أزياء العازميات.. يُصنع بأيديهن ويتغيّر مع أعمارهن
كغيرهن من النساء في الصعيد يرتدين “البِردَة” المصنوعة من الصوف، لكنهن يرتدينها في نفس طول جلباب أسود أيضًا، مع طرحة كبيرة تغطي الوجه دون العينين، هو زي نساء العوازم في نجع حمادي، قريب الشبه بأزياء البدو.
سلمى محمد، ذات الستين عامًا، وهي جده و لديها من 3 أبناء، بنت وشابين إحدى سيدات قبيلة العوازم بقرية الجبل في عزبة عبدالرحمن، بقدر ما عاشت بقدر ما كان لديها المزيد لتحكيه وهي مبتسمة.
تقول سلمى إنها تزوجت عندما كان عمرها لا يتعدى 12 عامًا، مثلها مثل قريناتها من عائلة العوازم “ومكناش بنلبس كدا، بس الحريم الكبار في قبيلتنا بيلبسوا اللبس دا”.
تتابع سلمى أنها النسوة قديما كن يرتدين الزي الذي يصنعنه بأيديهن، وهو جلباب من أقمشه متعددة الألوان، تقص ويرسم عليها عدة رسومات ونقوش بخيوط ملونة.
رغم تغير الزمن مازالت النساء هناك يصنعن أزياء الفتيات، جنبًا إلى جنب مع شراء الملابس الجاهزة.
حرية خروج الفتيات من المنزل في “العوازم” يكون مشروطًا بعمر 12 عامًا، وهو سن “حجر” الفتيات من الخروج، وانتظار الزواج، لذلك فهن لا يستكملن تعليمهن بعد الإعدادية على أقصى تقدير.
وتضيف سلمى بعد الزواج نرتدي تلك الثياب التي نصنعنها بالمنزل، وفي الخروج نرتدي ثياب سوداء وفوقها بردة، وبعد سن الخمسين نرتدى الجلباب الأسود والحجاب الذي يغطي الوجه ومسموح لها في الأغلب بكشف الوجه فقط باعتبارها سيدة كبيرة في العمر.
ترى سلمى أن الزمن تغير فأصبح أكثر الناس يستغني عن الخيام والمنازل الطينية في القبيلة ويبنون المنازل بالمسلح والطوب الأحمر، ويزينون المنازل بالبلاط والدهان الملون.
على الرغم من ذلك تبقى تفاصيل دقيقة وكثيرة تكسب هذه البيئة الصحراوية الصلبة ميزتها دون غيرها، لتميز “العوازم” بعادات وتقاليد يختصون بها وحدهم.
وبحسب عبدالعزيز موسى خليل، عميد القبيلة، فقد قدم العوازم من الجزيرة العربية منذ عام 1929، وشكلوا جزءًا مهمًا من تركيبات القرية السكانية، رغم اختلاف عاداتهم وتقاليدهم وخصوصيتهم عن باقي أهالي القرية.
3 تعليقات