17 مصريا رشحوا للجائزة: هذا ما تقوله وثائق نوبل حتى عام 1971
كشفت الوثائق السرية لجائزة نوبل التي تم الافراج عنها حتى الآن أن هناك 17 مصريا تم ترشيحهم للجائزة حتى عام 1971، منهم ستة في الأدب، وسبعة في الكيمياء، واثنان في الطب ومثلهما في الفيزياء.
من هم المصريون؟
بالبحث في وثائق الأرشيف الخاص بجائزة نوبل، وصل عدد مرشحيها إلى 24.830 شخص في المجالات الخمس (الطب – الفيزياء – الكيمياء – الأدب – السلام)، خلال الفترة من عام 1901 إلى عام 1971 من بينهم 17 مصريا تم ترشيحهم للحصول على نوبل، من بينهم 16 رجلا وامرأة واحدة خلال المدة نفسها.
المرشحون لنوبل في الأدب؟
على مدار أربعة وثلاثين عاما ماضية، يتجدد الجدل حول أحقية الأديب الراحل نجيب محفوظ الحصول على جائزة نوبل في الأدب، تخللها محاولات لعقد مقارنات مع أدباء أو كُتاب آخرين، لكن ما تخبرنا به أرقام جائزة نوبل أمر مختلف عن حصرها بين نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم فقط.
على مدار 71 عاما، وصل عدد الترشيحات في جائزة نوبل للأدب إلى 3777 أديبا وكاتبا، من بينهم 6 مصريين حيث منحت الأكاديمية السويدية بعض الأدباء الجنسية المصرية، كونهم ولدوا وعاشوا في مصر رغم أنهم لم يكتبوا بالعربية ومن بينهم الشاعر الإيطالي اونجاريتي.
الأكثر ترشيحا والأقل حظا!
يعد طه حسين (1889-1973) الأكثر حظا للترشيح للحصول على جائزة نوبل في الأدب. وصل عدد ترشيحه إلى 13 مرة منذ عام 1949 حتى عام 1969. وحسب وثائق الجائزة بلغت الجهات التى قامت بترشيحه 21 جهة، ما بين أفراد ومؤسسات.
كانت البداية عام 1949 عندما قام “أحمد لطفي السيد” الذي كان وقتها رئيسا لجامعة فؤاد الأول بترشيح طه حسين للجائزة وأيد أعضاء مجلس الجامعة هذا الترشيح بالإجماع.
في عام 1950، وقع اختيار “برنارد جويون” أستاذ تاريخ الأدب بجامعة القاهرة على الأديب أيضا برقم (50 -0). وفي العالم التالي 1951 جاء الترشيح مجددا باسمه، وأجمع أعضاء أكاديمية فؤاد الأول على اختياره.
وفي عام 1952، اختاره أيضا “كارل فيلهلام زيترستين” المستشرق السويدي والأستاذ بالأكاديمية الملكية السويدية للآداب والتاريخ والآثار والذي توفي في العام التالي. وفي عام 1960 اختاره الروائي السويدي “آول هيدبيرج” وكان رقم الترشيح (45 -0).
يبدو أن رأي أعضاء لجنة التحكيم تضمن إصرارا على فوز طه حسين بجائزة نوبل في الأدب على مدار الستينات، تكرر ترشيح اسمه 3 مرات في عام 1961، 1964، 1968 ووصل عدد الجهات المرشحة له أربعة جهات.
في عام 1961، تم ترشيح طه حسين مجددا، برقم ترشيح (1 و2 و3-37)، والمرشحين الذين اختاروه هم: “محمد خلف الله” أستاذ اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، و”هيدبيرج”، و”نيبيرج”.
تكرار الترشيح
وتكرر الترشيح من “هيدبيرج” و”نيبيرج” في عام 1962 لطه حسين برقم ترشيح (1 و2 – 46). وفي عام 1963، رشحه “تشارلز بيلات” أستاذ اللغة العربية بجامعة باريس.
عام 1964 كان الأوفر حظا لينال طه حسين الجائزة، لأن العدد الإجمالي للمرشحين كان 29 حاز منهم طه حسين على رقمين. ورشحه “سيزار إي دوبلير” أستاذ اللغات الشرقية بجامعة زيورخ السويسرية، و”ريجيس بلاشير” أستاذ اللغة العربية بجامعة باريس الفرنسية.
وفي عام 1965، تكرر اسم طه حسين بترشيح من “تشارلز بيلات”، أستاذ اللغة العربية بجامعة باريس الفرنسية. وفي عام 1967، رشحه “جوسي تانيلي آرو” أستاذ اللغات الشرقية بجامعة هلسنكي في فنلندا.
