نيجاتيف| ماذا تعرف عن “الصياد” قاضي المحاكم الأهلية وصديق “الكلحي”؟
كبار السن يعرفونه جيدًا، يتندرون بحكاياته الكثيرة، ومساهمته في نشر العلم في قريته النزيلة بـ”بخانس”، هو محمد حامد محمد الصياد، صاحب المنصب الشرفي كأحد قضاة المحاكم الأهلية بأسيوط عام 1921.
في 1875 أنشأ الخديو إسماعيل المحاكم المختلطة، كان ذلك في عهد وزير الحقانية شريف باشا، وعُقدت أول جلساتها في أول فبراير 1876.
في 30 يوليو 1880، شُكلت لجنة ترأسها وزير الحقانية- آنذاك- لإجراء المطالعات والتحضيرات اللازمة لإنشاء المحاكم الأهلية في عهد مصطفى رياض باشا، رئيس الوزراء، إلا أن المشروع تعطل لمدة عامين بسبب الاحتلال البريطاني لمصر.
عادت المحاكم الأهلية إلى نشاطها مجددًا في ديسمبر 1883، وكانت مهمتها فض المنازعات بين المصريين فقط.
في هذه الأثناء شكلت لجنة لترتيب المحاكم الأهلية ووضع لائحة نظامها الداخلي واختيار الأشخاص القادرين علي شغل مناصب القضاة، خاصة أن عدد دارسي القانون في ذلك الوقت كانوا قلة، فكان اختيار اللجنة على أساس الأكثر اطلاعًا على القانون ودراية بأمور الناس.
محمد عنتر محمد عبداللطيف، أحد أحفاد الصياد، ابن فوزية نجلة محمد حامد الصياد، يقول: جدي هو ابن العمدة حامد الصياد، عمدة بخانس والقلعية والشقيفي حينها، ولد في عام 1891، وتلقى تعليمه في كتاتيب القرية، إلى أن أتم حفظ القرآن الكريم، ثم أرسله والده ليستكمل تعليمه في مدارس الحسينية بالقاهرة، وتوقف عن الدراسة فيها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وكان عمره آنذاك 23 عامًا.
كانت مدارس الحسينية حينها ترسل شهادات لأولياء أمور الطلاب، تخبرهم بدرجات أبنائهم في امتحان وسط العام، وهذه الصورة التي تنشرها “ولاد البلد” يصل عمرها إلى 98 عامًا، توضح درجاته الإنشا والجغرافية، والعلوم، وكان ترتيبه 18 بين تلاميذ الفصل، البالغ عددهم 83.
عبداللطيف يروي أن جده لم يستطع استكمال دراسته بسبب خلافات على الميراث بعد وفاة والده، ما اضطره للمكوث في القرية ومتابعة الأراضي الزراعية، فقد كان والده كان من كبار الأعيان وملاك الأراضي الزراعية.
محمد الصياد، والذي أطلق عليه البعض في قريته الأمير، كان من أوائل من نقلوا العلم لقريته فأنشاء مدرسة إلزامية في نجع النزيلة عام 1930، ثم الإلزامية المشتركة، وأخيرًأ مدرسة وحدة الصياد الابتدائية المشتركة- حاليًا.
الصياد كان من أصدقائه حافظ بك الكلحي، كبار أعيان ناحية نجع حمادي، حتى أنه كتب قصيدة في وفاة نجله فؤاد حافظ الكلحي بعد استشهاده في السودان.
كما له صورة نادرة تجمعه بعدد من الشخصيات من كبار الأعيان والعمد بحسب ترتيب الصفوف بالصورة من اليمين إلى اليسار، أحمد قاسم تمام، عمدة بخانس، ومحمد تمام، عمدة النجمية، وغزالي وزيري- الكوم الأحمر، وعبدالعال فكار- القارة، ومحمد إبراهيم بريري- كوم البيجا، ومأمور مركز نجع حمادي محمد بك عبدالعال، وحافظ موسي الكلحي، كبار الوفديين بالصعيد، ومحمود أحمد، عمدة الشقيفي، ومحمد حامد الصياد- بخانس، ومحمد محمود عبدالحق- بلاد المال بحري.
وفي الصف الثاني يظهر حماد محمد وزيري- القارة، وعملا عتمان- الكرنك، وعلي محمد سليمان، عمدة العسيرات، وحسين رشوان- بلاد المال قبلي، ومختار محمد عبدالكريم- بهجورة، وعبدالقادر أبوسحلي- فرشوط، ومحمد أحمد عيسى- الرزقة، وأحمد حسن وزيري- القارة، ومحمد أبوالقاسم- كوم جابر بأبوشوشة، وعلي تغيان الدربي- سمهود، ومحمود فكار- الكرنك، وعبدالله أحمد- كوم جابر، وعبدالفتاح بك أبو سحلي- فرشوط، ونور محمود إسماعيل- الفايق الشطبية.
تزوج الصياد في عمر الـ41 عامًا، وأنجب ابنتيه الوحيدتين فوزية وفوقية، ليتركهما في 1941، ولم تبلغ الكبري فوزية سوى 8 سنوات حينها، فتولى راعيتهما عمهما عبداللطيف حامد الصياد، وتزوجت فوزية ابن عمها محمد عبداللطيف حامد، أما فوقية فتزوجت ابن عمها الثاني مصطفى عبداللطيف.
تعليق واحد