أى محاولة لفهم التاريخ المصري الحديث ستكون ناقصة تماما إذا تعاملنا فقط مع كتابات المؤرخين ومذكرات الساسة، ومقالات الصحف وأخبارها أو حتى الوثائق المعتمدة والمختومة بختم النسر.
الفن وحده القادر على الاصغاء إلى الهمس، إلى الأنين، والغوص بعيد فيما لا تدركه العين وحدها. وهكذا لا يمكن فهم المجتمع المصري الحديث بدون قراءة روايات نجيب محفوظ، قد يراها المؤرخون مصادر ثانوية لدراسة التاريخ، ولكنها في الواقع هي التاريخ الحديث لمصر، بل هي أقرب إليه من التاريخ الرسمي. لم يكتب محفوظ من موقع التوثيق، لم يقدم رصدا واقعيا يضعه في خانة كتاب الواقعية التي تهمل الجمالي لصالح الفكرة، بقدر ما كان اللعب في الفن مقصده الرئيسي، ثم الوعى بالتاريخ ومكره.
اليوم تحل ذكري ميلاد نجيب محفوظ (1911- 2006) الـ 110، محفوظ لا يزال راهنا، أسئلته الإبداعية والوجودية وهمومه الإنسانية لم تدخل متحف التاريخ. لا يزال صاحب نوبل مثيرا لمعارك حول أعماله الروائية والقصصية، وأفكاره وموافقه.
باب مصر يحتفي بميلاد محفوظ
Gutentor Simple Text