5 معلومات عن صيام عيد الميلاد
بدأ آلاف الأقباط في مدن وقرى محافظة قنا، الجمعة، صوم “الميلاد” الذي يسبق الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، في الـ7 من يناير القادم، وذلك لمدة 43 يومًا، وفقًا لطقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأوضح فتحي صليب، شيخ البلد بقرية السلامية بنجع حمادي، أن فكرة صوم الميلاد هي اقتداء بصوم النبي موسى، الذي صام حتى تسلم وحي الله.
وذكر صليب أن عدد أيام الصيام كان 40 يومًا، ثم جعله البابا إبرام بن زرعة 43 يومًا، بعد قصة المأمور الذي طلب نقل جبل المقطم، فدعى الأقباط وصاموا 3 أيام، داعين الله أن ينقل جبل المقطم من مكانه أيام القديس سمعان الخراز، وهي كالتالي:
قصة نقل جبل القطم
في عهد المعز لدين الله الفاطمي، والذي يعرف بحبه لمجالس الأدب والمباحثات الدينية، كان هناك رجلاً يهوديًا متعصبًا يدعى “يعقوب بن كلس” اعتنق الإسلام لينال منصبه، وكان كارهًا للمسيحيين وخاصة “قزمان بن مينا الشهير بأبو اليمن”، وكانت هناك مناظرة بين الأب البطريرك ومعه الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين “بالصعيد” وبين اليهود.
وأثناء المناظرة غضب اليهود والوزير بن كلس وصديقه موسى من اتهام الأسقف لليهود بالجهل، مستشهدًا بالآية القائلة: “الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!” (إش3:1)، وبدأ كل منهم في البحث عن آية ترد لهم اعتبارهم في الإنجيل فوجدوا “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم.” (مت 20:17).
وأسرع بإطلاع الخليفة عليها، وطلب منه أن يجعل النصارى يثبتون صحة هذا الكلام، فأعجب الخليفة بالفكرة، وخاصة أنه فكَّر في إزاحة الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة “القاهرة”، أما إذا عجز النصارى عن تنفيذ هذا الكلام، فهذا دليل على بُطلان دينهم.
فأرسل الخليفة للبابا وخيره بين تنفيذ الوصية أو اعتناق الإسلام أو ترك البلاد أو الموت، فطلب البابا مهلة 3 أيام، ونادى بصوم واعتكاف إلى جميع الشعب، وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا، وأرشدته بأن يخرج، والرجل الحامل الجرة الذي سيراه هو الذي سيتمم المعجزة على يديه.
خرج البابا فوجد القديس سمعان والذي طلب منه أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة، ويصلي صلاة القداس وهم يحملون الأناجيل والصلبان والشموع، وهو سيقف معهم خلف البابا كواحد من الشعب وبعد ذلك يجب على البابا بالسجود مع الكهنة، ويرشم الجبل بعلامة الصليب المقدسة وسيرى مجد الله، وبعد رفع يد البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة، إذ بزلزلة عظيمة تحدث، ومع كل قيام من سجدة يرتفع الجبل، ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من تحته وهو يتحرك، وانزاحت الغُمة.
لوح العهد
وأضاف، أن الصلوات والوعظ قائمين طوال أيام الصيام، مشيرًا إلى أن هناك شهر اسمه “كهيك” أو الشهر الماريمي، والذي تقام ليلة التسابيح في منتصفه الموافق 24 ديسمبر، وتدعى “لوح العهد” وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من الخشب يكرس بالميرون “قارورة تحفظ في علبة أخرى وتحفظ في الهيكل أو فوق المذبح”، وعليه رسوم الصليب في أركانه ووسطه واسم يسوع وبعض آيات، ويشترط لوجود هذا اللوح على المذبح لإمكان التقديس، كما يمكن التقديس عليه بمفرده في حالات الضرورة القصوى ليحل محل المذبح، إذا كانوا يحملونه في أيام الاضطهاد ويكلمون عليه صلاة القداس إذا ما هوجمت الكنيسة، وعلى هذا الأساس أمكن إقامة القداسات في القرى البعيدة عن الكنائس والبلاد النائية في الصحاري مع تخصيص المنضدة التي سيوضح عليها اللوح للصلاة فقط فلا تستعمل لأمر آخر.
وأكد صليب مشاركة المسلمين للمسيحيين بالقرية في الاحتفالات والصيام.
وأوضح أن صوم الميلاد، حسب طقس الكنيسة القبطية، هو صوم من الدرجة الثانية، حيث يمتنع الصائمون عن أكل اللحوم ويسمح فيه بأكل السمك كافة أيام الأسبوع تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم، ولكثرة الأصوام في الكنيسة القبطية، حوالي 200 يومًا في السنة، ما عدا الأربعاء والجمعة وفي الصوم الكبير لأنهما صوم من الدرجة الأولى، وينتهي بحلول عيد الميلاد المجيد في السابع من يناير، وفقًا لتقويم الكنائس الشرقية.