في عام 1968 حاز طه حسين على 4 ترشيحات من 32 ترشيح. واختارته الجامعة العربية للغات بالجيزة، والجامعة الأردنية، والجامعة الكويتية، والمؤرخ الشهير “ويليام مونتجمري وات” أستاذ اللغة العربية بجامعة أدنبرة البريطانية.
3 مصريون في عام واحد
للمرة الأولى حتى الآن، شهد عام 1969 منافسة 3 أدباء مصريين في قائمة واحدة. حيث شهد عام 1969، 184 مرشحا لجائزة نوبل في الأدب، من بينهم 3 أسماء لمصريين، وهم د. طه حسين، وتوفيق الحكيم، والشاعر الإيطالي جوزيبي أونجاريتي الذي اعتبرته الأكاديمية مصريا بحكم مولده وإقامته في الإسكندرية.
وتكشف قائمة الترشيحات، أنه تم ترشيح طه حسين مرتين بواسطة “مصطفى الأمير” أستاذ اللغة المصرية بجامعة القاهرة، و”س. ز عبدالحميد” أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الإسكندرية.
ورشح الأديب توفيق الحكيم (1898-1987) شوقي ضيف أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة حينها، والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري.
فيما حاز ترشيح أونجاريتي على 8 جهات ترشيح بواسطة “لانفرانكو كاريتي، دومينيكو دي روبرتس، جياكومو ديفوتو، العديد من الأساتذة، مارسيلو جيجانتي، ماركو سكوفازي، كارلو بو، ماريا فيلافيكا بيلونشي”.
أدباء نوبل
تم ترشيح خمسة كتاب مصريين، كان أولهم في الترتيب الزمني، الكولونيل والكاتب البريطاني “بيرسيفال جي إلجود” (1863 -1941)، عن كتابه “عبور مصر- “The transit of Egypt”. ورغم أنه كان إنجليزيا إلا أن إقامته الطويلة فى مصر حتى وفاته عام 1941، وكان النصيب الأكبر من كتاباته عن مصر، ومن بينها “السلالات اللاحقة في مصر” و”مصر والجيش”، و”مغامرة بونابرت في مصر”، وغيرها من الكتب. وقد ورشحه للجائزة عام 1932 “آرثر جيه جرانت” الأمريكي وأستاذ التاريخ الحديث في مصر حينها.
على الرغم من جنسيته البريطانية، لكن اعتبرت الجائزة بعض الأدباء الذين ولدوا في مصر أو عاشوا طويلا فيها مصريين.
أما المرشح الثاني للجائزة، عام 1936، وهو الكاتب المصري من أصول فلسطينية “عزيز ضومط”، ورشحه الجنرال إلكتريك خوري، أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأمريكية في بيروت.
ولد عزيز ضومط عام 1890 لعائلة بروتستانتية في القاهرة، وتلقى تعليمه فيها باللغة الألمانية وتزوج من ألمانية وهاجر معها. عاش متنقلا بين القاهرة والقدس ثم ألمانيا، وله العديد من المؤلفات النادرة ومعظمها باللغة الألمانية والقليل منها بالعربية. وتمثل حياته مزيجا من المغامرة والمواقف المتخبطة وخاصة في تأييده للنازية أحيانا والصهوينة أحيانا أخرى.
أما أونجاريتى الذي اعتبرته مؤسسة نوبل مصريا، ينتمى إلى أسرة إيطالية، ولد في الإسكندرية وعاش فيها لفترة طويلة. وقد ترشح للجائزة سبع مرات، مزيج أثرى ثقافة الشاعر المصري من أصول إيطالية “جوزيبي أونجاريتي” الذي تم ترشيحه للحصول على جائزة نوبل في الأدب، سبعة مرات سنوات 1955، 1964،1958، 1965، 1969، 1970، 1970.
ولد أونجاريتي، في عام 1888 بالإسكندرية، لعائلة إيطالية، وعمل والده في حفر قناة السويس. تعلم أونجاريتي الفرنسية في المدرسة السويسرية بالإسكندرية، وأصبح مطلعا على الشعر البارناسي والرمزي، حتى انتقل إلى فرنسا وهو في عامه الرابع والعشرين. وبعد مشاركته كجندي في الحرب العالمية الأولى استقر في روما بإيطاليا، وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح أستاذا للأدب الحديث في روما.
جورج شحادة
تشابه الأديب جورج شحادة (1905 – 1989) مع توفيق الحكيم في ترشحه مرة واحدة للحصول على جائزة نوبل في الأدب عام 1971. ورشحه اللبناني كميل أبوصوان، الكاتب ورئيس مجلس إدارة نادي القلم اللبناني.
