21 عامًا على رحيل “ملك الترسو” فريد شوقي
لم يحظ فنان مصري بألقاب كثيرة مثلما حظي الفنان فريد شوقي فهو “الفتوة والملك وعنترة ووحش الشاشة وملك الترسو”، مسيرة حافلة بالإبداع والفن امتدت لأكثر من 50 عامًا، أمتع فيها جمهوره بما يقرب من 300 عمل فني، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، بالإضافة لكتابة العديد من السيناريوهات وإنتاج بعض الأعمال، وفي يوليو الحالى تحل ذكرى وفاته كما تحل في نفس الشهر ذكرى ميلاده، فقد ولد في يوم 30 يوليو 1920، وتوفي في 27 يوليو عام 1998.
حول فريد شوقي
ولد الفنان فريد شوقي بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة وتحديدًا في حي البغالة، لأم مصرية وأب تركي، أما نشأته فكانت في حي الحلمية الجديدة بعد أن انتقلت إليه أسرته، وهو حي يتوسط العديد من الأحياء الشعبية القديمة، مثل السيدة زينب والغورية والحسين والقلعة وشارع محمد علي وعابدين وباب الخلق، وحصل فريد شوقي على دبلوم الفنون التطبيقية ثم التحق بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وقف فريد شوقي لأول مرة ممثلا على خشبة مسرح الأزبكية، وذلك عندما انضم للعمل والتمثيل مع الرابطة القومية للتمثيل التي ضمت وقتها نخبة من أهم رواد ونجوم المسرح المصري، ثم وقف على خشبة مسرح دار الأوبرا القديمة كممثل محترف في مسرحية “عطيل” مع الفنان القدير جورج أبيض.
” توقعت أن تكون نجما عندما شاهدتك أول مرة” هكذا قال الفنان الكبير نجيب الريحاني للملك فريد شوقي، عندما التقى به في فيلم غزل البنات، حيث عرض الريحاني على فريد شوقي في بدايته أن ينضم إليه في فرقة الريحاني بعد أن شاهده على مسرح ريتس.
بداياته
كانت بداية فريد شوقي عام 1946 مع الفنان يوسف وهبي من خلال الاشتراك في فيلم “ملاك الرحمة”، ثم اشترك عام 1947 في فيلم “ملائكة جهنم” من إخراج حسن الإمام، ثم توالت أعماله الفنية بعد ذلك.
برع فريد شوقي في تمثيل أدوار الفتوة أو الشرير حتى اطلق عليه لقب الفتوة ووحش الشاشة، أما لقب ملك الترسو فهو اللقب الذي أطلقه عليه جمهوره ومحبيه، في بداية مسيرته قدم أدوار صغيرة تدور جميعها في إطار شخصية الشرير ذو الوجه المتجهم مرفوع الحاجبين، مثل أفلام (قلبي دليلي عام 1947، اللعب بالنار عام 1948، القاتل عام 1948، غزل البنات عام 1949).
أفلام الخمسينات
شهدت فترة الخمسينيات تغير تام في مسيرة الملك فريد شوقي، حيث قام بتقديم أدوار البطل الذي يواجه الأشرار والتي تخصص فيها الفنانين” زكي رستم، محمود المليجي” وتدافع عن الخير وتحمل رسالة للمجتمع، وبالفعل جاءت أفلامه في تلك الفترة متميزة، مثل دوره في فيلم “جعلوني مجرمًا” للمخرج عاطف سالم، والذي اشترك في كتابة قصته فريد شوقي مع رمسيس نجيب، كما شارك مع العالمي نجيب محفوظ في كتابة سيناريو وحوار الفيلم، وعرض في عام 1952 وقد أحدث عند عرضه ردود الفعل إيجابية وألغت على إثره الدولة السابقة الأولى للأحداث.
وتوالت في تلك الفترة العديد من الأعمال الهامة للفنان فريد شوقي مثل أفلام “رصيف نمرة 5″ عام 1956 للمخرج نيازي مصطفى، و”الفتوة” في عام 1957، و”باب الحديد” عام 1958 إخراج يوسف شاهين، و”سوق السلاح” عام 1960، ثم قام بدور عنتر بن شداد في عام 1961، ثم “بطل للنهاية” للمخرج حسام الدين مصطفي عام 1963.
كان مشوار الملك مليء بالبطولات المنفردة، فقد كان النجم الأول في كافة أفلامه التي لا تنسي، وتركت بصمة في تاريخ السينما المصرية حتى في مرحلة تقدمه في العمر في فترة الثمانينات.
وجاءت أفلام “رجب الوحش” في عام 1985 للمخرج كمال صلاح الدين، و”سعد اليتيم” في عام 1985 إخراج أشرف فهمي، و “عشماوي” في 1987 للمخرج علاء محجوب، ورائعة عاطف الطيب “قلب الليل” في عام 1989، وكان آخر أفلامه في عام 1996 “الرجل الشرس” للمخرج ياسين إسماعيل ياسين.
السفر إلى تركيا
شّكل سفر فريد شوقي إلى تركيا محطة هامة في حياته، حيث سافر إليها بعد نكسة 1967، وقضى في تركيا فترة كان فيها بطلًا للعديد من الأفلام كما شارك كمنتج لبعض الأفلام التركية، وقدم الملك فيها ما يقرب من 15 فيلما تركيا منها على سبيل المثال (مغامرات في إسطنبول، شيطان البوسفور، رجل لايعرف الخوف وغيرها الكثير).
الملك مؤلفًا
عمل فريد شوقي كمؤلف للعديد من الأفلام الهامة والناجحة في تاريخ السينما المصرية، فقد تتلمذ على يد الأديب العالمي نجيب محفوظ وعلى يد المؤلف الرائع سيد بدير، حيث دخل الإنتاج السينمائي لأول مرة من خلال فكرته الأولى لفيلم” الأسطى حسن” والذي أخرجه صلاح أبوسيف، ثم كتب فريد شوقي بعد ذلك العديد من الأفلام ومنها (رصيف نمرة 5، الفتوة، حميدو، جعلوني مجرمًا والذي حصل على جائزة الدولة).
المسرح والتلفزيون
اتجه فريد شوقي للتمثيل في كل من المسرح والتلفزيون، حيث قدم للمسرح أكثر من 18 مسرحية، منها مسرحيات (الدلوعة، لما الدنيا تضحك، شارع محمد علي، البكاشين، الدنيا لما تضحك، حكاية كل يوم)، كما قدم فريد شوقي للتلفزيون أكثر من 12 مسلسلا، منها (العاصفة، عم حمزة، العرضحالجي، صابر يا عم صابر، البخيل وأنا، الشاهد الوحيد) وحصل فريد شوقي على أكثر من 92 جائزة على رأسها وسام الفنون الذي قدمه له الرئيس جمال عبدالناصر.
وفاته
رحل الملك عن عمر يناهز 78 عاما، وتحديدًا في يوم الإثنين 27 يوليو عام 1998، وذلك على إثر إصابته بالاتهاب الرئوي الحاد لمدة عامين.
تعليق واحد