“المرماح”.. طقس أصيل في مولد سيدي عبدالرحيم القنائي
كتب- الحسين محمود:
في غرة شهر شعبان من كل عام تبدأ مدينة قنا الاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي، شيخها وصاحب المقام والمسجد الكبير في قلب المدينة، بمظاهر متنوعة من الاحتفالات التي لا تختلف عن كل مظاهر الموالد في بر مصر.
خلف مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، تحديدًا في منطقة العبابدة شرقي مدينة قنا، يقيم الفرسان والخيالة وكل محبي الخيل “مرماح” مولد سيدي عبدالرحيم، بحضور خيالة من قرى قنا وقفط وقوص والأقصر، ومراكز وقرى محافظة سوهاج.
فيما تشهد ساحات واسعة أخرى من الأرض شرقي مدينة قنا وغير بعيدة عن مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، احتفالات مرماح في مناطق الشوادر وغيرها.
و تمر الخيل في طريقها إلى مكان الاحتفال على أنغام المزمار البلدي بشوارع الحصواية والعبابدة، وصولًا لأرض المرماح، ليقف حولها محبو الخيل والأطفال، ويُلقي أصحاب المنازل المحيطة الحلوى من الشبابيك و”البالكونات”، فرحةً بالخيل والمولد، فيما تصل الخيل القادمة من خارج المدينة محملة على عربات النقل إلى أرض المرماح مباشرةً.
يحكي صلاح عشري، مسؤول “الرماحة” بمولد سيدي عبدالرحيم، حكاية المرماح التي يعد عمرها من عمر المولد، و كل من يهوى الخيل خرج للدنيا ليرى مرماح الخيل في نهارات المولد واحتفالات المزمار والسامر ليلًا، ويأتي الكل بخيله إلى قنا كل عام، ويخرج الخيالة خيلهم للساحات، مشيرًا لابنيه اللذين يمتطيان فرسان وسط أرض المرماح الواسعة.
أما محمد حسين، صاحب الـ45 عامًا، الذي لم يدع عامًا واحدًا يمر دون أن يستمتع بالمرماح، منذ كان عمره لا يتعدى خمس سنوات، يرى أن الفروسية تراجعت هذه الأيام، فلم يعد الفرسان ملتزمين بالزي الرسمي للفروسية، وهو الجلباب الذي تغطيه عباءة عربية سوداء والعمامة التي تشد على الرأس، كما لم تعد كل الخيول المشاركة أصيلة كما كان سابقًا.
وبحسب محمد حسين، أحد المشاركين في المرماح، ففي الماضي أيضًا كان مرماح المولد، يُعقد كسباق الخيل كما هو معهود بكل سباقات الخيل في العالم، أما الآن فالخيل تجري للاستعراض والرقص على أنغام المزمار أو الجري منفردة دون سباق وسط ساحة “المرماح”.
تعليق واحد