حكاية بيت المعمار المصري.. في فعاليات حملة «عمارة البلد»
تصوير: محمد الجزار
بدأت فعاليات حملة عمارة البلد، الأسبوع الثاني بتدريب بعنوان “أساسيات التصوير الصحفي” قدمها مصطفي درويش، المصور الصحفي، بحضور عدد من الطلاب من الجامعة الكندية وهواه فى التصوير والإخراج والمسرح أيضًا.
أوضح المصور للحاضرين طرق التصوير وأخلاقياته وما يجب تجنبه أثناء التصوير الصحفي وأهمه اختيار الحرص على اختيار صورة غير مفهومة أو وواضحة للقاري وتكون بعيد عن صلب الحدث.
استمرت الدورة ساعتين شملت جانب نظري وعملى على أفضل طرق التصوير أيضًا، وتلها محاضرة وعرض لفيلم تسجيلي عن مولد السيدة عائشة مع مخرجه الأستاذ حسن الجريتلي، والذي يدور حول مولد السيدة عائشة وما يحدث فيها من مواقف عدة، ثم قام المخرج بشرح كواليس الفيلم.
المخرج حسن الجريتلي أوضح أنه يهتم بما يسمى بالديانة الشعبية، مضيفًا أنه على الرغم من أن الفيلم عرض أغلب المشاهد التي تدور داخل المولد إلا أنه هناك عدد من المشاهد لم تتاح له الفرصة أن يلتقطها،
لم تكن الدورات التدريبية هي فقط محور اليوم إلا أن المؤسسة نظمت جولة حرة و”تمشيات” لزيادة الوعي المعرفي بما تحتويه بلدنا من طراز معماري عتيق.
“بني في العصر المملوكي وسكنه حسن فتحي، الذي عرف بشيخ المعماريين المصريين واشتهر بعمارة الفقراء، أطلق عليه ذلك المصطلح عندما نقل سكان قرية القرنة في الأقصر إلى منازل نوبية، ذات تصميم أقرب للبيوت المصرية القديمة”.. بطريقة سرد تأخذك إلى عالم الأساطير بدأت أميرة النشوقاتي، رئيس قسم الثقافة والتراث بمؤسسة ولاد البلد، وبالأهرام ويكلي، حكاية بيت المعماري المصري.
جاء ذلك في الجولة الثالثة لحملة “عمارة البلد.. هوية لا تستحق الهدم”، التي تنظمها مؤسسة “ولاد البلد”.
عقب آذان الظهر انطلقت الحملة في شارع شيخون، مرورا بالقلعة وجامعي السلطان حسن والرفاعي، إلى أن توقفنا أمام لافتة “بيت المعماري المصري”، ليدخل الفريق إلى صحن أوسط مكشوف يحيط به من أعلى شبابيك خشبية ويعرف “وسط البيت”.
نقف هنا قليلًا صامتين للنظر بأعيننا بشكل دائري إلى ما يحيط بنا من طراز معماري لا مثيل له، لتبدأ النشوقاتي مرة أخرى في الحديث عن المنزل، والذي كتبت حكايته من الآخر إلى الأول، من آخر شخص سكن فيه وهو حسن فتحي “شيخ المعماريين”، رجوعًا بالتاريخ إلى بداية إنشاء المنزل.
عمارة المنزل
لمس حسن فتحي في المنزل البعد المعماري القديم والمميز، فقرر أن يسكن فيه، وبعد وفاته تحول البيت لمتحف حسن فتحي يضم جميع متعلقاته، بالإضافة إلى تاريخ المعمار المصري من وقت الفراعنة حتى الآن، ومتحف لكروت البريد المصرية، ومتحف لزميله المعماري الرائد رمسيس ويصا واصف.
بعد التعرف على المنزل تجولنا داخله، فالمنزل لم يحتوي فقط على متعلقاته وكل تفصيلة خاصة بالفنان حسن فتحي، إلا أن أدواره الداخلية لازالت تحمل روح الفنان، والتي خلدت هنا بين أشيائة، كالتليفون القرص وأقلامه والأنتريه وكل ما يخصه.
