صور| هناء شعبان.. أصغر صانعة فخار بقرية بتونس
“حبتها كفن وهواية من حلاوتها”.. بهذة الكلمات بدأت الحديث هناء شعبان ابنة قرية تونس بالفيوم، صاحبة الـ21سنة، وأصغر صانعة فخار بمدرسة الفخاربالقرية.
هناء شعبان، حصلت على شهادة الثانوية التجارية، وأثناء دراستها كانت تخرج من المدرسة بعد الظهريوميا، وتذهب إلى مصنع مدرسة الفخار بقرية تونس، ومن هنا بدأت تكتسب الحرفة بشكل مبكر، وبعد أن اكتسبت الحرفة من الأجيال القديمة داخل مدرسة الفخار، بدأت في عمل بعض الأشكال المصنوعة من الفخار ومنها الحيوانات الفخارية، ثم تدرجت إلي صناعة الكبايات من الفخار وبعض الأشكال الأخرى حتي طورت من نفسها وبدأت العمل علي ماكينة الدولاب.
تحكي “هناء” قصة كفاحها قائلة: أول مرة زرت مدرسة الفخار بقرية تونس كنت أبلغ من العمر 9 سنوات، وبدأت في تعلم صناعة الفخار منذ سن الـ9 سنوات، ومنذ وقتها أحببته كفن وليس كصنعة.
وتتابع “هناء” بأن وقتها موزع ما بين قضاء احتياجات منزلها وتربية طفلتها الصغيرة، ومراعاة زوجها الذي هو صديقها في ذات المدرسة أيضًا، بجانب عملها في الورشة.
وتؤكد أنها ستواصل التعليم في مجال الفخار، بعد أن حصلت على شهادة الثانوية التجارية.
“أعمل أنا وزوجي في ورشة واحدة، في مدرسة الفخار بقرية تونس، ونساعد بعضنا البعض، فزوجي يعمل فخار يدوي، وأنا أعمل على ماكينة الدولاب” تقول هناء.
وتلفت الفتاة إلى أن ماكينة الدولاب عبارة عن ماكينة تشبة ماكينة الخياطة تمامًا، تعمل بالضغط على أسفل الماكينة حتى تدور وتشكل عجينة الطينة بحسب الشكل المطلوب مثل الأطباق الكبيرة، والكبايات، والفازات.
أما الأعمال اليدوية من الفخار التي لا يستخدم فيها ماكينة الدولاب، فيقتصر دورها على تصميم أشكال مثل الصبانات والملاحات، والحيوانات فقط.
وتعبر هناء “تعلمت حرفة الفخار من خلال تدريب الأجيال السابقة، فأول جيل فتح ورش فخار خارج المدرسة، وثاني جيل مكون من شباب وفتيات وهو من يقوم بتدريبنا في المدرسة من خلال تدريبات صيفية في إجازة المدرسة وبعد اجتياز التدريبات يتم عقد اختبار والذي يجتازة يستمر في العمل بدون أي شروط”.
مراحل الفخار
وعن مراحل تصنيع الفخار تقول صاحبة الحرفة إن “أول مرحلة من مراحل صناعة الفخار هي إحضار الطينة ونضعها داخل أحواض ماء، ثم نضعها على ميكنة الدولاب حتى تأخذ الشكل المطلوب وتشكيل القطع، وبعدها يتم تنشيف القطع من الماء، ثم نسلط القطعة تحت أشعة الشمس أعلى تربيزات من الخشب، حتي تنشف في حوش المدرسة، ثم آخر مرحلة وهي إدخال القطع داخل الفرن”.
وتختم أصغر مصنعة فخار بالفيوم حديثها بفرحة قائلة: “محدش ضعط عليا في مهنة صناعة الفخار، نزلتها بنفسي وعن رغبة شديدة، ونفسي أكمل مساري في الفخار وأن أمتلك ورشة أنا وزوجي وسأكافح حتي أحقق هذا الأمل حتى لو بعد أعوام”.
تعليق واحد