“الكباب” طبق رئيسي على مائدة الأقصريين في “مولد أبوالحجاج”
قبل أيام احتفل أهالي محافظة الأقصر بمولد القطب الكبير العارف بالله سيدي أبوالحجاج الأقصري، وعلى موائد الطعام تحلو الاحتفالات.
وعلى هذا الدرب يعد أهل الأقصر خلال أيام الاحتفال بالمولد وجبة الكباب، واجب ضيافة للأقارب والأحبه المجتمعين للاحتفال.
كباب من دون لحم
أم ياسين من أهالي المنطقة، تقول إن إعداد الكباب يعتمد على غلة القمح فقط، فهو المكون الرئيسي له دون إضافة أي نوع من اللحوم.
وتوضح أنها تبدأ بوضع حبوب القمح في الماء، التي يصنع منها الكباب يوم وليله تقريبا، على حسب الكمية التي ترغب في إعدادها، ثم تصفيها من المياه، وتفرمها بالتدريج بإضافة قطع البصل الصغيرة والثوم والكزبرة الخضراء، والعديد من التوابل، إلى أن تنتهي من فرم الكمية كلها.
وتتابع أنها بعد ذلك تبدأ بتكوير العجينة التي أعدتها، ثم تبدأ في تحميرها في الزيت، ومن ثم تعد صلصة البصل والطماطم التي تضع بها الكباب بعد ذلك حتي يصل إلى مرحلة النضج.
وتوضح أنه يمكن أن يقدم طبق الكباب بمفرده مع العيش، لأنه بمثابة وجبة متكاملة، فالرائحه والشكل كفيلان بأن يقضي كل من يراه من أفراد الأسرة على ما في الطبق، بحسب قولها.
وتوضح أن أقاربهم من محافظات قنا وأسوان يأتون خصيصا لتناول الكباب كل عام.
“شي لله يا سيدي أبو الحجاج”
هكذا تعبر أم محمد، من أهالي الأقصر، عن فرحتها بمولد أبوالحجاج، وتقول إن زوجها يقيم ليله لله، كل عام خلال مولد سيدي أبوالحجاج، ويحضر ذبيحه، ويدعو الغلابة والأحبه والجيران على العشاء، بعد الاستماع إلى الآيات القرانية.
عيد الأوبت
عبدالمنعم عبد العظيم، مدير مركز تراث الصعيد، يقول إن وجبة الكباب، عادة ورثناها من القدماء، وبدونه لا تكتمل الفرحه، كما أن وجبة الكباب تعد مرة واحده في العام فقط، أثناء الاحتفال بمولد أبو الحجاج.
ويوضح عبد العظيم، أن دورة أبو الحجاج الأقصري هي استنساخ لعيد “الأوبت” المصرى القديم، إذ كانوا يخرجون من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطريق الكباش ويضعون على المراكب تماثيل الإله آمون وزوجته موت وإبنه خونسو، وكانت تسمى تلك الآلهة “الثالوث المقدس”.
وكان يجر المراكب آلاف من الشباب ويطوفون بها شوارع المدينة التاريخية، يتبعها عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة، وكل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم، في مشاهد تمثيلية وكرنفال شعبي وفني مثير للدهشة.
أبو الحجاج الأقصري
والعارف بالله القطب الكبير والصوفي الجليل، أبوالحجاج الأقصري، ولد في بغداد أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري، وأعده والده ليكون واحدا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم نال قسطا وافرا من الثقافة الدينية.
ترك العراق وذهب إلى مكة وأقام بها لمدة عام، ثم ذهب إلى مصر ودخلها عن طريق شرق الدلتا ونزل المنصورة وأخذ يتنقل من مدينة لأخرى، ثم رأى في منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر في صعيد مصر فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه العلم الغزير، ثم بني مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر يحمل اسمه.
يشار إلى أن الاحتفال بمولد العارف بالله أبوالحجاج الأقصري، في منتصف شهر شعبان لا يوافق ذكرى ميلاده أو وفاته، لكن الأهالي اعتادوا الاحتفال بالموالد في هذا اليوم من كل عام.