حسن فتحي
ولد عام 1900 وتخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة، واهتم بدراسة التاريخ المعماري المصري والعربي، لأنه يرى أنه يعبر عن البيئة وله منفعة بالإضافة إلى جماله، في حديث تليفزيوني تحدث عن أن تخطيط المدن المصرية مقصود فيه تصميم الشوارع بطريقة دخول وخروج، بحيت يصبح الأفق مفتوح حماية للحي من التلوث، وهي نفس فكرة البيوت العربية والمصرية، والتي تتكون من صحن، يكون منفذًا للهواء الجاري يحميها من الحر والتلوث صباحًا، ويسمح بدخول الهواء الرطب ليلًا،
حسن فتحي كان يؤمن ببساطة وتراث المعماري المصري النوبي، والذي هو أقرب للمصري القديم الفرعوني.
رمسيس ويصا
توضح النشوقاتي أن المنزل ضم أيضًا متحف لزميله المعماري الرائد رمسيس ويصا، يحتوي على ماكيتات لمشاريع خاصة، ماكيت للعمارة القبطية والإسلامية.
رمسيس ويصا واصف ولد عام 1911، ودرس فنون العمارة في باريس، وكان متحيز جدا للعمارة المصرية البدائية التي يبني بها الناس بيدهم مثل المصريين الأوائل.
ظل ويصا واصف يؤمن بأن قدرة الإنسان على الإبداع الفطري لم تستغل كما ينبغي حتى وفاته، كان هذا الإيمان دافعا قويا في تشكيل هويته المعمارية التي تعتمد على تنمية حاسة الإبداع الفطري عند كل إنسان أيا كانت درجة تعليمه ومؤهلاته.
انطلاقا من هذه الفكرة لجأ ويصا واصف إلى خوض تجربته الفريدة في قرية الحرانية على أطراف الجيزة، إذ قام بتقسيم مجموعات عمل من أطفال القرية تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، وألحقهم بمركز فنون السجاد بالقرية الصغيرة، يعتمد المركز على المنهجية التجريبية في الفن، فلا توجد رسومات أو مخططات مسبقة لشكل العمل الفني الذي يقوم به الصغار، بل إن الأمر كله متروك لملكة الإبداع الفطري التي ولدت معهم بشكل تلقائي.
بعد وفاة ويصا واصف عام 1974 تعهدت زوجته وأولاده بالعمل والإشراف على المركز مستكملين حلم الفنان المصري في أن يصبح كل إنسان في الحرانية فنان بالفطرة؛ يخرج أعمالا متفردة يستحيل تكرارها مرتين تحمل المعنى الحقيقي للإبداع الفني البعيد عن التنظير والمنهجيات المنظمة، كما نجح خلفاء ويصا واصف في إضافة العديد من الصناعات اليدوية الأخرى مثل صناعات الخزف اليدوي والأغطية والملابس اليدوية.
الورشة التدريبية
نظمت الحملة أيضًا خلال يوم الخميس الماضي، فعاليات الدورة الثالثة بعنوان “أساسيات تصوير الفيديو الصحفي”، بمكتبة الحضارة الإسلامية، في حضور أسامة الورداني، والمخرج أيمن مكرم، ضمن فعاليات حملة عمارة البلد والتي تستمر حتى 11 مارس الحالي.
بدأت الورشة التدريبية والتي جاءت بعنوان “أساسيات تصوير الفيديو الصفحي”، أوضح فيها أيمن مكرم، المخرج، بضرورة معرفة إمكانيات الكاميرا، لكي يكون المصور في حالة استعداد دائم للتصوير خاصة في الأحداث المتحركة.
وأشار مكرم إلى أنه في حالة التصوير سواء كان تصوير فيلم وثائقي أو تسجيلي أو روائي، لابد من معرفة أن القصة تتكون من بداية ووسط ونهاية، مع مراعاة تحديد أولويات القصة والعمل على بلورة فكرة، والتي لابد من كتابتها لأنه عامل هام لتصوير الفيديو، مما يؤدي إلى عمل معالجة سليمة للموضوع، مشيرًا إلى أنه لا يوجد قاعدة ثابتة للتصوير ولكن هناك أساسيات.
تعليق واحد