لعبة “الغُطيسة” تمنح “أبوزيد” خنجرًا من آثار مقاومة “الفرنسيين”
ممدوح أبوزيد، طفل صغير من قرية البارود بقفط، ينافس أقرانه في لعبة “الغُطيسة”، فيغطس مع أقرانه في قاع النيل ليجلب أبعد ما تناله يده، ليثبت أنه صاحب “النَفس” الأطول.
“الغُطيسة” هي لعبة يمارسها الأطفال في مياه نهر النيل، ليعرفوا من صاحب القدرة على البقاء أكبر فترة ممكنة تحت سطح الماء.
ممدوح كان صاحب النفس الأطول، خرج شاهرًا يده بغتيمته التي طالتها يده من قاع النيل، كانت خنجرًا يحمل نقوش أوربية قديمة على وجهتيه، ويحمل نصله نقوش لنجوم.
بعد عشرين عامًا من الواقعة، يحكي ممدوح أبوزيد والخنجر بين كفيه، كنا نلعب ونحن أطفال ولا ندري بما في القاع غير قصص حكيت لنا عن معارك دارت هنا منذ زمن بعيد، بين أجدادنا والفرنسيين الذين جاؤوا في مراكبهم وصدتهم القرية، لكن عندما خرجت من قاع النيل بهذا الخنجر، تيقنت أننا أغرقنا هاهنا عدوًا مدججًا بالسلاح.
على جانبي الخنجر نقشًا لرجلٍ ذي شارب ويرتدي قبعة أوربية قديمة ويحمل بيده خنجرًا، وعلى الجانب الآخر نقش لحيوان ضارٍ وسط الأعشاب يمتد نقشه بطول قبضة الخنجر، بينما يحمل النصل نقشًا لنجوم صغيرة.
ويقول محمد الصاوي، مفتش آثار بقنا، إن عملية تقييم أثرية أي قطعة يحتاج لإجراءات فنية معينة، ولا يمكن أن يتم بتقييم صورة خنجر، مُشددًا على أنه لو ثبت أثرية الخنجر فيجب على من وجده تسليمه للدولة لتسجيله وعرضه بالمتاحف.
في عام 1799 عندما وصل الأسطول الفرنسي بـ12 سفينة تتقدمه السفينة “إيتاليا” الخاصة بنابليون بونابرت إلى شاطئ النيل بالبارود، انقض عليه الأهالي واستطاعوا الوصول إلى سفينة القائد “موراندي”، وهجموا عليها وتمكنوا منها، قبل أن يشعل قائدها النيران فيها لينفجر البارود الذي كان على ظهرها.
حاول “موراندي” الهرب بإلقاء نفسه في النيل، لكن الأهالي أدركوه وقتلوه مع باقي جنود الحملة، وأغرقوا سفن الأسطول في نيل البارود.
يظن أبوزيد أن قاع نيل قرية البارود ما زال يحمل الكثير من آثار المعركة التي يجب أن تستكشف ويدشن لها متحفًا كبيرًا يحكي لأبناء القرية وللعالم تاريخ المعركة المجيدة، مُضيفًا أن آثار المعركة مدفونة في قاع النهر، وكذلك القرية بكل مشكلاتها مدفونة بعيدًا عن أعين المسؤولين.
3 تعليقات