"التابو" و"من الألم جئت".. أفلام "علّي صوتِك" في المتحف الرقمي
نظم المتحف الرقمي للنساء “ذاتك” ومشروع “علِ صوتك”، فعالية لعرض الأفلام الوثائقية التى صنعتها خريجات الدورة الثانية من مشروع علِّي صوتك، مساء أمس الخميس، فى معهد جوتة بمنطقة الدقي.
أدارت الجلسات نفيسة الصباغ، رئيسة تحرير موقع مصريات، وتضمنت الجلسات عرض لأربعة أفلام جاءت على التوالي “تسلم إيدك، والتابو، وقادرة تحلم، ومن الألم جئت”.
عرضت الأفلام تباعا وعقب كل فيلم، عرضت كل مخرج أسباب اختيار تلك الأفلام، وكيفية تنفيذها والصعوبات التى مروا بها، مع استقبال أسئلة الحاضرين.
تسلم إيدك
بدأت الجلسات بعرض فيلم تسلم إيدك، الذي تدور أحداثه حول مهن النساء فى القطاعات غير الرسمية، وما يتعرضون له من صعاب ومشاق في العمل، وأحيانا نبذ أفراد المجتمع.
يتناول الفيلم قصة سيدة تعمل في تنظيف المراحيض، ما يجعلها تواجه عدم تقبل أبنائها لها وعدم اعترافهم بها، كما يعرض الفيلم قصة فتاة تعمل في محل “كوافير”، ما جعلها سيئة السمعة وسط أفراد المجتمع، نتيجة تأخرها فى دوام العمل.
تقول يمنى عطوة، إحدى مخرجات الفيلم، إن السبب فى اختيار فكرة الفيلم ترجع إلى ما يشاهدونه من تعامل الأفراد مع هؤلاء الفئة، وضرورة التعرف عليهم عن قرب، وهل هناك أشياء خفية يتعرضون لها، وأبرز المواقف التى يمرون بها، ورصد حياتهم اليومية.
التابو “الممنوع”
تدور أحداث فيلم التابو حول مدى علاقة الفتاة أو السيدة بجسدها وكيفية التعامل معه، في ظل ما يحدث من إثارات وتحرش، ومدى كسرها لروتين الحياة والتعامل مع الآخرين في حدود، وتخطي كلام الناس المعتاد سماعه.
وتوضح إحدى صانعاته أن السبب في اختيار فكرته يرجع لرفض المجتمع للمرأة والتعامل معها على أنها جسد فقط، فكان لابد من وجود رفض لهذه الفكرة، وسعي وراء إثبات نقيضها ومن هنا جاءت فكرة الفيلم.
قادرة تحلم
وهو الفيلم الثالث من أفلام علِ صوتك، وتتناول أحداثه قصص أربع سيدات استطعن تحقيق أحلامهن، رغم ما مررن به من صعاب، فإحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها استطاعت أن تصبح بطلة الجمهورية في السباحة، والثانية أتقنت العزف على الطبلة على الرغم من رفض جميع المحيطين بها، والثالثة افتتحت مشروعها الخاص، والرابعة أصبحت ستاندرد كوميدي وهذا يعد شيئا نادرا.
من الألم جئت
وهو الفيلم الرابع والأخير من أفلام علِ صوتك، وتدور أحداثه حول ختان الإناث وما يتركه من أذى نفسي في الفتاة، ما يشعرها بالنقص، وعرض قصص واقعية لفتيات تعرضن للختان لكنهن تحدين المجتمع.
وتوضح ندى عبدالرحمن، إحدى مخرجات الفيلم، أن السبب وراء فكرة فيلمهن ترجع لتناول وسائل الإعلام لختان الإناث من زوايا مختلفة دون عرض قصص فعلية وواقعية للفتيات، وعرض الجانب الأساسي من القضية وهي تضرر الفتاة في حد ذاته.
وعُرضت الأفلام وسط ترقب شديد من الجمهور وحرص على الاستماع والمشاهدة، وكذلك تبادل الأفكار وطرح المناقشات.
بداية عل صوتك
تقول ياسمين إبراهيم، مدير المتحف الرقمي للنساء، مستضيفة مشروع علِ صوتك، فى تصريحات خاصة لــ”ولاد البلد” إن المشروع عبارة عن مبادرة بدأ تاريخها بعد ثورة يناير، مع انتشار تصوير الأفلام التسجيلية وجاءت “فرانشيسكا” مدربة المشروع الألمانية برفقة فريقها لتصوير أحد الأفلام، لكنها فوجئت أنها المرأة الوحيدة في فريق العمل، ما جعلها شغوفة بعرض مشكلات السيدات في الأفلام والتعبير عنها.
وتتابع أن هذه الدورة تعد الثانية للبرنامج، ففي العام الماضي تم تخريج 14 فتاة وسيدة، والعام الحالى تم تخريج 30، لافتة إلى أنه من المقرر استهداف مزيد من النساء خلال العام المقبل، والتطرق إلى المحافظات أيضا.
وعن كيفية الدعاية للبرنامج تقول ياسمين إنها تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومدة الدراسة خلال الكورس تصل إلى خمسة أشهر للمبتدئين، وتكلفة المشروع تدعمها بصفة أساسية الخارجية الألمانية، ولا تتحمل الخريجات سوى الرسوم المالية للكورس، التي تصل لحد التدريبات العادية.
الجدير بالذكر أن برنامج “عل صوتك” هو برنامج يمزج بين التعليم ونشر التوعية لإتاحة مجال أكبر لوجهة نظر النساء في الإعلام، فيتم تدريب النساء من خلاله ليصبحن صانعات أفلام، مع تزويدهن بالمهارات اللازمة ليتمكن من التعبير الفني عما يرونه فىي مجتمعاتهن.
تعليق واحد