قصر الباشا.. زاره الخديوي عباس حلمي.. المشربيات والمنامة ما يميزه
كتب – حسن فتحي وإلهام علي ونورا منصور
يقع قصر الباشا على مساحة 12 قيراطًا بشارع الباشا الذي أطلق على اسمه بوسط قرية النخيلة التابعة لمدينة أبوتيج في أسيوط، يتميز بشكله المعماري الكبير ذات الطراز الفاطمي الذي يتحلى بالمشربيات النصف دائرية الفريدة.
يتكون قصر مصطفى خليفة باشا من طابقين بهما مشربية داخل حرم القصر بها زجاج ملون، و4 مشربيات على الشارع الرئيسي من الطراز الفريد النصف دائرية، وحوائط القصر بالطوب الأحمر المبني بالحمرة والجير لارتفاع متر، وبعد ذلك بالطوب الأحمر الذي يتوسطه الطوب اللبني بالطينة لترطيبه صيفا وعزل أشعة للشمس.
في الناحية الغربية للقصر والمطلة على الفناء يظهر تهدم أجزاء من المبنى الرئيسي للقصر، والتي تبعثرت أحجار الطوب اللبني القديم بها، فضلًا عن تهالك الأبواب المطلة على الشارع الرئيسي نتيجة لهو الأطفال ولعب الكرة، ويواجه قصر الباشا من الناحية البحرية الكارة وهي حظيرة للمواشي والتي تتميز بأسوارها العالية التي تحتوي على فتحات دائرية لتهوية الحظيرة.
يقول حسين علي محروس، شيخ بلد قرية النخيلة، إن قصر الباشا بناه شيخ العرب خليفة مصطفى علي عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن موسى أبونصير حاكم طرابلس، والذي نزحت عائلة نصير إلى مصر واستوطنت في عدة أماكن بها بعد قيام ثورة لبنان.
وتابع محروس: أن بعد ذلك أنجب ابنه مصطفى باشا خليفة، والذي عين عمدة على قرية النخيلة في سن مبكر، وحصل على البهوية وأصبح عضو في مجلس الأعيان وبعدها جاء إليه الخديوي عباس حلمي الثاني، حاكم مصر في عام 1909، ومنحه رتبة البشوية بقرية النخيلة وهناك أبيات شعرية قالها فيه شيخ المؤلفين بالقرية الشيخ محمد يونس القاضي، مؤلف نشيد (بلادي.. بلادي) بحضور بشوات وأعيان البلاد.
تاريخ إنشاء قصر الباشا
يضيف شيخ القرية أن قصر الباشا يرجع تاريخ إنشائه إلى أكثر من 160 عامًا، والذي يضم مبنى ديوان السلاملك لاستقبال الضيوف، ويطلق عليه دوار ومصمم بالأربيكس والأعمدة الخشبية القديمة، ويقع بالجزء الغربي وهذا خاص بالضيوف، أما الجزء الشرقي فيحتوي على الحرملك وهو مكان مخصص للسيدات.
المصلى
في أقصى الجزء الغربي للقصر أنشأ الباشا مصلى تابع للقصر بالطوب الخرفش، ولكنها هدمت مع الزمن وأنشأ ابنه جمال الدين باشا مصطفى، عضو مجلس النواب وعمدة القرية سابقا في مكان آخر بالقرية مسجدا مواجه للقصر من الناحية البحرية.
المنامة
يشير محروس إلى أنه بعد وفاة مصطفى باشا خليفة عام 1935، أنشأ ابناه منامة لدفن والدهم في أقصى الناحية الغربية للقصر، والتي صممت من الداخل بالرخام الخالص ومطلية بماء الذهب من الطراز الفريد الذي يضم النقوش المعمارية المختلفة، وكانت ساحة تفصل بين المنامة والقصر يعقد فيها الندوات الثقافية والأمسيات الليلية للفلاحين وخصوصًا عندما يأتي الفيضان.
ويوضح شيخ القرية أن الباشا كان لديه 6 أبناء هم: فريد الأكبر وكان عمدة القرية بعد رحيل والده ومات في عمر الشباب وترك 3 أولاد، وله 3 زيجات وعلى أفندي وكيل العمدية، وحسن ومحمد وجمال وعبدالرحمن وصاروا جميعهم أعضاء مجلس نواب عن حزب الوفد، وكان لصاحب القصر ذهبيتين في النيل إحداهما خاص به والثانية أهداها له سمو الأمير محمد علي ابن الخديوي توفيق الذي كان صديقه.