من النحاس إلى الألمونيوم.. مراحل تصنيع «قدر الفول»
تصوير: أحمد دريم
من منًا لم يأكل “الفول” في الصباح ليبدأ يومه الشاق، سواء بالعمل أو الدراسة أو حتى الأعمال المنزلية، فهي الوجبة المفضلة التي يقف من أجلها البعض في طابور ليأخذ نصيبه اليومي من قدرة الفول، ولكن لم يفكر أحد فينًا من أين أتت تلك الـ”قدرة”، ومن صانعها.
في سوق القيسارية يجلس أحمد مصطفى، الرجل الستيني من عمره، في ورشته الصغيرة، والتي هي عالمه الكبير ومصدر رزقه الوحيد، ليصنع لنا “قدرة الفول” قائلًا: “مهنتي ومهنة أجدادي هي صناعة قدرة الفول، فقد شربت الحرفة منهم، وسرت على نهجهم وهو صناعة القدر يدويًا دون استخدام أي إمكانيات، ففي البداية كنت أعمل بالنحاس، ولكن مع مرور الوقت انقرض النحاس فاشتغلنا في الألمونيوم “بنصنع أي حاجة حديثة يدويًا أي خامات نشتغل فيها كمان”.
“قدرة الفول والبليلة وهلال الجامع”.. هكذا يوضح مصطفى أنواع ما يقوم بصنعه، موضحًا أنه يستغرق يومًا كاملا في صناعة قدرة فول كبيرة، أما إذا كان الحجم صغير فيقوم بصنع قدرتين في اليوم، مشيرًا إلى أن الفرق بين قدرة الفول والبليلة التكوين، فالأولى تتكون من جزء واحد أما البليلة جزئين “زي الحلة وغطاها”.
أما عن تمسكه بالعمل اليدوي دون تدخل المكن الحديث فيضيف العم “كل حاجة ليها وضع، وليها طريقة وأحنا أتعودنا نشتغل بأيدينا حتى في صناعة الألمونيوم الثقيل الذي يزن 6 كيلو أو أكثر”.
وكأنها الدرع الثالث له من بداية الحديث وهي لا تفارق يده إنها “المطرقة” وهي الآلة الأساسية والمساعد القوي له في صناعة القدر، فيشرح هنا تفاصيل الصنعة قائلًا “بنعمل قدرة الفول نشكلها من عجان أو قرص خام الألمونيوم نجمعه على إيدينا ونبدأ في الطرق والتشكيل حسب طلب الزبون”.
وعن المشاكل التي تواجهه في الصنعة يوضح مصطفى أن أغلبها ينحصر في قلة عملية البيع والشراء وتأثرها بضعف إقبال المواطنين على الشراء بوجه عام “السوق مريح”.
ويتمنى العم أحمد في نهاية الحديث من الشباب عدم الاستسلام لقلة توفر فرص العمل، والبحث عن الأعمال اليدوية، التي قد تتطلب جهد كبير، ولكنها عمل شريف يضيف لصاحبه الكثير وقد يجعل منه مميز مع مرور الأيام.
2 تعليقات