صور ومستندات| «إيليت» يعمل ولا نية لإغلاقه
في شارع صفية زغلول بمحطة الرمل يقع مطعم “إيليت”، الذي تزين جدرانه الداخلية مجموعة من اللوحات الزيتية التراثية، التي لا تقدر بثمن.
بالرغم من تجديد المطعم وإعادته إلى شكله التراثي السابق في الشهور الأخيرة الماضية، وإعادة افتتاحه بعد إغلاقه، إلا أنه منذ أيام تداولت صفحات على “الفيسبوك” صورًا للمطعم، ملحقة بتعليقات تشير إلى النية لإغلاقه وهدمه ضمن سلسلة هدم المباني التراثية في الآونة الأخيرة.
ميشيل شمس، وكيل أليكس ديمتري، من ورثة مطعم إيليت، أكد لـ”ولاد البلد” أنها مجرد شائعة، وأشار في تصريح سابق أنه لا نية للتنازل عن المطعم، كما أوضح أنه تم إعادته إلى شكله التراثي القديم الأبيض والأزرق وإزالة أغلب التعديات، وحل مشكلة التراخيص مع السياحة بشكل مؤقت، الذين سمحوا بافتتاحه كمهلة شهرين حتى استكمال التراخيص، وللأسف لم يتم استكمالها حتى الآن من قبل الشركة الموكلة بالإدارة من الوريثة إيريني، التي من المفترض أن تنهي عقد الإدارة ويؤول إلى ورثته مباشرة – على حد قوله.
ويوضح محمد ماهر، مدير مطعم إيليت بتوكيل من الوريثة إيريني، أن كل ما تداول على مواقع التواصل الاجتماعي من هدم إيليت مجرد شائعة وصور قديمة، وبالنسبة للتراخيص فلقد قمنا بتجديد التراخيص مع السياحة ولا صحة أن التراخيص انتهت ولم تجدد، فالمطعم يعمل ولا نية لإغلاقه.
ويستنكر شمس الكثير من المشكلات التي تواجهه كونه وكيل أليكس ديمتري، لوجود خلافات قضائية بين ديمتري الفنان التشكيلي وإيرني أخته ورثة مالكته اليونانية السيدة كريستينا التي توفيت عام 2005، فالمطعم حاليا موكل بالإدارة من أحد الأشخاص التابع لإيرني من الورثة، ومن المفترض أنه بانتهاء عقد الشركة يؤول إلى الورثة مباشرة “دميتري وإيريني”، لأنه شركة توصية بسيطة لا تورث بعد وفاة ورثة كرستين وتعود الأرض في هذه الحالة إلى مالكيها الأصليين الكنيسة اليونانية.
ويتابع: “حرصا على الحفاظ على إيليت قمت بتقديم شكوى للأمن الصناعي والإدارة الهندسية لإزالة التعدي الجهة الخلفية لإيليت، حيث فتح شباك في الخلف وبني بالأسمنت المسلح على السلم التراثي الخلفي لإيليت، مؤكدًا أنه لن يهدم إيليت إلا في حالتين إما وفاة الورثة فستعود الأرض لمالكها وفي هذه الحالة لهم حق التصرف في المبنى، أو للمنفعة العامة لشق طرق أو ما شابه ذلك وذلك بموجب القانون.
وفي تصريح سابق لـ”ولاد البلد” عن القيمة التراثية لمطعم “إيليت” وشارع صفية زغلول وارتباطه بذكريات لديها تقول الزهراء عادل أحمد، مرشدة سياحية، باحثة في تراث الإسكندرية، شارع صفية زغلول (المسلة سابقا) أشهر شوارع الإسكندرية، ومرتبط بذكرياتنا الجميلة منذ الطفولة، اشتهر بالسينيمات المميزة مثل سينما مترو وسينما ريالات، والتي مع الأسف تعرضت للهدم دون سبب واضح، وتغيرت معالم الشارع.
وتتابع الزهراء: من المعروف أن معظم مباني الشارع في المنطقة ما بين شارع السلطان حسين وشارع فؤاد، هي ملك الكنيسة اليونانية، وهي من تبيع الأراضي الآن لبعض الشركات المهتمة بالاستثمار العقاري، بغض النظر عن الأهمية التاريخية للمباني وتراث المدينة.
وتشير الزهراء إلى أن مطعم وبار إيليت يعد ضمن أشهر الأماكن التراثية بشارع المسلة، كان يسمى بالكشك الخشبي أو المركب، فقد أسسه الخواجة اليوناني فيليب كوستانتينو، في أوائل القرن العشرين، واستأجر الأرض من الكنيسة اليونانية المالكة عام 1953، وعمل فيه مع مدام كرستين وإيريني وكانت تديره مدام كرستين وزوجها ميخال إلى أن رحلت في عام 2005 ودفنت بمقابر الجالية اليونانية بالإسكندرية، وكانت من المهتمين بالشعر والفن وكانت من أكثر المحبين للشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس.
2 تعليقات