 10 أمتار تحت الأرض
تصوير ـ أحمد دريم
عشرة أمتار تحت الأرض تستطيع من خلال سلم خشبي عبورها لتصل إلى مدخل تحفة فنية استغرق بنائها مايقرب من 400 عام في مدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر.
شُيد معبد إسنا على أطلال معبد قديم يرجع إلى عصر تحتمس الثالث، خاصة بعد عثور نقوش تحمل اسم الملك بالمعبد، أما الحالي فقد صُمم في عهد الملك بطليموس والملقب بـ”فليوماتر” أي المحب لأمه، ثم أضيف إليه قاعة أساطين في العصر الروماني.
أسرار الطقوس
يتسم معبد إسنا بفناء كبير وواجهة تتميز بالحوائط نصف الستائرية، ويقال إنها بُنيت كذلك كي تستر المعبد وتحافظ على أسرار الطقوس التي كانت تؤدى بداخله، حسبما يشير دكتور أحمد حسن، مدير منطقة آثار إسنا وأرمنت.
ويفيد حسن، أنه أضيف إلى المعبد في العصر الروماني قاعة أساطين ترجع لعصر الإمبراطور الروماني (كلاديوس) 40 ميلادية، وتمت زخرفة الصالة في عصر كل من فيسبسيان وتراجان وهادريان وكراكلا وجيتا وكموندس، بينما كانت آخِر نقوشها في عهد الإمبراطور ديكيوس حوالي سنة 249 م، أي أن بنائه وزخرفتة استغرق 400 عام بداية من عام 181 ق.م- عام 250 م.
طريقة النحت
ينتصف واجهة المعبد بابًا يمثل مدخلًا إلى صالة الأعمدة، ويصفها الدكتور السيد رشدي، رئيس قسم التاريخ بآداب بنها، بأنها من أجمل صالات الأعمدة في مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقائها في حالة جيدة.
يضيف رشدي، قسمت جدران معبد إسنا الداخلية والخارجية إلى سجلات أو صفوف أربعة بكل سجل منظر متكامل بذاته وتمثل مناظر المعبد بصورة عامة الملوك البطالمة في الجدار الغربي والأباطرة الرومان في هيئات فرعونية وهم يقدمون الهبات والقرابين والزهور المقدسة لآلهة المعبد “خنوم -منحيت- نيبوت”.
بينما يؤكد حسن أن المعبد كرس لعبادة المعبود خنوم الذي مثل برأس كبش وجسد إنسان، ويعرف باسم خالق البشر من الصلصال، وزوجاته “منحيت ونيبوت”، مشيرًا إلى أن المعبد يعد من أجمل وأهم المعابد في مصر ويتكون من 24 عمودًا ويختلف تاج كل عمود عن الآخر ما يعكس عبقرية الفنان المصري في هذه الآونة.
ويلفت إلى أن المناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة في تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العالم وأصل الحياة، بالإضافة إلى التضرعات والتراتيل الدينية وأعياد الأله خنوم ومناظر فلكية ومناظر تأسيس المعبد ومناظر سحرية تمثل صيد وقتل الأرواح الشريرة وهزيمة الأعداء.
أما بعض المشاهد الخاصة بسقف المعبد؛ يشير رشدي إلى أنها تمثل الإله نوت لهذا تضم السماء وحيوانات خرافية لها مغزى سحري، كما توجد مناظر فلكية تمثل الأبراج السماوية في سقف الجزء الجنوبي للمعبد وفي سقف الجزء الشمالي، يمثل أيام السنة عند المصريين القدماء متمثلًا في 18 مركبًا على كل جانب وكل مركب تمثل 10 أيام بما يعادل جمعها 360 يومًا، أما الخمسة أيام الأخرى فكانت مخصصة للاحتفالات بأعياد إلهة الخمسة الكبرى سراهم أمام الإله خنوم إله المعبد بحجم كبير.
أما في الواجهة الغربية “مدخل المعبد القديم” ففي أعلاها منظر رئيسي يمثل الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان بالزي الإلهي داخل قرص الشمس سيد إسنا، ويعني هذا المنظر أن الإله خنوم محمي من قبل الإله رع.
وفي الجزء الجنوبي من الواجهة الغربية نجد منظر الملك بطليموس منشىء المعبد بهيئة فرعونية وهو يقدم رمز الإله خنوم إله المعبد، وبجواره منظر يمثل زوجته كليوباترا واسمها داخل خرطوش ملكي، على أن من أهم مناظر المعبد يوجد في نفس هذا الجانب وهو يمثل قصة خلق الكون ووظيفة الإله خنوم في هذه القصة وهي صانع البشر من الصلصال على عجلة الفخراني.
داخل المياه الأزلية
في هذا المنظر يمثل خنوم جالسًا على العرش وهو يقوم بخلق جسد الإنسان من الصلصال على عجلة الفخراني ثم يقوم بخلق القرين أو الروح، ثم نجد الطفل بعد اكتمال نموه داخل المياه الأزلية أو داخل رحم الأم وهو يتأهب للخروج للعالم الجديد، ثم نجد الأم الحامل في جلسة استرخاء للولادة ونلاحظ انتفاخ البطن والطفل متدلي منها، وفي النهاية نجد شخصًا مساعدًا يرفع الوليد الجديد ويقدمه للآلهة.
2 تعليقات