طريق الكباش بالأقصر.. قريبا المشروع يكتمل
شهور قليلة على افتتاح مشروع إحياء طريق الاحتفالات الفرعوني المعروف بـ”طريق الكباش”، والذي ظل حبيس الأرض آلاف السنين، ها هو يظهر مجددا للنور في أكبر مشروع أثري عالمي استمر 11 عاما واقتربت تكلفته من المليار جنيه، الطريق الذي يصل معبد الأقصر بالكرنك بطول 2700 متر، ويقف على جانبيه نحو 976 كبشا يرمزون للإله آمون، رمز حماية المعبد، الذي كان يتم استخدامه كطريق للاحتفالات الكبرى في عهد قدماء المصريين وخاصة عيد الأوبت الشهير عند المصريين القدماء.
طريق الكباش
بدأ مشروع طريق الكباش عام 2009 في عهد المحافظ الأسبق اللواء سمير فرج، وتوقف العمل به عام 2011 بعد ثورة 25 يناير، ثم تم استئناف العمل به عام 2017 بعد قرار الرئيس السيسي، لكن أعمال الحفر عن طريق الكباش بدأت عام 1949، إذ كشف الدكتور زكريا غنيم، عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما كشف الدكتور محمد عبدالقادر (1958م- 1960) عن 14 تمثالا آخرين، وكشف الدكتور محمد عبدالرازق (1961م – 1964) عن 64 تمثالا لأبى الهول.
وفي منتصف السبعينيات حتى 2002، كشف الدكتور محمد الصغير، الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والطريق الموازي باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006، بإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد، وطريق المطار، وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
إحياء الطريق
يقول الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك والمشرف العام على طريق الكباش، إن مشروع إحياء الطريق أوشك على النهاية، من المنتظر بعد انتهاء أعمال إزالة الكنيسة الإنجيلية والمبنى الإداري للكنيسة الأرثوذوكسية أن يتم بدء أعمال الحفر والكشف الأثري في تلك المنطقة.
وتابع: واجه المشروع العديد من المعوقات بدءا من الأحداث السياسية المتتالية، فضلا عن نقص التمويل ووجود مباني كثيرة تعيق الطريق، حيث تم إزالة نحو 317 منزلا فقط بنجع أبو عصبة العام الماضي، فضلا عن إزالة مئات المنازل والمباني منذ بدء المشروع، ووجود بعض المباني الدينية والتي يجري إزالتها حاليا، وتم بناء مباني أخرى بديلة لها، كما تم تعويض أصحاب المنازل.
ويشير الصغير إلى أنه عقب إزالة منازل نجع أبو عصبة بدأت أعمال الحفائر والترميم، اكتشفنا حوالي 57 تمثالا جديدا كاملا بقاعدته وكل أجزاءه، ليصبح عدد الكباش الخاصة بمعبد خونسو الموجود بداخل معابد الكرنك، 114 تمثالا على الجانبين بمنطقة نجع أبو عصبة التي كانت واقعة على كباش معبد خونسو، ثم اكتشفنا أحواض دائرية من الطوب الأحمر لزراعة الأشجار والزهور وموصل بها قنوات ومواسير من الطوب الأحمر والفخار لري النباتات، وسور بجوار طريق الكباش في مسار السور الحديث الذي يتم إنشاءه حاليا، واكتشفنا سورا قديما يرجع لعصر الأسرة الـ21 يحمل أختام للملك منخبرع أحد حكام الأسرة، ووجدنا أفران مخصصة لحرق الفخار والتمائم ووجدنا امتداد لجدار من الحجر الرملي، يمتد من معبد الكرنك شمالا إلى معبد الأقصر جنوبا لحماية الضفة الشرقية للنيل، وهذا الجدار وجدناه في أكثر من موقع على طول طريق الكباش.
ويوضح مدير المشروع، أنه تتم حاليا زراعة نخيل على الجانبين وسيتم وضع مظلات مزودة بمقاعد لاستراحة الزوار وتم تخصيص أرض سيتم إنشاء كافيتريا عليها في منتصف الطريق، وسيتم تخصيص منطقة لتصبح متحف مفتوح سيعرض أهم المكتشفات الخاصة بالطريق، فضلا عن إضاءة الطريق ليلا.
اقرأ أيضا