صناعة الشمع.. فن تحويل النار إلى نور
“زمان كانت الناس متمسكة بالعادات وكان لازم الشمعة تكون موجود في فانوس رمضان والأفراح والسبوع كمان لكن دلوقتى الطلب قل وما بقاش فى حاجة زى زمان” بتلك الكلمات يصف مدحت مصطفى، صاحب ورشة لصناعة الشمع بالإسكندرية، حال الصناعة الشموع.
يحكي مدحت، الرجل الأربعيني عن الفترة التي قضاها في صاعة الشموع، والتي تصل إلى 30 عامًا، منذ أن كان طفلًا يعمل بصحبة والده.
مدحت لم يتنصل من مهنته التي ورثها عن والده، والمهددة بالاندثار، بل نقلها لنجله محمد، الطالب بالصف الثاني الإعدادي يقول محمد “أنا بشتغل مهنة صناعة الشمع من 6 سنوات، لأني شوفت والدي وجدي بيشتغلوها وحبيت المهنة دي أوي”.
بينما يقول إن صناعة الشموع تقوم على مكونين أساسيين، هما خام شمع البرافين، الذي يكون على شكل قالب يزن الواحد حوالى 30 كيلوجرامًا، وخيط القطن، بالإضافة إلى الصبغات وحامض الستيريك، في حال صناعة الشموع الملونة.
وتعد المرحلة الأولى من صناعة الشموع اليدوية هي مرحلة صهر خام الشمع، الذي يتطلب درجات حرارة عالية تصل إلى 50 درجة مئوية، داخل إناء من الألومنيوم، ويعرف بـ”الحوش”، وتجهيز الخيط على حامل خشبي يضم عدة فتحات.
وتأتى بعد ذلك المرحلة الثانية، التي يتم فيها غمس الحامل المثبت عليه الخيوط في مصهور الشمع، ليكتسب الخيط طبقة من مصهور الشمع ويترك ليجف، ثم يسقط الخيط عدة مرات بنفس الطريقة حتى يصل للسمك والشكل المطلوب للشمع المصنوع.
ويعد شمع السبوع والإضاءة والأفراح، أكثرأنواع الشموع التى تصنع بشكل يدوى، كما أن أكثرهم طلبا هو شمع السبوع والإضاءة، بينما تراجع الطلب على شموع الأفراح، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الشموع مثل شمع الزينة والهدايا.
وتختلف أشكال الشموع حسب استخدامها سواء في المنازل والكنائس والمساجد والمطاعم والأفراح، إذ تكون بأشكال مختلفة كالأسطواني مثلًا، ويكون قطرها بين 10 مم وحتى 100 مم.
مدحت يحصل على خام الشمع، كحصة شهرية من شركات البترول حسب الإنتاج، ويحدد سعرها حسب السعر العالمي للبترول.
مشكلة التسويق هى أكثر المشكلات التى تواجه صناعة الشموع، لكثرة العرض من الشموع المستوردة ومنافستها للمصري، ما يجعل المستهلكين يقبلون على شراء الشموع المستوردة، لجودتها، رغم وجود فرق طفيف في الأسعار.
تعليق واحد