مواصلات زمان “حرزونة” وحصان
غبَّر في وشي بابورك
عاملة لي لمة وغارة
رميتيني في آخر طابورك
وبلعني ليل المغارة
هكذا يقول الشاعر عبدالستار سليم.
غني لـ”البابور” محمد عبد الوهاب “يا وابور قل لي رايح علي فين”، وغنت له أيضًا عفاف راضي “يا وابور الساعة 12 يا مقبل على الصعيد”، إلى جانب أعنيهتها “الجوز والخيل والعربية أنغامهم كلها حنية”.
حتى الأغاني الشعبية أيضًا استلهمت كلماتها من وسائل المواصلات، التي كان أشهرها البابور أو الوابور.
“البابور” أو “الوابور” هو القطار، الذي كان يسير بالفحم، لذلك غنوا له “يا بابور يا مولع حط الفحم…”، فقد كان القطار عماد المواصلات إلي أقرب وأبعد البلاد، يرافقه على الطريق البري الأتوبيس، يسير بين مدن المحافظة وكان يطلق عليه “الحرزونة” أو أتوبيس النقل العام.
سعيد الحباك، 59 عامًا، يحكي أن الحنطور كان الأكثر استخدامًا داخل قوص، فضلًا عن استخدام سيارات الكارو في نقل وتحميل البضائع من وإلي القرى والمدينة وحول قوص كنقادة وقفط.
البخاري
كما كان يستخدم داخل المحافظة القطار البخاري بتذكرة من قوص لقنا 10 قروش، ثم أصبحت 25 قرشًا عام 1970، ثم 75 قرشًا.
بالإضافة إلى أن قطار القصب الفارغ كان وسيلة مواصلات، يستغلها الناس للانتقال إلي قراهم.
المجري والطائرة
في أوائل الثمانينيات ظهر القطار المجري، بين قوص للقاهرة في أوائل الثمانينات ب5ونصف جنيه، ثم ظهرت الطائرات في الثمانينيات، وكانت تذكرة الطائرة 28 جنيهًا من الأقصر إلى القاهرة.
“العجلة”
خالد مصطفي، يبلغ 50 عامًا، من قرية الخرانقة، يقول في سبعينيات القرن الماضي ظهرت العجلة “الدراجة” النصر، وكان الناس يخشون استخدامها في بداية الأمر، حتى أن القرية بأكملها كان لا يوجد بها إلا 12 دراجة، يمتلكها 3 أشخاص فقط، يستخدمها الجميع.
ثم ظهرت الدراجة الرالي صغيرة الحجم، وكان يستخدمها الطلاب، وكان المواطنون يطلقون عليها “الحمار الحديدي”، لكن أصبحت وسيلة رئيسية في القرية بعد ذلك، وكان يذهب بها الموظفين للعمل.
الفيسبا
كان يطلق عليها في “تكتاكا”، ثم ظهرت السيارة الكبود، وكانت تغطي بقماش من أعلى، وأجرتها كانت خمسة قروش من المقربية إلى قوص.
بينما تقول زينب علي، فى السبعينيات من عمرها، إن أتوبيس النقل العام كان يذهب من قوص إلى القرى، لينقل الناس إلى أماكن عملهم، وكانت الأجرة من قوص إلى شنهور قرش واحد فقط في خمسينيات القرن الماضي.
وتذكر أن الجمل كان وسيلة لمشال القمح والقطن والذرة الرفيعة “القيضي” والشامية، وكان الحصان وسيلة لأعيان البلد فقط والعمد في القرية .
قوص .. الحمر
و يحكي أنور جمال، في الاربعينات من عمره، ما شهده من ذكريات المواصلات في قوص قديمًا، وقال إن الحنطور أكثر المواصلات شيوعًا وشعبية في الفترات الماضية من القرن الماضي وكانت تكلفته قليلة مساوية للظروف المواتية فى ذلك العصر، كان يركب الحنطور العائدون من السفر ” من محطة القطار بقوص” ويحملون أشياء كثيرة فتكلفته داخل المدينة جنيه أو نصف جنيه حسب المسافة بينما يرفع الحنطور سعره عند انتقاله من المدينة للقرية فيستغل المواطنين ويحصل على خمس جنيهات .
بينما الآن لا يستخدم الحنطور اطلاقًا فى قوص سوي من خلال معارفهم وأصدقائهم ” شبه انقرض” .
الأتوبيس
مشيرًا إلي أتوبيس النقل العام زمان فى سبعينات القرن الماضي حتى عام 1996 م ، كان له معادين فى الثامنة صباحًا كن يستقله الموظفين والطلاب للذهاب إلي قنا حيث العمل والدراسة.
وبلغت الأجرة آنذاك بالقروش فوصلت فى التسعينات إلي ربع جنيه “25 قرش” .
القطار البخاري
ويحكي أن القطار البخاري الأصفر كان أكثر استخدامًا عند ظهوره وأرخص في السعر وكان ينتقل من نجع حمادي مرورًا بجميع مراكز المحافظة حتى مدينة الأقصر التى كانت وقتها تابعة لمحافظة قنا.
ويذكر انهم كانوا يذهبون إلي العزاء بالحمير من القري للمدينة ويربطونها خارج سرادق العزاء، وبعد ذلك ظهرت العجلات وكان يخشي البعض ركوبها ولكن كان يذهب بها المدرسين المدرسة وبعض الطلاب الذين تبعد منازلهم عن المدرسة .
تعليق واحد