ورغم أن شحادة لبناني إلا أن الأكاديمية السويدية اعتبرته مصريا حيث ولد في الإسكندرية وكتب بالفرنسية. وعاش في فرنسا.
منحته الأكاديمية الفرنسية الجائزة الافتتاحية للجائزة الكبرى للفرانكوفونية في عام 1986. وتمثل الأعمال الشعرية، التي نشرتها مؤخرًا The Song Cave، المرة الأولى التي تُرجمت فيها هذه المجموعة المختارة من القصائد إلى اللغة الإنجليزية.
مصريان في نوبل للكيمياء
من بين إحصائيات أرشيف المصريين للترشيح لجوائز نوبل. ترشح مصريان للحصول على جائزة نوبل في الكيمياء، خلال الفترة من عام 1901 حتى عام 1971، والمصرية الوحيدة التي تم ترشيحها حصلت على الجائزة.
في عام 1967، تم ترشيح عالم الكيمياء المصري أحمد رياض تركي، واختاره عبدالعزيز علي موسى، لأعماله ودراساته العلمية عن تآكل المعادن وتطوير وتطبيق طرق البحث الكهروكيميائية.
كان قد ولد أحمد رياض تركي في مارس 1902 بمدينة طنطا في الغربية. بعد تخرجه في جامعة القاهرة، تم تعيينه في هيئة التدريس، ومنذ عام 1953 إلى 1957 كان عميدًا لقسم العلوم بالجامعة. وفي العام نفسه ترأس المركز القومي للبحوث التابع للأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجي.
بحسب بياناته على موقع “أكاديمية برلين براندنبورج للعلوم” في عام 1965 تولى رئاسة المجلس الأعلى للبحث العلمي. وكان عضوًا أجنبيًا في أكاديمية العلوم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (1958).
بحسب بيانات أرشيف المصريين المرشحين لجوائز نوبل. فإن 17 شخص من بينهم سيدة واحدة، وهي الوحيدة أيضا التي حصلت عليها. إذ اعتبرت المؤسسة السويدية، نشأة وولادة عالمة الكيمياء دوروثي هودجكين في مصر سببا لتصنيفها مصرية رغم أصولها وجنسيتها الإنجليزية.
وقد ظلت دوروثي هودجكين على قوائم الترشيحات منذ عام 1956 حتى حصلت عليها عام 1964 عن دراستها البلورات واكتشافها الرائد لتركيب البنسلين وفيتامين ب 12 والأنسولين. ولدت دورثي وعاشت كل حياتها في القاهرة، حيث كان والدها يعمل في الآثار المصرية. وقد استلهمت من عمل والدها بعض نظرياتها العلمية. وقد عاشت فترات قصيرة بين الأردن والسودان وبريطانيا بحكم عمل والدها في هذه الأماكن.
كيف يتم الاختيار؟
تظل جائزة نوبل هي الأكثر إثارة للجدل، وتتضمن سنويا آراء الجمهور بأحقية آخرين بخلاف الحائزين على الجائزة، لكن كيف يتم اختيار الفائز سنويا؟ طبقا للموقع الرسمي للجائزة تبدأ عملية اختيار الأديب سنويا، منذ العام السابق للإعلان.
في سبتمبر يتم إرسال خطابات الدعوة، وتتضمن استمارات ترشيح لمئات الأفراد والمنظمات المؤهلين للترشح لجائزة نوبل في الأدب. وفي فبراير تبدأ اللجنة بفحص الترشيحات للموافقة عليها، وفي إبريل يتم اختيار 15 – 20 اسما باعتبارهم مرشحيين أوليين، يتم اختيار 5 منهم فقط.
على مدار ثلاثة أشهر يقرأ أعضاء الأكاديمية أعمال المرشحين النهائيين ويتم تقييمها. لإعداد تقريرا فرديا تمهيدا لإعلان الفائز في أول أكتوبر، ويتم اختيار الفائز باعتباره المرشح الحاصل على أكثر من نصف الأصوات.
هل يمكن أن تتراجع اللجنة عن اختيارها؟
لا يمكن التعليق على الاختيار من خارج حُكام جائزة نوبل-طبقا للموقع الرسمي للجائزة- ولا يمكن إلغاء الجائزة أو تغيير الفائز. ووفقا لقوانين مؤسسة نوبل الفقرة رقم “10”: “لا يجوز تقديم أي استئناف ضد قرار الهيئة المانحة للجائزة فيما يتعلق بمنح الجائزة”.