8 معلومات عن “سُمهود” البلد التي لا يأكل زراعتها الفأر
“سمهود” واحدة من أكبر قرى مركز أبوتشت بمحافظة قنا من حيث التعداد، وهي القرية المشهورة بأنه “لا يأكل زراعتها الفأر”.
قرية “سُمْهُود” بسين مضمومة، وميم ساكنة، وهاء مضمومة، وهي قرية قديمة بعيدة عن شاطئ النيل الغربي، واسمها الفرعوني يعنى اتحاد العرش.
كان اسمها في العصر القبطي، بحسب ما يُذكر في عدة مخطوطاتsemhout ، مع إضافة أداة التعريف تصبح psemhout، ومنه اشتق اسمها العربي الحالي سمهود.
ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان باسم “سَمهوط”، بفتح السين وسكون الميم، كما ذكرها ابن ممات بأنها أعمال “القوصية”.
بسبب اتساعها وكثرة نجوعها وسكانها، قُسمت عام 1832 إلى خمس نواح، وهي سمهود، والبحري سمهود، والقبلي سمهود، والأوسط سمهود، والشرقي سمهود.
وصفها علي مبارك في الخطط التوفيقية، بأنها قرية كبيرة من قسم فرشوط بمديرية قنا، تقع قرب الجبل الغربي وفي شرقيها الباطن المعروف بأبي حمار، وأنها بلدة كبيرة ذات أبنية أعلى من أبنية الأرياف، وفيها أشراف وعلماء ولها سوق كل أسبوع ، وفيها مساجد عامرة ومكاتب أهلية وأبراج حمام وعصارات.
كان للمسجد العمري، بالقرية دوره البارز، في إنتاج العديد من العلماء عن طريق دروس العلم، فلم يكن في القرية مدارس.
المقريزي ذكرها في خططه بأنها من البلدان التي ينسب إليها عدد كبير من العلماء، منهم أحمد بن موسى بن يغور، الذى تولى الغربية وتفى في المحلة في جمادى الأولى عام 733 هـ.
ويتابع المقريزي أن أحمد بن يغور، الذي لقب بالشهاب كان من أصحاب الشعر الجيد، ويذكر له قوله:
إذا حللت ديار قومًا فاكسها .. حِللًا من الإكرام والإحسان
واغضض وصن طرفًا وظرفا واحترز .. لفظًا وزد في كثرة الكتمانِ
تكن السعيد مبجلا ومعظما .. متحليًا بمحاسن الإيمان
من العلماء أيضًا، يذكر المقريزي والد أحمد بن موسى، موسي بن يغمور، السخاوي عبدالله بن أحمد بن أبي الحسن السمهودي، ولد في 840هـ، أخذ الفقه عن المدومي في القاهرة، واجتمع هناك بالشهاب بن رسلان، وناب في قضاء بلده عن الجلال البلقيني، أحد تلاميذ ابن كثير، واستمر ملازمًا للافتاء والتدريس إلى أن توفى عام 866 هـ (1461 ميلادية تقريبًـا)
يفسر محمود عبدالوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادي، في تصريحات خاصة لـ”ولاد البلد”، سبب كثرة العلماء الذين ينتمون للقرية إلى وجود المسجد العمري، أقدم مسجد بالقرية.
يعد المسجد أحد علامات القرية، وبحسب زخارف المحراب فإن آخر تجديد له كان عام 1333 هـ، أي 1915 ميلادية.
يوضح مدني أن المسجد له علاقة بالمسجدين العمريين بقريتي هو، وبهجورة، لأنه يواكب نفس العصر، وتبلغ مساحته 20 مترًا طولًا و12 مترًا عرضًا.
ويذكر مدني أن القرية كانت شاهدة على مواجهة بين مراد بك وقوات الحملة الفرنسية في 22 يناير عام 1799.
تعليق واحد