في مولد سيدي عبدالرحيم “نِعمَ الباب بابنا.. مدد يا قناوي مدد يا حسين”
“نِعم الباب بابنا.. مدد يا حسن.. مدد يا قناوي” أول ما يقرع سمعك، عند دخولك المولد بقنا.
يقصد العديد مدينة قنا، للاحتفال بمولد السيد عبدالرحيم القنائي، ومولد السيد علي الشريف، الذي يقع مقامه بالساحة الخارجية المجاورة لمسجد السيد عبدالرحيم.
يعد مولد الشيخ علي الشريف، من أشهر الموالد التي تقام بمدينة قنا، ولها مظاهر احتفالية متعددة توارثها عدة أجيال، معظمهم من قبيلة الأشراف، ومنهم من محبي الصوفية وتتعدد طرقها سواء كانت الرفاعية أو البرهامية أو الرحيمية، وغيرها من الطرق الصوفية.
يقول عدد من كبار الشيوخ بالمولد، إن هناك عدة شروط لابد من توافرها في الممثل، أي الذي يطلق عليه لقب الشريف، وهي أن يكون أفضلهم خلقا، ومن ذوي الشمائل العالية من كرم وحلم وتواضع وزهد ومكارم الأخلاق التي أوصي بها الرسول الكريم.
يعد المرماح أهم مظاهر الاحتفال في الموالد الشعبية، الذي يعبر عن سعادة يتجمع فيها الأهالي في ساحة شعبية عند مقام الشيخ العظيمي، وآخر عند الشادر.
يقام المرماح في حوالي الساعة الرابعة من منتصف اليوم، وعلى أنغام فرقة مزمار بلدي، ترقص الخيل وتؤنس الجمهور، ويتنافس الخيَّالية باستعراض مواهبهم في التحكم بركوب الخيل.
وينصب كل كبير عائلة صوان به متكآت ووسائد، ويدور عليهم أفراد بالطعام والشراب، ويعرف ذلك الأمر بـ”الخدمة”، فضلًا عن تعليق لافتة من ينسبون له بالطريقة.
تقبل الوفود من عدة أماكن منها: طنطا والشرقية والمنصورة، والقاهرة، وسوهاج، وأسيوط لحضور هذه الاحتفال.
بعد صلاة المغرب يجتمع الناس في الساحة الكبيرة بجامع السيد، والساحة أمام مقام العارف بالله علي الشريف، تحت صوان لبدء الذكر والمدح قبيل صلاة العشاء، مع إنشاد بعض من الذكر الخاص بالسيد علي الشريف، من قبل مداح يقوم بإنشاد هذه التوشيح والأذكار، وتظل قائمة إلى أن يفرغ المداح من إنشاده.
يستمر المولد قرابة خمسة أيام علي غير العادة، بحسب الشيخ جمال، خادم مسجد القرشي، المقام داخل السيد عبد الرحيم القنائي، ثلاثة أيام للمولد نفسه، ويومين إضافيين للذكر، واسترزاق الباعة وتسوق الوافدين.