“أبوالعمايم واللوز والورود”.. صوت الأسواق الشعبية في قوص
كتب- أحمد حسن مراد وأسماء الشرقاوي
نداءات الباعة الجائلين لها تأثير على المجتمع القوصي، كلمات يستخدمونها ربما هي إعلان عن منتجاتهم، فيستخدم البائع صوته في بعض الكلمات التلقائية التي تخرج منه للإعلان عن سلعته، ليجلب أكبر عدد من المشترين، ولتلك الكلمات وقع وتأثير على المستهلكين، فربما يتأثر بعضهم فيذهب للشراء، لأن منتجه أرخص من الأماكن الأخرى.
أبوالعمايم واللوز والورود
يمر بائع الفشار في الشوارع حاملًا “قفة” الفشار على كتفه وينادي “أبوالعمايم”، كناية عن الفشار ذو العمة البيضاء.
“جميل يا عنب”.. هكذا ينادي بائع العنب، بينما يبالغ بائع الجميز في دعايته “أحلى من التين يا جميز”، أما بائع الفول المدمس يكتفي بكلمة واحدة هي “اللوز”، ومثله بائع الفجل الذي يقول “الورود”.
ونحن نكني عن الطماطم بالتفاح، وعن قناديل الذرة المشوية والبطاطا بالفراخ أي الحمام، “على السكين يا بطيخ”، و”صلي على النبي يلا الليمون”.. هكذا ينادي بائع الليمون والبطيخ مرددًا “قرب قرب قرب”.
هذه النداءات الشعبية اندثر بعضها مثل نداء الجميز والفشار والـ”حلاوة حاللي”، لكن تبقى معالم لمعجم شعبي عبقري، يبتكر الجذاب والمدهش والراقي من أساليب الدعاية لما يرتزق منه، نتذكرها مع كثير من الأسف لما وصلت إليه لغة الإعلان على الشاشات من السوقية والفظة وانحطاط المستوى.
صلي على النبي تكسب
يقول أحمد عبدالصبور، فكهاني، إن حركة البيع والشراء ضعيفة، لذلك ننادي على الأسعار مثلًا 4 بـ10 يا برتقال والموز بخمسة، ويقول صلي على النبي تكسب، مشيرًا إلي أنه يستخدم الألفاظ الدينية كصلي على النبي لجلب البركة على البيع والشراء، إذ أن الأرزاق مقسمة.
يلا يا خوخ
أما حمادة سيد، بائع خوخ، يستخدم الألفاظ على حسب السلعة، فـ”صلاة النبي أحسن” و”أيوة يا أستاذة تعالي” و”حاجة نظيفة يا خوخ”، يستخدمها لجلب أكبر عدد من الزبائن لمعرفة الأسعار والإقبال على حركة الشراء، منوهًا أن بعض المواطنين يمشون في الشارع دون معرفة الأسعار، لذلك ننادي بتلك الالفاظ لجذبهم للشراء .
ويستخدم محمود موسي، بائع الليمون تلك النداءات قليلًا، وفي الماضي كان وقع وتأثير تلك النداءات أفضل من الوقت الحالي، أما الآن فلا يستخدم تلك النداءات كثيرًا، بسبب ضعف حركة البيع والشراء، وتخفيف الزحمة التي كانت في السابق، فقوص من سنوات كان يفد إليها مجموعة كبيرة من المواطنين في القرى للشراء، لذلك كان يستخدم النداءات في 2005 بشكل مستمر بينما أصبح اليوم يستخدمها قليلًا .
أما أحمد جابر كان يستخدم نداءات قديمة، ولكنه لم يستخدمها الآن ومنها “صاحب الجنينة مات وأنا اتجوزت مراته.. قلتلي بيع اللي تبيعه واللي تجيبه هاته.. بخمسه جنيه يا مانجة” وذلك أثناء موسم بيع المانجو .
“أيوة يا مدام يا أم بق مليان.. كيلو الليمون بخمسة”، ويرى أن تلك النداءات مفيدة وتجلب المستهلك لتلك السلع، ومن الممكن أن يمر زبون دون أن يعرف، لكن تلك النداءات تجذبه.